ما هو التعريف الطبي للإمساك؟
قال “د. علاء أبو الرب” رئيس جمعية الغذاء والتغذية الفلسطينية. الإمساك المزمن هو: تأخر خروج الفضلات (البراز) من جسم الإنسان، مع وجود صلابة شديدة في الفضلات الخارجة. ويتغير مفهوم التأخير في خروج البراز بتغير طبيعة الشخص نفسه مع عملية الإخراج، فالمعتادون على التبرز يوميًا يعتبر التبرز مرة واحدة كل يومين أو كل ثلاثة أيام إصابة بالإمساك.. وهكذا.
وبشكل عام يتبرز الإنسان الطبيعي مرة واحدة على الأقل يوميًا على حسب نظامه الغذائي، فإذا تأخر خروج البراز لأكثر من يومين يعتبر هذا مؤشر على دخول الإنسان في مرحلة من مراحل الإمساك المزمن الأولية، وإذا تأخر لأكثر من ثلاثة أيام يعتبر دليل على الإصابة بالإمساك المزمن، وهي الحالة التي تحتاج إلى علاج أطول زمنيًا.
ويتنوع الإمساك إلى: الإمساك العابر الناتج عن تناول طعام صلب أو يحتوي على بذور في يوم الإصابة. والإمساك المتوسط وهو الذي يتكرر على فترات زمنية متباعدة. والإمساك المزمن وهو المُصاحب للمريض لفترات زمنية طويلة ومتتابعة.
ونُشير إلى أن بقاء الفضلات داخل الجسم، وزيادة كميتها عن الحد الطبيعي يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية على الجسم كله، لأن البراز عبارة عن سموم بالأساس، وأبرز مضاعفات الإمساك المزمن هي:
الإصابة بتسمم الدم تدريجيًا وتراكميًا مع طول فترة بقاء البراز داخل الجسم.
الإصابة بالإلتهابات الحادة داخل الجهاز الهضمي وبخاصة منطقة القولون.
إذا استمرت الإصابة بالإمساك لفترات زمنية طويلة قد تؤدي إلى ترهل القولون، ومن ثَم الإصابة بالسرطانات.
يمكن أن يحدث خلال خروج البراز الصلب الإصابة بجروح في منطقة المستقيم وفتحة الشرج مما يؤدي إلى النزيف المستمر.
يؤثر الإمساك المزمن والبراز الصلب في الإصابة بإلتهاب البواسير.
قد تحدث الإصابة بمرض سقوط المستقيم نتيجة للإمساك المزمن.
قد يُصاحب الإمساك المزمن الشعور بالصداع وآلام الرأس.
وفي حالات الإمتلاء الشديد للقناة الهضمية يُصاب الشخص بالقيء المتكرر والمستمر.
ما أسباب الإصابة بالإمساك طبيًا؟
تابع “د. أبو الرب” توجد ثلاثة أسباب رئيسية للإصابة بالإمساك، وهي كذلك الأساس الذي قُسم معه الإمساك المزمن إلى أنواع، وهي:
كسل الأمعاء: حيث تختل الحركة الطبيعية للأمعاء، وهو في الغالب مرض غذائي، وعلاجه غذائي أيضًا، إلا مع بعض الحالات التي تتطلب تدخل الطبيب. وكسل الأمعاء يحدث نتيجة لعدم شرب الماء، أو لقلة نسبة الألياف والدهون المُتحصل عليها من الأغذية التي يتناولها الشخص.
تقلص الأمعاء: حيث يقل قُطر الأمعاء. وينتج هذا التقلص عند تناول الأغذية الغنية بالتوابل والبهارات الحارقة كالشطة والفلفل وخلافه، لأن هذه المواد الحارقة تؤدي إلى تضيق القناة الهضمية، ومن ثَم ظهور الإمساك. كذلك قد ينتج تقلص وضيق الأمعاء من الإستعمال المتكرر للحقن الشرجية التي تعالج الإمساك.
إنسداد الأمعاء: وهو أخطر أسباب الإمساك، وينتج الإنسداد من وجود أورام وسرطانات بالأمعاء أدت إلى إغلاق الجهاز الهضمي. والعلاج الوحيد لهذه الحالة هو التدخل الجراحي مع عمل الكثير من الفحوصات والتحاليل السريرية والمعملية والتنظيرية.
