بعض الإشارات الضوئية هنا لن تفصح لك عن لونها الأخضر حتى يساورك شك أن عطلا ما قد أصابها فجعلها عاجزة عن الإفصاح عن بقية ألوانها! أما بعضها الآخر فلا يحلو لها تغيير لونها الأخضر إلى الأحمر إلا حين مشاهدتها لطلتك البهية! كأن بينكما خصومة قديمة! وعند ذلك يصبح لزاما أن تتحلى بالأخلاق الحميدة ثم أن «تتخلل» داخل سيارتك في ذلك المكان لمدة لن تقل عن ثلاث دقائق لدى بعضها، حتى يأذن الله باخضرارها من جديد!
أثناء هذا «التخلل» الإجباري، تستطيع وبسهولة أن تلمح أحوال باقي «المتخللين» من حولك، وسيكون أسرع ما ستلمحه أن أحدهم وكأنه للتو اكتشف أن سيارته مزودة بـ «بوق» تنبيه، فيقوم بالضغط عليه بشكل متناغم طوال فترة وقوفه تلك، لا لشيء سوى أنه يحاول قتل وقت فراغه!
في سيارة أخرى يجتهد سائق آخر لجمع كل مخلفات ونفايات السنتين الماضيتين من أرجاء سيارته في كيس واحد، ثم ينهي مشروع يوم النظافة ذلك بفتح نافذة سيارته ثم إرسال ذلك الكيس كيفما اتفق!
ولا يلزم أن تكون فضوليا لتلاحظ أن صاحب سيارة ثالثة فضل أن يجعل من تلك الدقائق حفلة غناء صاخبة، عندما رفع صوت مسجل سيارته إلى أقصى ما يستطيع ليصدح بأغنية حصلت على جائزة أسوأ عمل فني في الموسم السابق! وكل ما في الأمر أنه يحاول إرضاء ذائقته الفنية، على حساب طبلة أذنك بالطبع!
وقلما تخلو إشارة مرورية من أحد هواة جمع الطوابع والتعارف وتربية الحمام، إضافة إلى هواية الوقوف في أول المسار الأيمن لمنع كل من تسول له نفسه التوجه إلى اليمين!
ألا توافقونني أن فكرة طباعة كتيب بعنوان «كيف تقف عند إشارة ضوئية باحترام» فكرة جيدة؟
قبل أن أنسى، فإن هنالك فصيلة بشرية فريدة لا تفعل أي شيء عند إشارة المرور الحمراء، لأنها ببساطة.. «تقطعها!!».
بقلم: ماجد بن رائف
وفي قائمة المقترحات أيضًا..
- تقرأ: هل «مازال» خير جليس في الزمان كتاب
- ثم: هل عشتم في العالم الموازي؟!
- كذلك: الصحفيون بضاعة رخيصة!
- أيضًا: أن تعيش في ظل أحدهم
- وختامًا: إنها الوظيفة وليست الجنسية