الأمومة تشريف للأنثى وتكليف لها في آن واحد، نعمة ومسؤولية وأمانة، لذا ينبغي على كل امرأة متزوجة تنتظر الأمومة وتتمناها وتسعى إليها أن تعرف كيف تكون أما جيدة، وكيف تؤهل نفسها لهذه المهمة.
نصائح لكل أم لتكون أمًا جيدةً
كوني مثابرة وصبورة
المثابرة والصبر هما أهم الأدوات التي تحتاجها أي أم في رحلتها في تربية أبنائها، لأن غرس سلوك أخلاقي أو تربوي أو ديني لا يحدث بين يوم وليلة، ولا يتم استيعابه وتطبيقه منذ أول مرة، بل يحتاج إلى مرة واثنين وثلاث ومائة، ويحتاج إلى التعرض لمواقف ودروس وتجارب تعمق قناعته بذلك السلوك وتبين له فضله، لذا فمن تتوهم أنها يمكن أن تعلم أبنائها الصدق مثلا في يوم أو شهر فهي ليست على دراية كافية بأصول التربية ولا تملك من المثابرة ما يؤهلها لتلك المهمة.
أما الصبر فهو أهم وأكثر مشقة، حيث يتطلب ضبط النفس وكظم الغيظ والسيطرة على مشاعر الغضب حين يصدر من الطفل سلوك سيئ ينافي ما ترددين على مسامعه وما تحاولين غرسه في نفسه.
نمي مهاراتك
تنمية مهاراتك في التربية واطلاعك على أساليب التربية الصحيحة، واستشارة ذوي الاختصاص لتعرفي كيف تتصرفين التصرف المناسب في الوقت المناسب، إلى جانب وعيك بأثر أخطائك أنت على سلوكيات أبناءك وتنشئتهم.
اجعلي أفعالك تسبق كلامك
الأم الجيدة التي تستطيع اقناع ابنائها وتوجيههم إلى ما هو جيد ومثالي من القيم هي الأم الصادقة القدوة التي تأتي أفعالها لتوصل رسالة معينة، ثم توضحها بأقوالها وتعززها باتباعها.
فالأم التي تصلي وتصوم وتقرأ القرآن من المنطقي أن تأمر أبنائها بالصلاة والصيام وقراءة القران ومن المنطقي أكثر أن يستجيب الأبناء ويحاولون محاكاتها.
التزمي الوسطية والاعتدال
الوسطية والاعتدال أحد أهم المفاهيم التي يجب ان تحرصي على تبنيها ونقلها لأبنائك، لأنها الضابط الذي يحدد أفعالهم ويضبط رغباتهم، والتوازن بين متطلبات الحياة والواجبات والحقوق.
فمثلا يجب ان تعلمي ابنائك الموازنة بين رغبتهم الكبيرة جدا في اللعب وبين ما عليهم من واجبات، كما تضربين لهم المثل في موازنتك أنت بين رغبتك في التسلية أو الخروج وبين التزامك بأعباء المنزل ومسؤولياته.
كوني مصدر للدعم والحماية
الأم الجيدة هي من تمثل لأبنائها الحماية والدعم والاحتواء، وهذا لا يحدث بالكلام المعسول ولا التدليل وانما يستشعره الأبناء حين يرون أنك أما قوية ومؤثرة ولك صلاحية السيطرة على ما يدور حولك من أحداث، وحتى تصل تلك الصورة إلى أبنائك يجب أن لا يرونك في موقف ضعف، لا تبكي أماهم ولا تفقدي أعصابك في وجودهم، ولا تكثري من الخطأ فتضطري للاعتذار.
تحلِ بالصبر والتماسك حتى يقع في خواطرهم اقتناع انك قوية ومؤثرة، فثقتهم بك تمنحهم الثقة بأنفسهم أيضًا، وصورتك المهتزة تعني اهتزاز ثقتهم بأنفسهم وعدم قدرتهم على مواجهة التحديات.
صاحبي أبنائك
يجب أن تكوني صديقة لأبنائك وتمنحيهم الأمان وتكسري الحاجز الذي يقف بينك وبينهم حتى تتمكني من مشاركاتهم والاطلاع عل عوالمهم الخاصة وما تضج به من التفاصيل، فتستطيعين التدخل والتوجيه والدعم في الوقت المناسب.
اتركي لهم مساحة من الحرية مع توعيتهم بالمسؤولية
الأم الجيدة تمنح أبنائها مساحة من الحرية مع توعيتهم بالمسؤولية، وتبني شخصيات سوية قارة على مجابهة الحياة.
كوني على دراية بالمستجدات
العلم بما استجد على هذا العصر ومواكبة التطور التكنولوجي الكبير الذي يعيشه ابنائك يجعلك واعية بتوجهاتهم ونمط تفكيرهم وقادرة على التواصل الإيجابي والبناء معهم.
برِّي أبنائك ليبرّوك
الأم الجيدة من تبر أبنائها بالتربية الحسنة والتنشئة الجيدة وتحسن إليهم، وتستثمر وقتها وجهدها في دعمهم وتنمية قدراتهم وتسليحهم بالعلم والمعرفة والخلق القويم والدين الصحيح السليم.
وأخيرًا
الأم الجيدة والناجحة فعلا هي من تقي ابنائها ويلات الوقوع في الذنوب والمهلكات، فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6).
فتلك هي الرسالة العظمى والهدف الأسمى، وتستطيع الأم أن تقي أبنائها نار جهنم وعذابها، بأن تعلهم أمور دينهم وتفقههم، وتغرس في ضمائرهم قيم المراقبة لله في السر والعلن وتغرس فيهم قيم الحلال والحلام، وتحصنهم بحب الله ورسوله وطاعتهما، فهذا هو سبيل النجاة في الدنيا الآخرة معًا.