اهتمام الآخرين وحبهم سبب من أسباب الشعور بالسعادة والرضا عن الذات، وهو سببٌ أيضًا من أسباب شعور الإنسان بالأمان والأنس بمن حوله، فمن منا لا يحب أن يكون محور اهتمام؟ ومن منا لا يمر بظروف قاسية، فتخف قسوتها بالتفاف المحبين والأهل والأقارب والأصدقاء؟ ومن منا لم يؤلمه تجاهل المحيطين به لآلامه ومتاعبه، تقصيرهم في السؤال عنه، وعدم احساسهم به؟
لذا قررنا اليوم أن نتعلم فن جذب اهتمام المحيطين بنا، ولفت نظرهم بقوة إلى وجودنا وتأثيرنا، وإشعارهم بأهمية وجدونا وافتقادنا في الغياب، وذلك بعدة خطوات عملية وليست صعبة.
خطوات تمكنك من كسب اهتمامهم الآخرين
قبل أن نشرع في عرض تلك الخطوات ينبغي أولا أن نوضح نقطة هامة وهي أن الحرص على جذب اهتمام الآخرين والتكلف في ذلك هو علامة نقص الخبرة ودليل عدم النضج، فحينما ننضج بما يكفي ندرك ان اهتمام الآخرين ليس بنفس الأهمية التي تصورناها من قبل، كما نكتشف أن أكثر الناس المحظوظين باهتمام الآخرين هم من لا يعنيهم الآخرين، ولكن على أي حال نقدم هنا أسرار اهتمام الآخرين للباحثين عنه والساعين إليه.
لتكن نظرتك لنفسك رائعة وايجابية إلى أبعد الحدود: الناس لا ينجذبون للمساكين والبائسين والمحبطين، ولا يثير اهتمامهم دائمي الشكوى ولا محترفي دور الضحية، بل على العكس يثر اهتمامهم الأشخاص الأقوياء واللامعين والمستقلين.
اعتني بمظهرك: جمال الطلة والأناقة أول ما يجذب قلوب وأنظار الآخرين، لذا احرص على استكمال نظرتك الإيجابية لذاتك وثقتك بنفسك بالعناية بمظهرك، ليكون وقع حبك في قلوب الآخرين أقوى وأطول عمرًا.
احتفظ ببعض الغموض: الأشخاص الذين يتمتعون بالشفافية الزائدة، ويصبحون كتابًا مفتوحًا لمن حولهم يفتقدون الجاذبية، فلا تكن مكشوفًا لكل من حولك.
كف عن الشكوى: الناس يفرون من كثيري الشكوى، ومن المحبطين والذين ينشرون حولهم الطاقة السلبية أينما كانون ولا يرون من كل شيء إلا الجانب المعتم.
كن بشوش الوجه باسم الثغر: تبسمك في وجه أخيك صدقة، والبسمة الخفيفة الغير متكلفة حين تجتمع مع بشاشة الروح وإشراقة الوجه، تجذب القلوب وتخترق حواجز الغربة، فالناس يميلون إلى صاحب الوجوه المبتسمة أكثر ألف مرة من غيرهم.
كن على طبيعتك: التكلف في أي شيء والمبالغة حتى في الأمور الإيجابية والمحببة يفقدها المصداقية ويضيع تأثيرها، لذا فحين تلتقي بالناس احرص على أن تكون طبيعيًا متزنًا، ولا تبالغ في الابتسامة ولا المدح ولا الحماسة، فالكثير من الناس يسيئون فهم وتقدير حماسك.
بادر أنت بالاهتمام: تعلم أن تظهر اهتمامك بالآخرين، بالإصغاء إليهم والحديث معهم باهتمام وتركيز، والنظر في عيونهم، والحفاوة عند استقبالهم، والحرارة في السلام، والسؤال عنهم ، ولكن باعتدال.
احترم الآخرين واجبرهم على احترامك: تعامل مع من حولك باحترام وأدب جم، واجبرهم على معاملتك بنفس الاحترام، ولا تقبل الإهانة و الدنية في تعاملهم معك، فإذا بدا لك شيء من ذلك فكن حاسمًا واظهر رفضك فورًا واستغنائك التام عن هؤلاء الأشخاص.
كن متواضعا، ولا تكن وضيعا: البعض يسيء فهم التواضع وحدوده، فيسمح للآخرين باستباحة كرامته أو المزاح معه بما لا يليق معتقدًا أن هذا هو التواضع الذي تحمده الشريعة وتحث عليه مكارم الأخلاق، لذا يجب أن تفهم الفارق جيدًا وتلزم حدود التواضع جيدًا.
كن مرحًا وخاطب الناس على قدر عقولهم: المرح والخطاب اللطيف الذي يصل إلى من حولك بلا كلفة ولا عنت يجعلك محبوبًا ويجعل حديثك مستساغًا، فلا تتعنت ولا تتكلف في لغة الحوار فتخسر اهتمام من حولك.
ترفع عن طلب الاهتمام: افعل كل ما يجعلك محل اهتمام ولكن احذر أن تطالب أحد بالاهتمام، أو تلفت الانتباه إلى احتياجك للسؤال أو المجاملات أو غيره، فالناس يزهدون فيمن يبدي احتياجه لهم أو يلح في طلب اهتمامهم.
كن صامتًا ولا تكن كثير الكلام: الصامتون أقدر على جذب الاهتمام من كثيري الكلام، فتحدث حين يطلب منك الحديث فقط.
تفاعل مع ما تسمعه: الأشخاص يحبون الشخص المتفاعل الحساس، الذي يتأثر بما يسمع، ويظهر تفاعله وتأثره، ولا يظل جامدًا محتفظا بوجهه الخشبي.
وأخيرًا النصيحة الأكثر تأثيرًا على الإطلاق: لا تكن متاحًا طول الوقت، فُطر الناس على الاهتمام بمن يصعب الوصول إليه، ويتعذر الحصول عليه، ومن ثم فإن الأشخاص الطيبون الذين يلبون دعوة كل من يحتاجهم، ويبادرون بمد يد العون طول الوقت، يقابلون بنوع من الزهد، فتعلم متى يجب أن تظهر ومتى يجب أن تختفي، حتى تظل محل اهتمام من حولك.