كيف تعرف من يحقد عليك، سؤال يهم كثيرين، فكل شخص في هذه الحياة مهما كانت مكانته أو ظروفه لديه من الأحبة والخلان من يتمنى له الخير، ويفرح لفرحه ويتألم لألمه، بل لديه من يضحي لأجله ويؤثر سعادته وراحته على سعادة نفسه وراحتها، وعلى اقل تقدير فإن من له ام واب فهو محظوظ بهذه المشاعر، وهذا الحب والاهتمام الرائعين، ولكن لا تخلو حياتنا باي حال من الأحوال من شخص حاقدٍ أو حاسدٍ أو ناقمٍ علينا، يكره لنا السعادة ويؤلمه راحتنا، ويرضيه تعاستنا وشقائنا.
وهذه النوعية من الخلق ينقسموا إلى قسمين، قسم بلغ عداؤه وحقده درجة جعلته مفضوحًا ومكشوفًا وظاهرًا كظهور الشمس، فتظهر غيرته وحقده في كلامه وأفعاله وكل تفاصيله، ويعلن عدائه لنا على الملأ، وقسمٌ آخر يظهر لنا غير ما يبطن، يجامل وفي قلبه كل الحقد، يدع لنا في وجوهنا، ويدع علينا في غيابنا، يحاول التملق والمدح والثناء وحين تأتي الفرصة يكيل لنا السباب والطعنات، يتمنى لنا كل سوء وأي سوء يؤخرنا ويعكر صفو حياتنا.
أما القسم الأول فهم أعداء ظاهرون واضحون، يجب الحذر منهم وتجنبهم، وعدم اقحامهم في أي تفاصيل تخصنا، وأن لا نأمنهم على شيء أبدًا ولو كان صغيرًا أو مستحقرًا، فهم يتربصون بنا، ويسعون إلى إيقاعنا في الخطأ والنيل منا.
وأما القسم الثاني فهم متخفين لا نعرفهم ولا نتبين نواياهم، وهؤلاء من نحب أن نتعلم كيف نكتشفهم ونترجم تصرفاتهم، ونكتشف خططهم، لكي ننجو من لدغاتهم من صفعاتهم، وهنا عزيزي القارئ سوف نتعرف على بعض العلامات التي تصدر لا شعوريا أو بدون قصد من بعض المحيطين بنا -رغم تكلفهم- وتعكس نواياهم السيئة ومشاعرهم السلبية تجاهنا.
علامات تكشف لك أن شخصًا ما لا يحبك، بل يحقد عليك ويحسدك
السلام الفاتر: بعض الاشخاص يتجنب مصافحتك باليد، ولكن حين يضطر لذلك تجد سلامه باهتًا يخلو من الحرارة والود، ويسلم عليك بأطراف أنامله وسرعان ما يترك يدك.
لا يبتسم عند لقائك: لأن لقائك يزعجه ويثير ضيقه غالبًا، فهو لا يبتسم ابدًا عند لقائك، بل يبدو على وجهه عبوسًا عابرًا يحاول إخفائه.
لا يتفاعل مع ما تقول: إذا جمعك مجلس واحد بشخص لا يحبك فستلاحظ أن تفاعله معك يكاد يكون معدومًا، فحين تصدر منك دعابة أو مزحة لا يضحك، ولا يشعرك أبدًا أنه سعيد بتلك الطرفة، حتى وإن كانت قوية ونالت إعجاب جميع الحاضرين، فهو يتجاهلها ولا يعلق عليها إطلاقًا.
نفس الشيء يحدث حين تشكوا من شيء أو تظهر ألمك من شيء، تجده يسفه ألمك، يقلله ولا يتعاطف معك، بل قد يسخر منه أو يتهمك بالادعاء أو المبالغة.
لا يبدي إعجابه بما لديك: الشخص الحاقد غالبًا لا يبدي إعجابه بأي شيء رائع تملكه، وغالبا يلجأ للتجاهل وعد م التعليق لأنه لا يريد أن يشعرك بما لديك من نعمة، ومن ثم الشعور بالسعادة بتلك النعمة أو الرضا عنها، ويختار السكوت لأنه لو تكلم فسيظهر حسده وغيرته.
لا يسأل عنك في غيابك: لأن غيابك يسعده ويجعله يشعر بالراحة، فهو لا يفتقدك أبدًا وغالبًا لا يسأل عنك.
يراك محظوظًا وتمتلك كل شيء: البعض يراك محظوظًا، ويعتقد أنك تملك كل أسباب السعادة، ومهما تعرضت لمشاكل أو ابتلاءات، يراك أيضا محظوظًا، وتلاحظ ذلك في تهوين ما يحدث لك وتسفيهه، ويستاء من تعاطف الآخرين معك، ويظهر ذلك في كلماته.
يرتاح لما يزعجك، ويضغط على نقاط ضعفك: من يحقد عليك يرتاح لكل ما يزعجك، ويظل يستفزك ويضغط على نقاط ضعفك لتخرج أسوأ ما لديك، فيصبح هو راضيًا ومبتهجًا بانتصاره.
كيف تتصرف مع هذا الشخص؟
أفضل تصرف مع هذا الشخص أن تتجاهله، وتحجم علاقتك معه قدر المستطاع، وتحاول أن تخفي عنه كل ما يخصك، لأنه إن كان خيرًا أثار حقده وحسده عليك، وإن كان شرًا أثار شماتته فيك، بالإضافة إلى ذلك فيجب أن تكثر من الدعاء أن يحميك الله من شر هؤلاء الناس، ولا يشمتهم فيك، وأن تعتصم بأذكار الصباح والمساء لتحصنك من الحسد والعين والحقد وما تجلبه من آفات وأمراض وانتكاسات وتعقيد في كل جوانب الحياة، واصلح نواياك وعامل الناس بالخير ليقيض الله لك من عباده من يسعى في تحقيق الخير لك.