علاقة الجسد بالنفس
يعتبر الإنسان كيان واحد مكون من جسم ونفس وروح وعند وجود مشكلة في الجسم فإن ذلك حتماً سيؤثر على الروح أو النفس، لذلك فهناك مسمى للطب النفسي الجسدي حيث أن الأطباء اليوم لا يبحثون فقط العلاج الجسدي وإنما كذلك ينظرون إلى الأسباب النفسية التي قد تؤدي إلى هذه المشاكل الجسدية.
وتابعت “ستيفاني غانم” أخصائية نفسية. لا يمكننا القول أن النفس تعمل بمعزل عن الجسد أو العكس ولكن هناك أحد الأطباء الذي يقول أننا نحن من نملك هذا الجسد بمعنى أن كل مشاعرنا وكل انفعالتنا ومشاكلنا تؤثر على الجسد ويمكن للجسد التعبير عنها، وهناك كذبة كبيرة نستعملها في هذا الأمر هي النسيان دون اعتبار أن الجسم لديه ذاكرة قوية يمكنه من خلالها تذكر كافة المشاكل والاضطرابات التي نتعرض فيها عند الصغر وبالتالي تؤثر عليه.
كيف تعبر لغة الجسد عن الراحة النفسية للإنسان؟
يمكن للإنسان أن يخبئ الحالة النفسية التي يتعرض لها من ضيق نفس وألم كما يمكننا في بعض الأوقات الكذب على أنفسنا وتخبئة ما نشعر به نفسياً من حيث تأجيل هذا الألم النفسي ولكننا لا يمكننا تخبئة الأعراض التي نشعر بها حيث لا يمكننا على سبيل المثال تخبئة الوزن الزائد وباقي الأعراض الأخرى التي نشعر بها مثل الغضب والمشاكل العاطفية والصوت العالي وغيرها من الأعراض التي تعتبر بمثابة جرس إنذار يجب التفكير به، لذلك فإن كافة الأطباء اليوم في العالم الغربي على وجه الخصوص يعملون جنباً إلى جنب مع الأخصائيين النفسيين خلال مرحلة العلاج للتأكد من المشاكل النفسية الموجودة ومحاولة حلها حتى لا تعود مرة أخرى.
وأردفت “غانم” إننا نعتبر في علم النفس أن الجسد هو وسيلة للتعبير عن أي لذة يشعر بها الإنسان مثل تناول أكلة لذيذة أو المرور بشعور عاطفي جميل ولكن قد يكون هنالك بعض الموانع لهذه اللذات مثل الموانع الدينية أو بسبب العادات مما قد يتسبب في انتقام النفس من الآخرين كتعبير عن المتنفس الغاضب الذي يشعر به الإنسان حينئذ مع أهمية الإشارة إلى أن عدم التعبير عن هذا المتنفس هو ما يمكنه إيذاء الإنسان بدرجة أكبر لأن الإنسان حينئذ قد لا يكون مدركاً ما يمر به كما لا يعلم العالم الآخر أو من حولنا عن ما نمر به نفسياً وهو ما يجعل الأمر أكثر سوءاً.
خطورة العلاقة السيئة للجسد والنفس
هناك البعض ممن يلجأون إلى بعض الوسائل التي يظنون أنها تساعدهم في تحسين علاقة النفس بالجسد مثل اللجوء لتناول بعض الأغذية التي تساعدهم على النحافة على سبيل المثال أو الجوء إلى ما ينتظره الآخرون منا وهو ما يجعل علاقة الجسد بالنفس علاقة أكثر سوءاً عندما نقوم بعمل ما يتطلبه منا غيرنا من الناس مثل اللجوء إلى تغيير قصات شعرنا أو تغيير شيء ما في جسمنا مما يصعب علينا تنفيذه في وقت من الأوقات وبالتالي تتأثر النفس سلباً.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نعترف بوجود صداقة بيننا وبين أجسادنا حتى يمكننا حل أي مشلة نتعرض لها وخاصة المشاكل التي تحدث بين الزوجين مثل القذف المبكر وغيره من المشاكل النفسية المتعلقة بالجسد التي يجب أن نتعلم كيفية التعامل معها وبالتالي يمكن حل هذه المشكلة وغيرها بكل سهولة دون اللجوء لتناول بعض الأدوية التي لها آثار جانبية سلبية على صحة الإنسان.