غيرت ثورة التكنولوجيا من أسلوب حياتنا وعادتنا اليومية على مر السنين عبر الكثير من الاختراعات والألعاب وألعاب الأطفال الرقمية للأطفال تحديداً أو ما تُعرف بألعاب الفيديو وهي احدى الاختراعات التي أثمرت نتائجها خاصة على المراهقين كما يساور الآباء والأمهات قلق دائم من خطر إدمان أبنائهم على هذه الألعاب مع سهولة الوصول إليها عبر الهواتف النقالة والحواسيب والأجهزة الرقمية الخاصة بها مما قد يسبب العزلة والانطواء داخل عالمهم الافتراضي.
كيف يمكننا خلق توزان بين فوائد وأضرار الألعاب الإلكترونية؟
يقول الدكتور سليمان الخضاري “استشاري الطب النفسي”، دائماً لكل شيء جانبين أحدهما سلبي وآخر إيجابي وبالتأكيد فإن أي أنشطة ذهنية سواء كانت ألعاب اليكترونية أو الكلمات المتقاطعة وحل الألغاز فإن لها دور في تنشيط مناطق معينة في الذاكرة أو مناطق معينة في المخ لها علاقة بحفظ المعلومات وترتيب الأفكار، لكن ما يحدث حالياً متعدد الأبعاد حيث أن هذه الألعاب الآن ليس عليها رقابة ولا نعرف ما هي الألعاب المناسبة لتلك الفترات العمرية المختلفة حيث أن هناك بعض الألعاب التي لا تناسب الكثير من الأعمار كما يضعف عند بعض المراهقين التواصل الاجتماعي مع أقرانهم وأهاليهم إلخ إلخ.. وهذا له تأثير كبير على ضعف نمو التواصل الاجتماعي عند الأطفال بشكل عام.
على الجانب الآخر، أثبت العلم الحديث أن كثرة الاعتماد على تكنولوجيا حديثة بكافة تفاصيلها يضعف من أداء مناطق معينة في الدماغ وهذه المناطق مسئولة عن التركيز والتخطيط وإدارة شئون حياتنا اليومية.
على سبيل المثال، يعمل الاعتماد المبالغ فيه على وسائل التواصل الاجتماعي والانشغال بها سواء كألعاب أو social media على التقليل من فرص حفظنا للمعلومات مقارنة بالفترات الماضية.
ما هي خطورة الألعاب الإلكترونية على الأطفال؟
إن الآباء اليوم لا يدركون أن الشارع أصبح موجود الآن في منزلهم من خلال تواصل أبنائهم مع غيرهم عبر هذه الألعاب الإلكترونية، لذلك يجب علينا مراجعة هذه المسألة حتى يمكننا وقاية أبنائنا من خطر هذه الألعاب الإلكترونية – بناءً على رؤية الطبيب.
أضاف ” الخضاري “: هناك حكمة معروفة تقول لا تكن لينا فتعصر ولا صلباً فتُكسر، لذلك يجب على الآباء موازنة الأمور بين كيفية منع هذه الألعاب الإلكترونية عن الأطفال وفي نفس الوقت بطريقة لا تؤثر عليهم نفسياً وبصورة سلبية.
إلى جانب ذلك، يجب علينا أن نطور من طرق التواصل الجيد بيننا وبين أبنائنا مع ضرورة الحوار المباشر بيننا وبينهم ثم يمكننا الدخول معهم في هذه الألعاب الإلكترونية ولا يجب أن يصير هنالك نوع من الحرمان أو الإجبار لترك هذه الألعاب وإنما يمكن خلق رقابة غير مباشرة عليهم.
وأخيراً، تبقى المشكلة الأساسية كامنة في أن هناك بعض الآباء والأمهات الذين لا ينشغلون بأمور أبنائهم وما يهتمون به ولا يدركون الخطر الكبير لهذه الألعاب الإلكترونية التي قد تصل إلى حد العنف في بعض الأحيان.