كل منا يحلم بأن يكون شخصًا جذابًا محبوبًا، يؤثر في الآخرين ويترك بصمة في حياة من يحيطون به، وكلنا ينزعج من فكرة أن يكون مروره بحياة الآخرين مرور الكرام، مرورًا لحظيًا لا يدوم في الذاكرة ولا يدوم في القلب، وهنا سيكون موضوعنا عن كيفية تكوين وبناء شخصية ذات كاريزما عالية وقوة تأثير في الآخرين، ولكن قبل استعراض النصائح والطرق التي تمكن الانسان من تحقيق تلك الأمنية يجب أن نتعرف على معنى كلمة كاريزما ودلالاتها.
المعنى المبسط لكلمة كاريزما وما يقصد بها
الكاريزما هي تلك الهالة المضيئة والتي تحيط بالشخص فتأخذ بالقلوب وتبهر العيون، وتولد في قلوب المحيطين مشاعر حب وإعجاب وانجذاب وانبهار أيضًا، فيحتل صاحبها مكانة كبيرة في القلوب تمكنه من التأثير القوي فيهم وعليهم.
والكاريزما هذه صفة لصيقة بالمشاهير والقياديين وهي التي تمكنهم من فرض وجودهم على الساحة وتمنحهم صلاحية التأثير في قناعات ومبادئ وقرارات الآخرين.
ومع أن الكاريزما في أصلها عطاء رباني لا دخل لأحد فيه إلا انها كغيرها من ملامح الإيجابية والتنمية يمكن تحقيقها بالعمل على تجميل ملامح الشخصية ظاهرًا وباطنًا، فضلا عن التطوير المستمر للذات والارتقاء بها.
لتكن شخصًا ذو كاريزما
ابن شخصية مثالية: الشخصيات الذين يتمتعون بكاريزما عالية يحتلون مكانة القدوة وتجد العالم يحاكي تصرفاتهم وطريقتهم في الحديث والأفعال وغيره، فإذا أردت أن تكون ممن يقتدى بهم فاعمل على بناء شخصية متزنة متصالحة مع ذاتها، فاعلة وقوية وغنية بالقيم والمثل والمزايا، وصالحة لأن تكون قدوة أو مثلا أعلى.
ارتق بنفسك وطور قدراتك باستمرار: يجب أن تعرف نفسك وتعرف حدود قدراتك وتهتم بتطويرها دائما باتجاه الأفضل، ابحث عن كل ما يستحسنه منك الآخرون وركز عليه، وطوره وراقب ما ينتقدونه فيك وتخلص منه نهائيًا، واكتسب من الثقافة والمعرفة ما يضفي عليك بريقًا ويكسب شخصيتك رونقًا مميزًا.
كن ودودًا ولين الجانب: القلوب تتعلق أسرع بالأشخاص الذين يتميزون باللطف والذين يتمتعون بروح البهجة ولين الجانب، فينبغي أن تكون مجاملًا ولطيفًا، وأن تكون إيجابيًا في كلماتك، تمتدح ما يعجبك وتثني على من يفعل أمرًا يستحق الثناء، وتبادر بعرض مساعدتك على الآخرين، وتنتقد بلطف شديد ودون ان تجرح مشاعر أحد، لكن ليكن كل ذلك باعتدال وبلا مبالغة.
حافظ على اشراقة وجهك وابتسامتك: الوجه المشرق والمبتسم يجذب الانظار ثم القلوب، وروح المرح تذيب المسافات وتزيل الحواجز فترى من حولك يقبلون عليك ويحرصون على التواصل معك، بل وأحيانًا يختلقون الأسباب والأعذار للحديث معك ولخلق حوار بينهم وبينك، وهذا ما لا يحدث إطلاقا مع أصحاب الوجوه الخشبية والملامح الجامدة الذين لا يدعون تقطيب الجبين ولا يتخلون عن عقد الحاجبين.
ثق بنفسك: تقبل نفسك كما هي، تصالح معها وارض عنها وأخيرًا تأتي الثقة بها وتصديقها والإيمان بقدراتها وقوة تأثيرها، ثق بنفسك تمامًا وصدق أنك شخص جذاب ومؤثر ومحبوب ويقينا سوف تلمس هذا اليقين فيما حولك.
تحدث فيما تجيده: دائما لا تكن ثرثارا ولا تبالغ في الصمت بحيث لا ينتبه العالم لوجودك، بل كن معتدلا محددًا، شارك واترك بصمتك على الحوار بشرط أن يكون حديث مفيدًا ومؤثرًا، ولا تتكلم لمجرد الكلام، ولا تجادل لأجل الجدل في حد ذاته، ولا تنتصر لوجهة نظرك إلا إذا كنت فعلًا على حق.
اجعل حديثك دائمًا يضيف جديدًا: لا بد أن يضيف حديثك شيئًا جديدًا، ومعلومة قيمة، ولكي يحدث ذلك فتجنب الحديث فيما لا تجيد الحديث فيه، وتكلم فقط فيما تفهمه جيدًا وتعرف خباياه وأسراره، واستشهد بالأدلة والأمثلة والقصص لتبرهن على ما تقوله، ولتجعل كلماتك محفورة في ذاكرة من حولك.
تعلم فنون الحوار ومهارات التواصل الإيجابي: القادرون على الحوار الإيجابي هم أكثر الناس الذين يعلقون بالذاكرة والقلب أيضًا، فحين تحاور أحدهم تعلم أن تكون لطيفًا ومحددًا، ولا ترفع صوتك، وتفاعل مع محدثك بعقلك وجسدك، وأحسن الاستماع إليه ولا تقف من محاورك موقف المهاجم، تكلم بحب واستمع بحب، ووصل معلومتك بموضوعية.
ثق بلا غرور، وتواضع بلا ضعة: بين الثقة والغرور شعرة حافظ عليها، فبينما تمثل الثقة بالنفس بريقًا جذابًا يثير اعجاب المحيطين بك ويكون سرًا من أسرار تقديرهم لك وتأثرهم بك، يفعل الغرور العكس فينفر الناس منك ويدفعهم لتجنبك، حتى وإن كانوا معجبين بك وبقدراتك.
وكذلك التواضع والوضاعة بينهما شعرة احذر أن تنقطع واحذر أن يصل تواضعك لدرجة يساء فهمها أو مرحلة تسمح للغير باستباحة مكانك أو الحط من قدرك.