القراءة غذاء العقل والروح أيضًا، فالإنسان القارئ المطلع يتمتع بسعة الأفق وثراء الفكر وعمقه، كما تعتبر القراءة هي احتكاك بخبرات متعددة، ودخول تجارب مختلفة، والعيش في عوالم كثيرة، فضلًا عن هذا وذاك فهي تعد الاستثمار الأفضل على الإطلاق للوقت، وخير ما يمكن أن يعمر الإنسان به أوقات فراغه، ويحوله من نقمة إلى نعمة.
ومن ثم فإن تعويد الأطفال على القراءة وإكسابهم تلك العادة خطوة رائعة في طريق التربية المتزنة الناجحة، لأن الطفل لو اعتاد على ممارسة القراءة منذ نعومة أظفاره واتخاذها بديلاً عن الفراغ وآفاته، فإن هذا بمثابة ضمان وحصن أمان له ضد مشكلات كبيرة.
لذا فنحن نوجه دعوة لكل أم أن تزرع في أطفالها عادة القراءة وتحببها إليهم، لأن ذلك سيجعلها غدًا أكثر اطمئنانًا عليهم، وثقة في عقلياتهم وقراراتهم، وحتى تغرسي عادة القراءة وتؤصليها في أطفالك فيجب أن تتبعي النصائح الرائعة التي يتضمنها هذا المقال، واعلمي أن الموضوع وإن كان يستلزم منك بعض الجهد وطول البال إلا أنه يستحق المجاهدة والاجتهاد، وثمرته الطيبة تغري بالمحاولة.
نصائح رائعة تساعد في تعليم الأطفال عادة القراءة
كوني أنتِ أمًا قارئة ومطلعة: بداية اعلمي أن الطفل يحاكي عاداتك أنتِ وطريقتك في قضاء وقت فراغك، فاستغلي تلك النقطة ووصلي له رسالتك، اجعليه يعتاد رؤيتك وأنت ممسكة بكتاب، واجعليه يتصور أن القراءة جزء طبيعي من روتين اليوم، ويمكن أن تصير الرسالة أقوى وأوقع في نفس الطفل لو اعتاد الأب على ممارستها، فهنا سيرسخ في ذهن الطفل أن القراءة عادة إيجابية ومحبوبة بدليل أن أبويه يتفقان فيها.
اجعلي اللعب والتسلية مرتبطة بالقراءة: يمكنك في المراحل المبكرة من حياة طفلك أن تشتري له مجموعة من الكتب المصورة بأشكالها وتصميماتها المختلفة، ليحب القراءة ويتعرف على الكتب، واشرحي له فكرة الكتاب أو معلومات عنه، واجعلي القراءة جزءً من اللعب.
أشركي صغارك في تجربة القراءة منذ المراحل المبكرة: من الرائع أن تشاركي الأطفال في تجربة القراءة الممتعة وذلك من خلال قراءة القصص والحكايات لهم، قبل النوم أو في أي وقت آخر تحدديه ليتقبل الطفل فكرة القراءة ويرتبط بها تدريجيًا.
خصصي ركنًا للكتب: تخصيص مكان للكتب ولممارسة القراءة يجعل الفكرة تبرز في عقل الطفل وتتضح أكثر، فحين يجد مكانًا في البيت مخصصًا للقراءة يتنامى إلى علمه وإدراكه فكرة أهمية القراءة والحرص عليها.
خصصي وقتًا للقراءة: كذلك تخصيص وقت للقراءة من الوسائل الرائعة للتعود والارتباط الشرطي، فلو خصصتِ مثلا ساعة ما بعد تناول العشاء للقراءة، وحرصتي على الالتزام بها لمدة 40 يومًا أو أكثر، فسيتحول الأمر تلقائيًا إلى حيز العادة، وسيساعد وجود ارتباط شرطي على ممارستها، والشعور بالخلل عند تعذر تلك الممارسة ومن ثم العودة إليها مباشرة بعد زوال المانع، وستجدي أطفالك يطلبون منك أن تقرئي لهم أو تقرئي معهم كلما انتهيتم من تناول وجبة العشاء.
اجعلي مكافآتك كتب: ارتق بفكر أبنائك عن القراءة والكتاب وأهميته، واجعلي مكافأتك لهم حين يحققون انجازًا معينًا كتابًا مفضلًا لهم، يختاروه بكامل رغبتهم وحريتهم.
قومي بعمل مسابقات: المسابقات بين الأطفال تعزز روح المنافسة وتؤصل فكرة الشيء المتنافس عليه، وتؤكد قيمته، ومن ثم فإنك لو اعتدي على أن تكافئيهم بكتيب جميل مع بعض انجازاتهم-وليس جميعها- فسترسخين في أذهانهم فكرة أن الكتاب جميل وقيم لذا هو هدية ومكافأة.
قومي بعمل مسابقة في القراء نفسها واجعلي لك ولأبنائك خططًا متعلقة بالقراءة: من الرائع أن تشغلك فكرة القراءة وتحتل مساحة خاصة من وقتك، ومن الرائع أن يلمس أطفالك كل ذلك ويشاهدوه بأنفسهم، لذا يمكنك وضع أهداف لفترة متفاوتة فيما يتعلق بمقدار القراءة، لك ولأبنائك لكي تحرصوا جميعًا على تحقيقها، والفوز بالمكافأة الخاصة بها، ومن ذلك مثلًا أن تحددي لنفسك أنك بنهاية هذا الشهر سوف تنهين قراءة الكتاب الفلاني، وتناقشي أبنائك في محتوى الكتاب وما استفدت منه، وهكذا بالنسبة للأبناء من يستطيع تحقيق الهدف في الوقت المحدد له.
وأخيرًا: اشرحي لأبنائك كل شيء عن القراءة وأهميتها وفضلها في حياتك وحياتهم، واستشهدي بالقصص والحكايات اللطيفة التي تستهويهم، واصنعي لهم عالمًا خاصا يشاركون فيه أبطال الكتب والروايات وغيرها، يمكنك أن تخصصي وقتا محددًا للألعاب الالكترونية بحيث لا تحرميهم متعة القراءة ومطالعة كتاب ورقي.