أيها الأبناء، إن أوقاتكم وحياتكم هي من أغلى ما تملكون، وإذا لم تستدركوا وتستغلوا هذا الوقت، فأنتم لا مشروع لكم ولا هدف. ومن ليس له هدف ولا مشروع ولا رسالة؛ فبالتأكيد يستخدمه الآخرون لأهدافهم، وسيأتي يوم تسألون فيه عن أعماركم فيما أفنيتموها.
بالطَّبع؛ لا مانع أن تكونوا مؤثرين لصناعة أهداف غيركم -هذه- إذا كانت نبيلة، لكن الأنبل الأفضل أن تصنعوا مشاريعكم وأهدافكم أنتم بأنفسكم؛ فأنتم لم تخلقوا عبثا.
ما أروع الإنسان حينما يضع خطة حياة علمية لنفسه؛ فيعصم من الشبهات بإذن الله، ويضع خطة حياة مادية فيعصم بإذن الله من الفقر والذلة، ويضع خطة حياة تعبدية، فيعصم بإذن الله من الشهوات، واجتماعية وهكذا…
دعوني أحدثكم بصفة الجمع، كأنكم مجموعة؛ كأنني أساعدكم في بعض النصائح، أو التعاون في كتابة موضوع تعبير مميز، أو محاضرة سهلة الإلقاء.. وهلُم جرا.
كيف نخطط للمستقبل!
والآن، فلتسألوا أنفسكم: كيف نخطط لحياتنا!
هذه هي الطريقة السهلة بإذن الله -تبارك وتعالى-..
١. قبل كل شيء؛ استعينوا بالله وتوكلوا عليه -سبحانه- ثم ليحضر كل منكم ورقة وقلما. واعلموا أن التخطيط بدون كتابة ووضوح وهدوء لن تستفيدوا منه، بل سيظل مجرد أمنيات.
٢. يُستحسَن في بادئ الأمر أن تكتبوا رسالتكم في الحياة، وتكون عامة بحيث تكون أغلب الأهداف التي ستضعونها ستصب فيها. واعلموا أن من يصنعها هو أنتم؛ فلا تتقمصوها من الآخرين.
- مثال على هذه الرسالة: إن رسالتي في الحياة هي أن أكون ذو تأثير إيجابي في العلم والفِكر والمجتمع، وأخدم شباب مجتمعي وأعمل على حمايتهم من الانحراف الفكري والعقدي والتربوي.
- لدينا مثال آخر: أن أكون صاحب المركز الأول في رياضة معينة، مثل الركض أو السباحة وغيرها. أو مثلا أن أكون رجل أعمال ناجح ومؤثر، أساهم في خدمة بلدي ومجتمعي.
٣. ثم اِبْدَأُوا فورًا في صناعة أهدافكم. فباختصار؛ الهدف يجب أن يكون واضِحًا ومحددا بوقت مُعيَّن، ولا يمنع أن يكون صعبا، لكن أيضًا يجب أن يكون غير مستحيل التحقيق، بمعنى أن يكون ممكن الوقوع.
٤. نوعوا في أهدافكم، مثال:
- هدف في العبادة: مثل حفظ القران الكريم خلال مدة معينة.
- هدف مادي: أمتلك شركتي الخاصَّة خلال كذا.
- ثم هدف اجتماعي.. ثم.. ثم.. إلخ
٥. عليكم بكتابة أمنياتكم على شكل أهداف واضحة ومحددة ومنوَّعة. ولا تزيدوا على ثمانية أو عشرة حتى لا تصابوا بإحباط، وتختلط الأمور وتكثر عليكم.
٦. احرصوا حينما تكتبون أهدافكم أن يكون كُل منكم بمفرده في مكان محبب إليه، صافِ الذهن، هادئ، غير منشغل بشيء آخر، مستشعرا أن الله -جل وعلا- لا يخيب رجاء ولا يرد سائلا.
٧. إذا كتبتم أهدافكم؛ ضعوا كل هدف في صفحة مستقلة، ثم حددوا زمن الوقوع المتحقق -بإذن الله- واكتبوا التاريخ، ثم قسموا الزمن المحدد إلى مراحل لتحقيق الهدف.
٨. إذا قسمتم المراحل؛ ضعوها على شكل أهداف صغرى داخل الهدف الأعلى الذي تريدون تحقيقه، ثم ضعوا خانة لِما تحقق من هذه الأهداف الصغرى، وتابعوها بشكل دوري تحت مسمى (ما تم إنجازه).
٩. بعد ذلك؛ رتب أيام الأسبوع على حسب مراحل الأهداف عندك، فتكون بعده في كل يوم تتابع هدفا أو مشروعا عندك..
١٠. وأخيرا: توكل على الله، وتفاؤل وادع؛ فهم من المبادئ المهمة لإنجاح خطتك ومشروعك في الحياة بشكل عام.
مُقترَح: العادة السابعة من العادات السبع للناس الأكثر فعالية: اشحذ المنشار