يقول أحدهم في كلمات خالدة: قم للمعلم وفه التبجيلًا …. كاد المعلم أن يكون رسولًا.
مهما تباينت المهن واستجدت على المجتمعات مهن حديثة ستظل مهنة المعلم أرقاها وأهمها على الإطلاق، فهي تنافس الطب في رسالته وتعالج فساد الخلق، وتنافس البناء لأنها تبني الأمم، وتشارك الأسرة في صناعة الجيل وتشكيل سلوكياته وقناعاته، لذا تظل محتفظة بمكانتها وخصوصيتها على مر العصور.
ولكي يكون المعلم إنسانًا متميزًا على مستوى المسئولية المسندة إليه، ولكي يكون مثالًا طيبًا يحتذى به يجب أن يمتلك أدوات التميز والنجاح وعوامل القدوة الحسنة على المستوى المهني والإنساني.
لذا فإننا في هذا المقال سوف نستعرض أهم ما يجب ان يتصف به المعلم المتميز وأهم ما يمتلكه من أدوات تجعله مؤثرًا في بناء جيل كامل، سائلين الله عز وجل أن يجزي كل معلمينا ومعلماتنا عنا كل خير.
أدوات المعلم المتميز
لكي يكون المعلم متميزًا ويترك بصمة بارزة في تشكيل الوعي الجمعي لجيل بأكمله يجب أن يتحلى ببعض الصفات ويمتلك بعض المهارات ليتسنى له القيام بدوره.
أما المواصفات فهي كما يلي:
حسن المظهر
حسن المظهر يشمل الظهور بأفضل مظهر لائق بالمعلم، بحيث يعكس رقيه وتحضره والتزامه، وعدم التدني لمستوى محاكاة الموضة أو التقليد العبسي الذي يتبناه معظم الشباب، فيكون زيه ومشيته وكلامه وتعبيره عن نفسه جميعها أمور تواكب الحداثة التي تميز عصرنا الحالي وتعكس رقي المعلم ولياقته، وترجع أهمية تلك النقطة إلى تأثيرها الكبير على الطلبة، فحب المعلم عند تلاميذه يبدأ من اعجابهم بمظهره، وينتهي بتقليده ومحاكاته وتقمص كل ما يصدر عنه.
حسن الخلق
حسن الخلق هو حسن التعامل مع الزملاء والزميلات ورؤساء العمل وكافة العاملين بالمؤسسة التعليمية، وحسن التعامل مع التلاميذ أيضًا، والذي يعكسه الحوار الراقي والنقاش الموضوعي وروح المجاملة والتعاون والمشاركة مع الآخرين، ومن الجدير بالذكر أن التلاميذ في مختلف المراحل التعليمية يركزون جدًا مع تصرفات المعلمين ويراقبونهم في شغف وفضول، وينتقدونهم أيضًا، لذا فالمعلم المتميز الناجح هو من يستطيع أن يحظى بإعجاب وتقدير تلاميذه.
الجمع بين لين الجانب والحزم في نفس الوقت
المعلم اللين المتواضع حد التساهل يضرب أسوأ مثل للمعلم ويفشل في دوره التربوي فشلًا زريعًا، والمعلم العنيف القاس يواجه بالنفور والتمرد ويعزز قيم العنف والعدوانية لدى التلاميذ، فكلاهما لا يرتقي إلى المكانة التي تليق به ولا يتمتع بصلاحية التوجيه والتصحيح، لذا يجب على المعلم أن يقف في منتصف المسافة بين اللين والقسوة، فيرفق بالتلاميذ حين يوجه أو يشرح أو يبين لهم معلومة، ويكون حازمًا حين يعالج خطأ معينًا أو سلوكًا شاذًا.
الهدوء وسعة الصدر
مهنة التدريس أكثر مهنة تتطلب الهدوء وطول البال وسعة الصدر لأن المعلم مُطالب بتوصيل المعلومة لعدد كبير من التلاميذ الذين يتفاوتون في قدراتهم واستيعابهم وأنماط شخصياتهم، وهو مطالب باحتواء الجميع بنفس الدرجة.
الالتزام بالمواعيد والمعايير التي تضعها المؤسسة التعليمية
التزام المعلم بالمواعيد والمعايير الخاصة بالمؤسسة التعليمية يجعل منه قدوة حسنة في الالتزام ويؤهله لتعليم التلاميذ وتوجيههم إلى مثل تلك القيم، فمثلًا المعلم المدخن كيف يجرؤ على عقاب تلميذ مدخن أو اقناعه؟
والمهارات كما يلي:
مهارات التواصل والاقناع
مهارات التواصل والحضور والقدرة على التفاعل مع كافة التلاميذ حتى يشعر كل منهم أن المعلم يحدثه هو خاصة، يليها مهارات الإقناع، الإقناع بالمعلومة وبالمواقف وبالتوجيهات التي يضطر المدرس لمعالجتها أثناء احتكاكه بالتلاميذ.
مهارات التعامل مع التطور التكنولوجي
مهم جدًا أن يكون المعلم على مستوى الحدث، بأن يجيد التعامل مع وسائل التعليم الحديثة لكي يستطيع استغلالها على الوجه الأمثل، وليكون متميزًا في عيون التلاميذ.
مهارات القيادة
المعلم قائد لكل تفاصيل الموقف التعليمي، فهو الذي يحقق الهدوء ويحافظ على مستوى التفاعل الإيجابي والمشاركة المنظمة في العملية التعليمية، وإذا فقد المعلم صلاحية القيادة لن يتمكن من توصيل أي معلومة وسيصبح الهرج والمرج سيدا الموقف.
مهارات تربوية
تختلف المهارات التربوية من معلم لآخر فبينما يستطيع أحدهم لفت النظر إلى خطأ ما وتصحيح هذا الخطأ بقوة ويحقق أفضل استجابة، يخطئ أخر في احتواء بعض المواقف ومعالجتها، فالأول يصبح متميزًا ويحظى بمكانة خاصة لدى تلاميذه وزملائه.
مهارات إدارة الوقت
وقت الدراسة ليس وقتًا مفتوحًا، بل هو محدد ومكدس بالمهمات فيجب تعلم إدارة تلك الساعة ليخرج منها التلاميذ والمعلم بأعلى استفادة ممكنة.
مهارات قوة الملاحظة وسرعة البديهة
قوة الملاحظة هي العامل الذي يجعل المعلم يلمس الفروق بين التلاميذ ويتعامل بناء عليها، وسرعة البديهة هي ما يحدد استجابة المعلم وتفاعله مع المواقف التي تطرأ علي العملية التعليمية بحيث يظل محتفظًا بلياقته وهدوءه وحكمته.