الأسباب النفسية: حيث يوجد ما يُعرف بالإمساك النفسي، وهو ينتج عن:
تأخير الشخص بإرادته الكاملة خروج البراز من الجسم، هذا التأخير يؤدي إلى إمتصاص السوائل من البراز وتصلبه. ويحدث هذا عادةً مع الأشخاص الذين لا يُفضلون إستعمال المراحيض المشتركة خارج المنزل مثل مراحيض أماكن العمل والأماكن العامة، فيؤجلون عملية الإخراج لحين العودة إلى منازلهم.
الضغط والتوتر العصبي الواقع على الإنسان نتيجة لظروف الحياة المهنية والعائلية، أو الخوف من الإمتحانات عند الطلاب مثلًا. هذه المشاعر النفسية تنعكس مباشرة على أعضاء الجسم كلها، وبالأخص القولون، وهذا ما يُعرف بمرض القولون العصبي، حيث يُصيب القولون حينها خلل وظيفي في أداء مهامه، وقد يقوم القولون حينها بإمتصاص كبير للسوائل من البراز، وبالتالي يؤدي إلى إمساك ذو درجة شديدة.
كيف يمكن علاج الإمساك المزمن تغذويًا؟
أوضح “د. أبو الرب” إذا استبعدنا الإمساك الناتج عن إنسداد الأمعاء، يمكن علاج باقي أنواع الإمساك بتحسين العادات الغذائية للمريض. حيث أن كسل الأمعاء أو تقلصها يمكن علاجهما بتحفيز وتنشيط الأمعاء للعمل بالغذاء، ويأتي ذلك عن طريق:
• شرب كميات وفيرة (بمعدل 2 لتر يوميًا على الأقل) من الماء والسوائل بشكل عام لتسهيل سير الطعام داخل القناة الهضمية .
• تناول القليل من الدهون، لأنها تقوم بدور تشحيمي للأمعاء، مما يُسهل حركة الطعام داخلها.
• الإكثار من تناول الخضروات على اختلاف أنواعها وبخاصة الخضروات الورقية الخضراء الداكنة، والفاكهة بكل ألوانها مثل البطيخ والعنب… إلخ، لأنها أغذية غنية جدًا بالألياف، والألياف لها دور مهم في دفع الفضلات إلى خارج الجسم، ومن ثُم مسح وتنظيف القناة الهضمية. وتُعد هذه النقطة أول بند في البرامج العلاجية للإمساك المزمن.
• تناول الأغذية الغنية بفيتامين ب والكالسيوم، لأن نقص هذين العنصرين في الجسم يؤدي مباشرة إلى كسل الأمعاء.
• تجنب الأطعمة الحارقة والغنية بالتوابل والبهارات قدر الإمكان.
• تجنب الوجبات السريعة السيئة، وكذلك الأغذية المُصنعة.
• شرب الحليب بإستمرار لأنه يحتوي على الخمائر والأحياء الدقيقة الضرورية والمفيدة في عمل القولون.
وبخصوص الإمساك النفسي، فيجب التخلص من الشعور النفسي السيء وتحسين الحالة المزاجية للفرد، إلى جانب تنفيذ ما سبق من تعليمات، حتى يتعافى الشخص من الإمساك.
وننوه إلى أن إستمرار الإمساك المزمن بعد تنفيذ العادات الغذائية السابقة لفترة طويلة يلزمه بالضرورة المتابعة الطبية، حيث يقوم الطبيب بوصف الأدوية العلاجية التي تساعد في تخفيف حدة الإمساك، ثم التعافي منه.
هل تُفيد الوصفات الشعبية المنزلية (مثل شرب زيت الخروع) في علاج الإمساك؟
بشكل عام يتعامل الجسم مع كل أنواع المُلينات على اعتبارها سموم، فيُفرز عليها كميات كبيرة من الماء لطردها من القناة الهضمية، وهذا هو السبب الطبي الدقيق في أنها تُسبب الإسهال. من هنا يعتبر الإكثار من إستعمال هذه المُلينات ضار جدًا بالجسم، فبدلًا من أن يقوم الجهاز الهضمي بإمتصاص الماء والسوائل والعناصر الغذائية الأخرى لحاجة الجسم، سيقوم بالتخلص من كميات كبيرة منها للقدرة على طرد هذه الأجسام الغريبة من وجهة نظره، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالهُذال والضعف على المدى البعيد.
أرجوا موفاتي بمعلومات حول علاج عرق النسأ