ما علاقة حمض المعدة بالأسنان؟
قال “د. محمد العقل” أخصائي طب الفم والأسنان. عن علاقة حمض المعدة بالأسنان. من بديع خلق الله سبحانه وتعالى أن جعل في كل جزء من جسم الإنسان درجة من الحمضية، وتقاس درجة الحمضية هذه بالمقاييس الطبية من 0 إلى 14، الصفر يعبر عن الحمض الصافي الشديد ليصل عند درجة 14 إلى القلوية أو انعدام الحمضية تمامًا.
بإستخدام هذا المقياس الطبي يتضح لنا أن درجة حمضية الفم في الحالة الخاملة تتراوح بين 6.5 إلى 7 درجات، وترتفع إلى 8 درجات وقت المضغ والأكل لزيادة إفراز اللُعاب. أما أحماض المعدة فتتأرجح على المقياس بين 1 إلى 1.5 درجة، أي أنها شديدة الحموضة.
على هذا الأساس تؤثر أحماض المعدة إذا ما صعدت إلى الفم على الأسنان حد التآكل، لأن البيئة المُهيئة لاستقبال سوائل حمضية على درجة الـ 7 لا تتحمل الحموضة الشديدة جدًا الموجودة على الدرجة 1 أو 1.5. فإن كنا نرى بأعيننا تأثير عصير الليمون أو الطماطم وكذلك القهوة والشاي على الأسنان وهي ذات درجة حمضية 5 إلى 5.5، فما بالنا بحمض المعدة الهيدروفوبك وهو على درجة حمضية 1.
وبالتالي المصابون بإرتجاع المريء (وهو أنبوب الوصل بين المعدة والفم) تخرج أحماض المعدة الشديدة نتيجة للإرتجاع إلى الفم، لتبدأ هذه الحمضية الشديدة في العمل على تآكل الأسنان، وزيادة أمراض الحساسية والتسوس وإلتهابات اللثة ورائحة الفم الكريهة، وعادة ما تتضرر الأسنان الخلفية أولًا.
على الجانب الآخر قد يكون ما يحدث في الفم أحد مسببات الإصابة بإرتجاع المريء، لأن عدم مضغ الطعام يؤدي إلى إفراز كميات أكبر من حمض المعدة لإتمام عملية الهضم، هذه الزيادة في الحمض قد تعود مرة أخرى إلى الفم.
ولا يؤثر حمض المعدة حال رجوعة إلى الفم على الأسنان فحسب، بل يمتد التأثير إلى الأنسجة المحيطة حول السِنة، مثل اللثة وسقف الفم وأرضيته، لأن حمض المعدة بالنسبة للفم يُمكن تشبيهه بالسائل الحارق. لتزيد الإصابة بالإلتهابات، وتزيد رائحة الفم المقززة، وتزيد الإصابة بإلتهابات الأعصاب، لأن تآكل الطبقة الأولى من الأسنان يجعل شرب أي سائل عامل محفز للإصابة بالحساسية لمروره على الطبقتين الأخرتين والتي تكون عبارة عن أنابيب موصلة إلى قلب السِن.
ما أسباب إرتجاع حمض المعدة إلى الفم (إرتجاع المريء)؟
أوضح “د. العقل” أفضل من يجيب على هذا السؤال هو طبيب الجهاز الهضمي، ولكن بالمعلومات البسيطة يكون سبب إرتجاع الحمض زيادة الكمية المُفرزة منه، وزيادة إفرازه هذه قد تكون بسبب ضعف بطانة المعدة، أو بسبب جرثومة المعدة، أو بسبب أمراض معِدية ومعوية مؤثرة في إفراز الحمض، أو بسبب تناول أدوية المسكنات والمضادات الحيوية بدون تناول الطعام الكافي، أو بسبب إتساع فوهة المعدة خَلقيًا.
وأشارت دراسة حديثة تمت بدولة جنوب أفريقيا إلى أن مرض إرتجاع المريء من الأمراض المنتشرة عالميًا، وبنسب مُفزعة، فتصل في بعض الدول إلى 20%، وتزيد في أخرى إلى 50%.
