من غير المستغرب أن يتحول اجتماع لمناقشة مسائل خاصة بعمل محدد، أو ورشة معقودة لتطوير مستوى عاملين في مهنة ما إلى منصة للهجوم على الصحافة، والسبب في ذلك أن الإعلام أصبح بلا حماية تردع من يصفون العاملين فيه بالمتردية والنطيحة، في أسلوب لو مورس ضد أي مهنة في البلاد أو خارجها لقامت الدنيا ولم تقعد.
هذا بالفعل هو ما يحدث حاليا، فلا تمر مناسبة لفئة ضاقت بالرأي وأهله إلا واستثمرتها في التباحث في مسألة كيف نتصدى للصحافة؟ وما السبل المثلى لفرض الوصاية عليها؟ أو أنسب الطرق للتخلص منها. وكأن الصحافة السعودية خصم للمجتمع، فيما هي في الحقيقة خصم للفساد، ومنارة لعرض مختلف الآراء.
اليوم هناك من صرح بضرورة التدخل في اختيار ما تنشره الصحافة، واختيار الصحافيين والكتاب أنفسهم، وذلك لأنهم يرون أن الصحف فتحت الباب أمام المتردية والنطيحة، وهذا تعد صارخ على كل من يخالفهم الرأي؛ فالصحافة بوابة عبور مختلف الأصوات.
بعد الصمت المطبق لهيئة الصحافيين فإن الأمل حاليا أن تصدر وزارة الإعلام بيانا تشجب فيه هذا التطاول الممنهج منذ فترة على الإعلام والصحافة، حيث إنه يكرس صورة نمطية مشوهة عن الصحافيين والكتاب ومختلف الأطياف المخالفة، ويحمل في باطنه دعوة إلى كراهية الآخر، ويصورهم بصورة الأعداء.
هذه الفئات التي تعودت سماع صوتها وحده لم تعد تطيق أن المجتمع تجاوزها، وأنها فئة ضمن المجتمع وليست المجتمع كله، ما يجعل الجهات الرسمية أمام مسؤولية أن توقفها، فما يعبر عنه اليوم خرج من إطار الخلاف في وجهات النظر والرأي إلى التعدي، ودخل في نفق التشويه والافتراء، وخطوة للعودة إلى حقبة الصوت الواحد، مع أنها حقبة تجاوزها المجتمع بالصحافة أو دونها.
بقلم: منيف الصفوقي
هنا أوصيك أن تقرأ: أهمية الصحافة ودور الصحفي في المجتمع
وكذلك: خيبة أمل صحافي