العلاقة الزوجية علاقة قوية وأبدية، تتميز بكونها مركبة ومتداخلة، فكل طرف من الزوجين يشارك الآخر في تفاصيل حياتية ويومية، ويشاركه القرارات المصيرية، وهذه الدرجة من الالتصاق تقتضي أن تتمتع العلاقة الزوجية بالثقة والشفافية بين الطرفين.
الشك وانعدام الثقة أمران يتنافيان تمامًا مع استمرار واستقرار الزواج، ولاسيما حين يأتي من جانب الزوج فهو كفيل بأن يحول الحياة إلى جحيم لا يهدأ، لذا قررنا في هذا المقال أن نطرق هذا الباب ونعطي كل زوجة مفاتيح الوصول إلى ثقة زوجها، لتتجنب تبعات شكه أو غياب ثقته.
المقصود بثقة الزوج وأنواعها
ثقة الزوج في زوجته يقصد بها الاطمئنان إلى صدقها وحسن الظن المطلق بها، وعدم الحكم على سلوكياتها بصور سلبية، فضلًا عن الثقة في عقليتها وحبها لزوجها وحرصها على مصلحة أسرتها وكيان بيتها، ومن ثم فحين نذكر “ثقة الزوج في زوجته” فإننا نعني أحد أمرين؛
- أولهما: الثقة في صدقها وأمانتها وعدم تطرق الشك والريبة إلى أفعالها وأقوالها.
- وثانيهما: الثقة في خبرتها وقرارتها وآرائها وتصرفها مع ما يستجد عليها من الطوارئ أو التحديات.
ولكل نوع طريقة خاصة تكتسب المرأة به ثقة زوجها.
نصائح ذهبية لتكسبي ثقة زوجك
أما الثقة التي نحن بصدد الحديث عنها من معاني التصديق لها وعدم القدح في أقوالها وأفعالها: فيمكن الحصول عليها باتباع ما يلي:
الصدق
الصدق هو أقصر الطرق المؤدية للثقة، وهو من أولى النصائح التي يجب أن تنتبه إليها الزوجة؛ فالزوجة متى التزمت الصدق في تفاصيل حياتها مع الزوج وفي نقلها لكل شيء وحديثها عن كل شيء استطاعت أن تنفي عن نفسها شبهة الكذب، ومن ثم تصبح محل ثقة من زوجها ومن كل المحيطين بها.
ومن الجدير بالذكر أن تعلم الزوجة أن الصدق وتكوين انطباع طيب عن الزوجة في هذا الصدد يجب أن يبنى منذ البداية ويكبر مع العلاقة، أما لو بنيت العلاقة على الكذب والخداع والادعاءات فيصبح من الصعب جدا أن تغير الزوجة انطباع زوجها عنها، وتمحوا ما وقر في نفسه منها.
الوضوح
هناك شخصيات تتميز بالغموض لا تحكي شيء ولا تفصح عما يعتمل في نفسها، شخصيات صامتة لا تميل إلى كثرة الكلام ولا التوضيحات ولا التبريرات، وهذه الشخصية يجب أن تتفهم جيدًا ان العلاقة بالزوج لا تخضع لنفس القوانين.
فالرجل يحب معرفة كل التفاصيل عن زوجته وعن كل ما يدور في ذهنها من أفكار، فيجب – إذا كنتي من هذا النمط من الشخصيات- وقد أبدى زجك استيائه من ذلك الأمر أن تتخلى عن بعض غموضك لترضي فضوله وتغلقي أبواب الشك في نفسه.
الشفافية
الشفافية هي ان تصبح كل الأحداث والتفاصيل مكشوفة واضحة معروفة الأسباب والنتائج أمام الزوج، فلا علاقات تكون دون علمه ولا مصالح تقضى دون الرجوع إليه، ولا خطوات تتم دون استئذانه.
فهذه الأمور من الاستئذان والمشاركة ونحوه من شأنها أن تثبت جذور الثقة في الزوجة وتعززها إلى أبعد الحدود، فتمسكي بها ولا تبرحيها، مهما قيل لك من دعاوى التمرد أو الاستقلال أو غيره.
لا تحيطي حياتك بكلمات السر
بعض الزوجات تجدهن يحرصن على مبدأ الخصوصية بصورة مبالغ فيها، فتجدها تغلق هاتفها بكلمة مرور لا يعرفها أحد، وتجعل لجهاز الحاسوب كلمة مرور ولحسابها كلمة مرور وتخفي كل ذلك عن زوجها، هذا مما يثير الشك ويغرس بذور الريبة، لذا فيجب ان تتخلى عن كل ذلك وتمنحي زوجك الصلاحية أن يعرف ملامح عالمك الخاص.
ومن الجدير بالذكر أن تلك الدعوة ليست دعوة لانتهاك الخصوصية أو اقتحامها، بل هي دعوة لخلق مساحة من الثقة والشفافية، وللعلم فإن الزوجة التي تترك هاتفها في أي مكان دون كلمة مرور ولا غيرها غالبًا لا يحتاج زوجها إلى استخدام هاتفها ولا تفقد رسائلها وما إلى ذلك، لأنه ببساطة يشعر أن كل شيء طبيعي ولا يوجد ما يثير ريبته.
قول الحقائق كاملة
إذا كنتي مضطرة للحديث عن شيء ما مع زوجك فيجب أن تذكري الموضوع كاملا دون حذف أو تعديل أو اسقاط، لأن اكتشاف الزوج أنك تفعلين ذلك سوف يجعله يفقد الثقة بكل ما تخبريه به.
تجدها تسأل: كيف أكسب قلب زوجي؟ لكنها لا تُبادِر بالواجبات تجاهه.
تحديد مساحة الخصوصية من البداية
اخبري زوجك منذ البداية أن علاقتك بإخوتك أو صديقاتك أو التفاصيل التي تجمعك بهما لا تخصه، ولا يحق له التدخل فيها، لأنها تخص طرف ثالث، وفي المقابل حافظي أنت عل احترام مساحته هو في ذلك الصدد.