هناك نساء لا ينصفهنّ الحظ في اختيار الزوج المناسب، فيتزوجن مرتين وثلاث أو أربع. إلا أن زواج المرأة المتكرر وإن حلله الشرع لا يحظى بترحيبٍ أو قبولاً اجتماعياً كبير. فكيف يرى الناس رجالاً ونساءً المرأة المزواج. سنتعرف عن ذلك أكثر في هذا المقال.
كيف يُنظر إلى المرأة المزواج
يقول الدكتور “أنس العوني” أخصائي الأمراض النفسية والجنسية: أن المرأة قد تتزوج أكثر من مرة لعدة أسباب، وأن هذه الظاهرة موجودة بشكل واضح وغالباً ما تكون مرتبطة بالعلاقة الزوجية بما تحويه من عدة علاقات منها الجنسية، الرومانسية، والصداقة، والمسؤولية أيضاً. وإذا كان هناك خللاً ما بأي من العلاقات الطبيعية الموجودة في العلاقة الزوجية، سواء كان خللاً بالشغف الجنسي والذي يحدث بشكل طبيعي بعد الزواج، أو خللاً في حالة الصداقة أو العلاقة الروحية بين الزوجين وغيرها من الأسباب.
وظاهرة تعدد الزيجات للمرأة نشأت في الغرب بداية من الستينات حيث استقلت المرأة ولم تعد في حالة تبعية للرجل، وبالتالي فإن عند فقدانها للشغف الجنسي في العلاقة مثلاً، فإنها لم تعد تصبر على العلاقة، ومع قلة تحمل الرجل المسؤولية أيضاً، أو لفقد العلاقة الروحية والصداقة بين الزوجين، فإن المرأة تجنح إلى التغيير في هذه الأحيان.
ومن الجدير بالذكر أن تكرار المرأة للزواج لا يرتبط أبداً بوجود مرض نفسي، أو جنسي، أو أي خلل أخر، ولكنه أمر طبيعي؛ فالحاجة الجنسية هي حاجة طبيعية في سلوك الإنسان، وأيضاً من حق الإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة بأن يخرج من العلاقة إذا لم تعد مشبعة له، خاصة وأن هذه العلاقات تكون شرعية وعرفية أيضاً.
والأمر الذي لا يمكن أن نتغافل عنه هو أنه قد يكون مرتبطاً بشغف جنسي مفرط في بعض الأحيان، والذي لا يعتبر أمراً مخزياً أيضاً، فهناك عدة أشكال للشغف منها الفني ومنها الطبي، والثقافي ومنه الجنسي أيضاً.
ولكن لسوء الحظ، إن مجتمعنا العربي لا يقبل ذلك للمرأة، ولكنه يقبله بشكل كامل للرجل؛ وذلك لأن العادة في مجتمعنا أن الرجل يتزوج مرة وأثنان وثلاث وأربع مرات، وأنه قد يكون متعدد العلاقات حتى خارج الإطار العرفي والشرعي، ولكن لا يرضى المجتمع عن ذلك للمرة أبداً، ذلك بالإضافة إلى أن الإنسان بشكل عام يقلد المجموعة وينفر من الأقلية التي تخرج عن المجموعة وعن العرف وإن كان ما يفعله مقبولاً وشرعياً، لذلك فينظر للمرأة متعددة الزيجات بنظرة سيئة في معظم المجتمعات، لكن تكون النظرة معاكسة تماماً للرجل متعدد العلاقات.