بل واتفق أطباء الجهاز الهضمي ضمنيًا على أن الفرد إذا أُصيب بالحموضة مرتين أسبوعيًا وجب عليه إستشارة الطبيب، لكون الأعراض مقدمة للإصابة بإرتجاع المريء، وعدم الإعتماد على أدوية الحموضة واعتبارها الوصفة الأسلم لها.
هل يفيد الحارس الليلي (Night gard) في تجنب آثار إرتجاع المريء؟
الحارس الليلي للأسنان يفيد في الإحتكاك الميكانيكي للأسنان، لكن لن يفيد في التآكل الكيميائي للأسنان والذي يحدث بسبب الإرتجاع.
كيف نحمي الأسنان عند الإصابة بمرض إرتجاع المريء؟
تابع “د. العقل” حال إكتشاف الإصابة بمرض إرتجاع المريء، على الفرد مقاومة آثاره على الأسنان بخطوات إستباقية لتقليل آثار الحمض المَعِدِي الراجع إلى الفم، فعليه:
• إستخدام معجون الأسنان المحتوي على مادة الفلورايد المركز وتجنب الأنواع المحتوية على الفلورايد بنسب تركيزية قليلة.
• الإستخدام المستمر لغسول الفم الفورايدي.
• تغيير العادات الغذائية الخاطئة، مثل تناول وجبات العشاء الدسمة والنوم بعدها مباشرة.
• تكثيف الزيارات لطبيب الأسنان بواقع زيارة كل شهرين على الأكثر.
• تغيير فرشاة الأسنان بإستمرار، وبعد أي مرض بسيط كالإنفلونزا مثلًا، لأنها وسيلة لجمع البكتيريا والإحتفاظ بها.
• تغيير نوع معجون الأسنان بإستمرار حتى لا تتعود بكتيريا الفم على نوع واحد وتستأنسه ولا يؤثر فيها.
كيف يكتشف الفرد العادي الإصابة بإرتجاع المريء عن طريق الأسنان؟
إرتجاع حمض المعدة إلى الفم لا يؤثر على سِنة واحدة، وإنما يؤثر على مجموعة من الأسنان دفعة واحدة، وخصوصًا الخلفية منها، ليُلاحِظ الفرد العادي تآكل متشابه لسطح هذه الأسنان، مع ملاحظة تغير اللون إلى الأصفر الداكن بشدة المائل إلى البني وليس الإصفرار العادي الناتج من شرب الشاي والقهوة، كما يلاحظ على نفسه زيادة حساسية الفم والأسنان عند تناول المشروبات الباردة والساخنة على حد سواء. كل هذه الأعراض والملاحظات بجانب رائحة الفم الكريهة من المؤشرات على الإصابة بإرتجاع المريء.
هل تبييض الأسنان بإستخدام الوصفات المنزلية صحي أم يشكل خطورة؟
كل هذه الوصفات المنزلية الشعبية (بيكربونات الصوديوم وشرب عصير الفراولة وقشر الموز والفحم) تُعطي نتائج أولية شديدة الروعة، إلا أنها على المدى الطويل ضارة جدًا على الأسنان واللثة، وأحد الأسباب في تآكل الأسنان والإتجاه إلى تركيب أسنان صناعية جديدة.
لأن المواد المستخدمة في هذه الوصفات الشعبية جميعًا يمكن تشبيهها بالصنفرة، حيث أنه في كل مرة نستخدمها نُزيل طبقة من الأسنان بنفس ميكانيكية عمل الصنفرة مع الخشب، لنصل في النهاية عن طريق هذا الإحتكاك المستمر إلى إختفاء السِنة.
والأفضل الإتجاه إلى البدائل الطبية ذات النتائج الحقيقية، مثل تبييض وغسيل الأسنان عند الطبيب، أو الإتجاه لتركيب لصقات التبييض، للحصول على النتائج الأفضل ولوقت أطول بعيدًا عن مثل هذه الترهات والخرافات.
عندي نزيف باللثة غالبا مستمر عند امتصاص الريق أو عدم الاكل لمدة طويلة فهل له علاقة بالارتفاع المريء ى.