بعض القنوات الفضائية غير صالحة للمشاهدة طوال أيام السنة بغض النظر عن رمضان! فما تحويه تلك القنوات من برامج ومذيعين لا يتناسب مع أي فرد من أفراد العائلة مهما اختلفت اهتماماتهم ومستوياتهم الثقافية بل إن مشاهدتها لبضع دقائق سبب رئيس للإصابة باضطرابات الهضم وتهييج القولون العصبي وتوتر المزاج العام! لذا فما يستحق المشاهدة بعد عمليات الفلترة والترشيح هي عدة قنوات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة من أصل مئات القنوات التي لن يساورك أدنى شعور بالندم وأنت تضغط على زر delete كلما اقتربت منها!
أما إذا أصيب جهاز استقبال القنوات لديك عزيزي القارئ بخلل برمجي طارئ، فإنني أتقدم إليك بصادق العزاء وخالص المواساة الحارة لأنك بلا أدنى شك ستقضي ذلك النهار أمام شاشة التليفزيون لمطاردة وإزالة القنوات التابعة لقسم الصرف الصحي! تلك القنوات التي أصبح عددها أكثر بكثير من عيون القطط في طريق خريص!
ويبدو أن إنشاء قناة فضائية أصبح أسهل جدا من «سلق» البيض! لأن كل ما تحتاج إليه لفعل ذلك هو – غرفة سيئة الإضاءة – كاميرا ذات جودة منخفضة أو دون جودة أصلا! – مصور لا تحمل سيرته الذاتية أي شهادات أو خبرات وأخيرا فتاة تجيد الغنج والتمايل عند إلقائها للمسابقات أو الأخبار حتى وإن كان الخبر هو سقوط طائرة ركاب ووفاة 400 كانوا على متنها!
آخر موضة إعلامية ابتلينا بها هي قنوات الفوازير التي تبدأ ساعات البث وتنتهي بإطلالة فتاة ذات مواصفات خاصة -لا تستطيع نطق أكثر من 20 حرفا من حروف الهجاء- تنتظر اتصالات المشاهدين الكرام – هم أيضا ذوو مواصفات خاصة – للإجابة عن سؤالها الذي يقول – ماذا يسمى من يقوم بتحكيم مباراة كرة القدم – هل هو حكم المباراة أم القاضي أم الخياط؟ ويا حيف على الثقافة!
بقلم: ماجد بن رائف
وهنا تقرأ: برامج رمضانية.. لكن «للكلام غاية ولنشاط السامعين نهاية»!