بيئة العمل وكل ما تحويه من التفاصيل والمكونات والبشر تمثل جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، فنحن نقضي فيها وقتًا طويلًا لا يقل عن الوقت الذي نقضيه في عوالمنا الخاصة أو مع أهلينا وأصدقائنا، لذا فإننا نتأثر بها ونؤثر فيها إنسانيا وأخلاقيًا ومهنيًا، ومن ثم فمن الرائع أن نتعلم كيف السبيل إلى خلق بيئة عمل متزنة وسوية ومريحة نفسيًا، لكي نفوز بثمار تلك البيئة الطيبة ونتجنب ما قد يؤثر علينا بالسلب.
وهنا سوف يدور الحديث في فلك الطرق الجيدة التي توصل كل شخص يعمل في وسط ما إلى نيل احترام وحب المحيطين به من أفراد هذا الوسط، وقبلها سوف ننوه إلى أهمية ذلك.
لماذا من المهم أن تكسب حب واحترام زملائك في بيئة العمل؟
قلنا آنفا أننا نقضي عددًا كبيرًا من الساعات وسط زملائنا في العمل، نحتك بهم ونتفاعل معهم، ونتقاسم معًا لحظات سعيدة ومرحة كما تمر بنا لحظات عصيبة من الضغط والتوتر والأزمات، لذا فإن خلق علاقة جيدة بين زملاء العمل تقوم على الود والاحترام المتبادل أمر هام جدًا وذلك من عدة وجوه، أهمها ما يلي:
• البيئة المتزنة في العمل والعلاقات الطيبة تمنح أفراد العمل مشاعر ايجابية وتجعلهم في حالة هدوء واستقرار مما ينعكس على العملية الانتاجية نوعًا وكمًا.
• الود والاحترام بين الزملاء يعزز القدرة على مواجهة التحديات وإدارة الأزمات التي تواجه فريق العمل ككل.
• قرب المسافات وطول الساعات التي نقضيها مع زملاء العمل يخلق حالة من التعود والألفة التي هي مظنة التعاون والمساندة، ومن ثم فينبغي الاعتناء بهذا النوع من العلاقات.
نصائح رائعة لكسب حب واحترام زملاء العمل
هناك عدد كبير من النصائح التي يمكن أن تساعد شخصًا ما على اكتساب حب واحترام زملائه، وخلق علاقة طيبة بهم، وسنذكر هنا أهم تلك النصائح وأكثرها فاعلية ما يلي:
التعامل بود ولطف: التعامل مع الزملاء بود ولطف ومراعاة اللياقة في الحديث معهم، عند طلب مساعدة أو عرض مساعدة، أو حتى في تفاصيل التعامل اليومية مثل القاء التحية أو ردها أو الوداع أو غيره، يكسب المرء قبولًا ومحبة من زملائه، على عكس ما تسببه الفجاجة في القول أو التجاوز في التعامل من فجوة وجفاء.
حفظ المقامات: من الذكاء أن تعامل الناس على قدر عقولهم وعلى قدر مكانتهم ومنزلتهم منك أيضًا، فالتعامل مع رئيس العمل له طابع من الرسمية والإيجاز، والتعامل مع العمال أو منهم دونك مرتبة ينبغي أن يتميز باللين والتواضع، بينما التعامل مع زملائك الذين هم في سنك ودرجتك له طابع أكثر أريحية وبساطة، ولكن مع مراعاة الاحترام والذوق في كل المعاملات.
الحفاظ على المساحة المثالية: التحفظ والكلمات المقتضبة، والردود المتعالية أو المتكلفة شيء سيئ يمقته كل الزملاء، والسذاجة والتبسط المبالغ فيه وجعل حياتك وخصوصية مستباحة للجميع أيضًا طبع سيء ومكروه، فكلاهما يؤدي إلى خلل في العلاقة، والمطلوب أن تتعامل بود وبساطة وبلا تملق ولا سذاجة ولا حمق، فخير الأمور الوسط.
ترك الفضول والتدخل في شئون الغير: من اكثر السلوكيات التي تجعل الانسان مرفوضًا وغير محبوب التطفل على خصوصية الآخرين والسؤال عما لا يعنيه، فاحذروا هذا السلوك مع زملائكم في العمل.
الفصل بين العلاقات الشخصية والتعامل المهني: بعض الزملاء في العمل يتحولون إلى أصدقاء مقربين، فينعكس ذلك على أدائهم سلبًا أو يؤثر على جودة الانتاج والدقة المطلوبة، وهذا يمكنه أن يتسبب في نتائج سلبية تنعكس فيما بعد على العلاقة وتجعلها تتراجع.
مشاركة الزملاء والتفاعل مع ما يطرأ عليهم: من الرائع أن تشارك زملائك في الأحداث العامة السعيدة أو غيرها بالتهنئة الطيبة أو الزيارة أو المواساة، فهذا يؤلف القلوب ويذهب بجفائها.
احترام السن والخبرة: مهما كانت طاقاتك كبيرة ومتفجرة، فيجب أن تحترم من هم أكبر منك سنً وأقدم منك خبرة، ولا تتعمد تخطيهم فتضع نفسك في موقف سيئ وينالك هجومهم وانتقادهم وغضبهم.
لا تكن ثرثارا: الثرثرة وكثرة الكلام من دواعي رفض الأشخاص وعدم حبهم، فمن يكثر الحديث يكثر الخطأ والزلل، فيخسر أكثر مما يكسب.
إياك ونقل الأخبار: أسواء صفة أن تتصف بنقل الأخبار فيصير بقاءك ممقوتا، والثقة فيك منعدمة، فلا تُؤتمن ولا تُصدق، فتعلم الصمت ولا تنقل أي خبر بين زملائك إلا ما كان متعلقا بمصلحة العمل وجزءً من نشاطاته.
وختامًا: كن حسن الخلق، طيب السمت تجد الكل أحبة وأصدقاء.