الحب أجمل ما في هذه الحياة وهو جنة الدنيا ونعيمها، وهو المعين الأول على تحمل كبد الحياة ومشقاتها، وقد تكون شخصًا محظوظا ومتألقا تتمتع بحب الكثير، أو يدعي حبك الكثير ممن حولك، ولكن قليل هم من يحملون تجاهك مشاعر حب حقيقية، وقليل هم من يتحملون تبعات الحب ويقفون وراءك ويساندونك ويدعمونك حتى في أشد حالات ضعفك وحتى حين يخفت البريق الذي يحيط بك، قليلٌ جدًا.
والحب يشمل حب الأهل والأصدقاء ويشمل كذلك حب الجنس الآخر وهو ذلك الحب الأكثر لمعة وبريقا وهو الذي يضم مجامع السعادة والرضا، وهنا سنتعرف معًا عن علامات الحب وأماراته التي تجعلك تعرف من يحبك حقا ومن يدعي كذبًا أنه يحب.
علامات الحب ودلالته
علامات الحب كثيرة جدًا ودلائله متعددة والفطن من يكتشفها ويتبين مراميها ويفهم أعراض الحب من مراقبة المحب، ومنها ما يرتبط بالجسد ولغته وإشاراته، ومنها ما يتعلق بسلوك المحب وتعامله مع المحبوب، والبحث عن علامات الحب ليس أمرًا مستحدثا بل طرحه قدامى الكتاب والمفكرين إقرارًا منهم أن الحب مفتاح السعادة ومعرفة مدى حقيقته وقوته هو السبيل إلى استمرار السعادة وتذوقها، ومن علامات الحب التي تفضح أمر صاحبها ما يلي:
ادمان النظر وملاحقة المحبوب: من يحبك يظل نظره معلقا بك أينما ذهبت، يتتبعك بعينه ويلاحقك في كل حركاتك وسكناتك، ومهما جاهد نفسه في كف البصر فهو يعاود النظر ويسترقه من وقت لآخر، وينقل نظره مع تنقلك.
الاهتمام والرغبة في التحدث إلى المحبوب: حين يجتمع المحب مع المحبوب في مجلس واحد لا يكاد يسمع أو يرى غيره، فينصب تركيزه على كلام المحبب ويصغي له أشد الإصغاء ويعجز عن التجاوب مع الآخرين، فإذا رأيت ذلك من أحدهم فاعلمي أنه يحبك جدًا.
يحرص على الاتصال الدائم بالمحبوب: الحب ليس إدمان النظر فقط بل إدمان الاستماع لصوت المحبوب فكلماته تسعد القلب، والتواصل معه بأي وسيلة كانت ينعش الروح ويعيد لها الحياة.
مراقبة المحبوب وتفقد أحواله والسؤال عن أخباره: يظل المحبوب الشغل الشاغل للمحب، فيتتبع أحواله ويكثر السؤال عنه وينقب عن اخباره بلا توقف.
الحرص على اللقاء: إذا رأيت من بين المحيطين بك من يحرص على لقاءك في أي مكان وأي زمان، ومن لا يترك أبدًا فرصة تجمعكما معًا إلا بادر إليها واغتنمها ليلتقي بك، بل يختلق الفرص ويلفق الأسباب ليراك فاعلمي انه يحبك فعلا حتى وإن لم يصرح بهذا الأمر.
الاهتمام بالتفاصيل التي تخص المحبوب: الرجل الذي يحبك يراقبك عن كثب، يلاحظ كل ما يخصك من التفاصيل، فتجديه ينتبه إلى ذوقك في اللبس أو الاكل أو الشرب، ويحرص على لفت نظرك إلى تلك النقطة، والتي تتضح حين تخرجان معا أو تتواجدان في مكانٍ واحد.
التركيز على ما يحبه المحبوب: الرجل المحب يركز على ما تحبه المرأة ويحاول توفيره لها ليحقق لها السعادة وليؤكد لها رسائل الحب، كل ما امكن ذلك، بل إن البعض يتكلف العناء والمشقة ليتمكن من إسعاد المرأة.
الثقة المطلقة بالمحبوب: الحب يجعل قلب الحب واثقًا من المحبوب مؤمنًا به وبتميزه وبصدقه ومثاليته إيمانًا يصل حد اليقين، حتى وإن بدا منه ما ينافي ذلك، فهو انقياد القلب بالكلية، وعمى البصر عن رؤية العيوب والنقائص وإن كانت واضحة وضوح الشمس، وقد أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم- بهذا الأمر حين قال: (حبك الشيء يعمي ويصم).
الانبهار بالمحبوب ورؤيته الأفضل من الدنيا بأسرها: الانبهار والإعجاب الشديد من متلازمات الوقوع في الحب، فالمحب يري المحبوب متألقا جميلا رائعًا، وكأنه لم يخلق في الكون كله مثل محبوبه، حتى وإن رأى الآخرين غير ذلك فعين الحب ومقاييسها تختلف عن أعين الآخرين، فإذا التقيت بمن يظهر لك الإعجاب ويمتدحك طوال الوقت وينبهر بمظهرك ومواقفك فاعلمي بالتأكيد أنه يحبك.
الانشغال بأمر المحبوب ومحاولة اسعاده: من يحب يفكر في أي طريقة يمكن أن تسعد حبيبه ولا يبخل في سبيل ذلك بوقت ولا جهد ولا مال، فتصير سعادة المحبوب على رأس قائمة أولوياته حتى وإن سبب له ذلك الأمر بعض المتاعب أو المشكلات.
جعل المحبوب جزءا رئيسيا من حسابات المحب: حين يتعلق القلب بمحبوب، نرى أن سعادة الدنيا في قربه وصحبته، ويصبح جزءًا أصيلا من حساباتنا وخططنا، لذا فلا يجرؤ المحب على اتخاذ قرار البعد أو السفر أو الانتقال إلى مكان أخر إلا بعد أن يضع محبوبه في الاعتبار، ولا يقدم على أمر إلا إذا ايقن أن المحبوب سيسعد به ولن يتضرر أبدا بهذا القرار.