نحن نحب الشمس ولكن يجب أن نأخذ حذرنا منها أيضاً خاصة مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في بعض الدول الخليجية والعربية أيضاً كما أن هناك توقعاً بأن درجة الحرارة في دولة الكويت سوف تصل إلى 70 درجة مئوية وكذلك في دولة قطر.
كما نعرف جميعاً ومع حلول فصل الصيف يزيد فرصة تعرضنا لضربات الشمس ومن هنا وجوب التوعية المتكررة بمدى خطورة هذا الأمر وكيفية الوقاية منه.
ما هي عوارض ضربة الشمس؟ وهل تعتبر قريبة من عوارض نوبات القلب؟
يقول استشاري الطوارئ والسموم في مؤسسة حمد الطبية الدكتور “جلال العيسائي”، تُعرف ضربة الشمس بالمختصر على أنها ارتفاع درجة حرارة الجسم لدرجات عالية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة الخارجية ويضر هذا الارتفاع أعضاء الجسم مباشرةً وخاصة الدماغ وبالتالي قد لا يتحكم الجسم في تنظيم الحرارة ويتأثر تأثراً سلبياً نتيجة هذا الارتفاع.
أما بالنسبة لمدى تشابه أعراض ضربة الحرارة أو ضربة الشمس مع أعراض نوبات القلب فيمكننا القول أنها تتشابه كثيراً حيث أنها قد تأتي بحالة من الإرهاق والإعياء والغثيان وآلام الجسم وخاصة آلام عضلات الصدر ثم تزداد عدد ضربات القلب بصورة غير منتظمة وقد يظن الإنسان أنها نوبة قلبية وهي بالأصح ضربة شمس ويمكن التفريق بينهما على أن ضربة الشمس هي نتيجة عن ارتفاع مجهود الجسم وارتفاع درجة الحرارة الداخلية.
ما هي العوامل التي تزيد من احتمالات الإصابة بضربة الشمس؟
كما سبق الذكر فهنالك عاملين قد يتسببا في زيادة احتمالية الإصابة بضربات الشمس والأول هو ارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة الدماغ وتصبب العرق وإحساس الجسم بأن هناك درجة حرارة مرتفعة ومدى تجاوبه، وهذا يعتمد كلياً على نشاط وقدرة مركز تحكم الحرارة في الدماغ.
أما الأشخاص المعرضين للإصابة بشكل كبير لضربة الشمس هم الأطفال نتيجة لعدم اكتمال نمو هذا المركز داخل الدماغ وأيضاً كبار السن نتيجة لعدم كفاءة مركز الحرارة في الدماغ.
إلى جانب ذلك، قد يكون الجفاف هو أحد الأسباب التي تزيد من التعرض لضربة الشمس كما قد يتسبب التعرق الكثير إلى نقص السوائل في الجسم نتيجة لأمراض الجلد في بعض الأحيان خاصة للأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة تؤثر على العرَق أو نسبة الأملاح في الدم كأمراض الضغط والأدوية المدرة للبول وبعض أمراض الجلد والأمراض المزمنة، لذلك فإن هناك أشخاص معينة يصابون بتعرق الشمس بشكل أكبر من غيرهم ولكن ليس هناك أحد معصوم من هذا المرض إن لم نأخذ الاحتياطات اللازمة.
ما هي طرق الوقاية من التعرض لضربة الشمس؟
يبقى العامل الأهم في الوقاية من ضربات الشمس هو الابتعاد قدر الإمكان عن التعرض للشمس ولكن يجب أن نعرف أن هناك نوعين من الإجهاد الحراري الذي يؤدي في النهاية إلى ضربة الشمس وهو نتيجة الجهد وهذا ما يحدث كثيراً عند الشباب الرياضيين والعسكريين والعمال الذين يعملون تحت ضوء الشمس المباشر والحرارة المرتفعة وهذا نتيجة الجهد الذي يقومون به والعرق الزائد وبالتالي يحدث لديهم تصبباً للعرق بدرجة كبيرة نتيجة لعدم أخذهم للسوائل الكافية أو لعدم ابتعادهم عن درجات الحرارة المرتفعة.
على الجانب الآخر، يحدث ذلك للأشخاص الذين يقفون في أماكن عالية بالحرارة مثل عمال المخابز والأطفال في السيارات وكبار السن الذين يتعرضون لعدم الوقاية من هذه الحرارة، لذلك يجب الابتعاد عن الحرارة العالية وشرب كمية كافية من المياه وأيضاً لبس الملابس الفضفاضة زاهية اللون التي تعكس الشمس بالإضافة إلى ضرورة ارتداء النظارات والقبعات الشمسية.
وأخيراً، عند الإصابة بضربة الشمس يجب إسعاف الشخص بطريقة سريعة عن طريق إبعاده عن الشمس ومصدر الحرارة العالية ونقله إلى مكان مظلل ثم تخفيف ملابسه الثقيلة ورشه بالماء البارد بجانب ضرورة شربه للماء البارد كما يمكن الاتصال بالإسعاف لعلاجه بشكل متقدم عند سوء حالته.