أيا كان موقعك في هذه الحياة أو صفتك فأنت بحاجة إلى وسيلة للتعبير عن نفسك ونقل أفكارك لمن حولك، في محيط أسرتك أو في محيط عملك أو في أي محيط تتواجد فيه، والتعبير عن نفسك أو طرح أفكارك دون القدرة على اقناع الآخرين بها يعني أنك شخص غير مؤثر ولا بصمة لك في مجريات الأحداث، وأنك لا تستطيع أن تقود نفسك ولا من تحبهم للخير والسعادة.
وقد أثبت لنا الواقع أن كثير من الأشخاص الأذكياء والمتميزين لهم أفكار بناءة وحلول غير تقليدية، ولهم رؤية متميزة في معالجة الأمور، لكن ينقصهم القدرة على اقناع العالم بأفكارهم وما يدعون إليه، ومن ثم تظل أفكارهم محصورة في أذهانهم لا ترى النور ولا تحظى بالدعم.
لأجل ذلك ولأهمية امتلاك الشخص القدرة على الاقناع، ولتأثير تلك القدرة على حياته كلها فسوف نعرض هنا أهم النصائح التي يمكنها أن تعين الانسان على اقناع الآخرين بمواقفه وأفكاره ومن ثم الحصول على دعمهم.
حيل رائعة تساعدك أن تكون شخصًا مقنعًا
الثقة بالنفس: الثقة بالنفس والثبات الانفعالي دليل على قوة موقفك ورأيك وتمسكك بفكرتك، الأمر الذي يغري الطرف الأخر بالاستماع إليك والاقتناع بما تقول، لأن العقل الباطن يتصور أن الشخص الواثق بنفسه على حق ورأيه صواب وموقفه قوي فيزعن لاتباعه.
الاقتناع بالفكرة: الاقتناع بالفكرة من صاحبها خطوة أساسية في سبيل اقناع الآخرين بها، ومن ثم لا تحاول اقناع أي شخص بفكرة لست مقتنعا تمامًا بها، ولست مؤمننا بقوتها وصحتها، لأنك ان فعلت ذلك غالبًا ستخسر الجولة.
الإلمام بجوانب الفكرة وتجميع المعلومات والحجج التي تعزز موقفك: حينما تريد اقناع شخص ما بموضوع يجب أن تسوق الحجج والأدلة التي تدعم موقفك، وتبين الأسباب التي حملتك على هذا الأمر، والنتائج الإيجابية المترتبة عليه، بمعنى أن لا يكون كلامك مجرد تعبير مرسل خالي من الأدلة والمنطق.
التحدث بهدوء ووضوح: التحدث بهدوء مع وضوح كل كلمة تخرج منك، وبنبرة ثابتة وقوية تتغير من جملة لأخرى بحسب الرسالة التي تريد توصيلها من تلك الجملة، كلها مجموعة لفتات تعكس للمتلقي قناعتك وثبات موقفك وتعطي إيحاءً قويًا أنك على حق.
انظر مباشرة إلى عيني محدثك: النظرات الزائغة التي تصدر عن المتحدث تعطي ايحاء بالضعف والتردد والوهن، في حين تترك نظراتك القوية المباشرة إلى عيني مخاطبك رسالة إيجابية فتعكس مزيجًا من الثقة والقوة والصحة لما تقوله.
اختر الوقت المناسب لعرض فكرتك: أحيانا يرفض الآخر الفكرة لمجرد أنه غير مستعد للاستماع في تلك اللحظة، أو لأن التوقيت غير مناسب، فلا يعير المتحدث اهتمامه ولا يعطيه فرصة للتوضيح أو لعرض كل جوانب الموضوع، لذا فاحرص أن تختار التوقيت المناسب لمستمعك ولك أيضًا، لا تحاول أن تقنع أحدهم بشيء وأنت متعجل أو قلق أو منشغل بشيء آخر.
لا تنفعل ولا ترفع صوتك: إذا أبدى الطرف الآخر رد فعل مستفز أو غير مرضي فلا تنفعل ولا تغضب، بل تحلى بالهدوء والثبات وارسم على وجهك ابتسامة رضا فهذا الأمر يعطي انطباعًا قويًا على قوة موقفك ويكسبك تعاطف الآخر، وقد يجبره على التفكير في الامر مرة ثانية بعد أن يتركك.
كن محددا فيما تريد توصيله: من المهم أن تحدد الفكرة التي تريد توصيلها والعناصر التي يشملها حديثك حتى لا تتوه منك الفكرة الرئيسية في زحام التفاصيل المتشعبة الجانبية.
توقع الاعتراضات والملاحظات التي يمكن أن يطرحها المخاطب وأعد لها ردودًا منطقية ومقنعة، وغير مرتجلة.
لا تترك الحوار مفتوحًا: من المهم أن تضع حدًا للحوار قبل أن تبدأه فتقوم بطرح وجهة نظرك بهدوء، موضحًا كل ما يتعلق بها من جوانب واستفسارات ثم تعد الإجابات المقنعة كما قلنا سابقا، ثم تنهي الحوار ولا تدخل في أحاديث جانبية.
كن متحمسا لفكرتك: حماس المتحدث لفكرة معينة أو موضوع أو غيره يجعل المخاطب يتعاطف معه ابتداء، ويعطيه فرصة لطرح أفكاره وتوضيحها، ومن ثم اقناع الآخرين بها.
اطرح فكرتك في قالب من الحب: مهما كان ما تريده من الآخر فاحرص أن تخرج كلماتك محملة بالحب والمودة والمصداقية، ولتبرز تلك المشاعر بأن تذكر روابط المحبة ونقاط الاتفاق والحرص المشترك على ما هو صالح ونافع.