الزوج هو ذلك الشخص الذي يمنحه الشرع والقدر الصلاحية ليشاركك تفاصيل حياتك، ويقاسمك اللحظات والأوقات، ويقترب منك إلى درجة لا ينافسه فيها غيره مهما بلغ من المعزة أو المكانة، فلا يضاهي قربه قرب، ولا يشبه الأنس به أنس بغيره، وإن كان غيره أب أو ابن أو أخ أو عزيز أو قريب، لذا كانت سعادة الزوج واستبشاره وفرحته وعلامات الرضا حين تعلو محياه هي علامة النجاح في إدراك أعلى مقامات السعادة والفرحة والفوز في الدنيا والآخرة.
لماذا تعد مهمة إسعاد الزوج مهمة عظيمة وغاية نبيلة؟
حين يسعد الزوج ويرضى عن زوجته وعن اختيار الأقدار له، حين يستقر في نفسه أن من منحها اسمه ونسبه إليه امرأة متفردة وصالحة وتستحق هذا العطاء، ينعكس ذلك على حياته كلها وقناعاته ومزاجه وانفعالاته، فتجده متزنًا منضبطًا في انفعالاته، لين الجانب لطيف الخلق، مشرق الوجه، قادرًا على إدارة حياته بسهولة ونجاح، يتحرك نحو تحقيق أحلامه وأحلام أسرته بعزيمة وحب، وحين تطرأ ظروف أو يجد على حياة الأسرة مستجد من تعب أو وهن تجد من يقف خلفها ويحميها من عواصف الحياة وغدراتها.
كل هذا في كفة وادراك رضا الله عز وجل برضاء الزوج في كفة أخرى، أهم وأغلى وأرجح.
وهنا سوف نستعرض بعض النصائح أو بمعنى أدق الخطوات العملية نحو اسعاد الزوج والوصول إلى غاية إرضائه.
في خطوات عملية كيف تسعدين زوجك؟
لكل رجل مفاتيح تفتح قلبه وتسعده وتقر بها عينه وقد تختلف من رجل إلى آخر، لكن يبقى هناك خطوط عريضة وقواسم مشتركة يجتمع عليها معظم الرجال وهي التي سنسلط الضوء عليها ونبرزها في عدة نقاط على رأسها ما يلى:
اهتمي بنفسك وبيتك وأبنائك: ألف باء الراحة النفسية أن لا تقع زوج عينك منك على قبيح في مظهرك أو مظهر البيت أو الأبناء، فلا تبخلي على نفسك ولا بيتك ولا ابناءك بساعات تنفقيها في الاهتمام بالنظافة والتجديد والابداع، فبذلك تضمني أنه حين يدخل بيته يجد السكينة وهدوء الأعصاب والراحة النفسية التي غالبًا ما يفتقدها في بيئة عمله وضغوط روتينه اليومي.
اقتربي منه بذكاء: الرجل لا يحب أن يكون متجاهلًا ولا يعجبه من يسقطه من حساباته واهتماماته، وفي نفس الوقت لا يستهويه أن تقتحم زوجته عليه حياته وتدس أنفها في تفاصيله أو تعبث بخصوصيته، بل يحب أن يكون موضع اهتمام وحب واعجاب، دون المبالغة في التدخل، لذا يجب أن تعرفي متى تسالين زوجك عن احواله ومتى تنصتين، متى تلحي في طلب ما ومتى تذكري رغباتك في كلمات عابرة ولا تكرريها ثانية، متى تعبري عن استياءك من أمر ما ومتى تتعمدي التجاهل وكأنك لا ترين.
تجنب العتاب ونبرة اللوم: لا شيء يزعج الرجل ويثير استيائه قدر امرأة تلقاه كل يوم بالعتاب واللوم، تركز على أوجه القصور عنده، أو تبالغ في الغباء فتقارنه بغيره، فإذا كنتي ترغبين في إسعاد زوجك، فأريحيه وأريحي نفسك من العتاب وما يجلبه من التنغيص وتكدير صفو اللحظات وفتح أبواب الخلافات والصدامات.
اظهري اهتمامك بأهله: اهتمام الزوجة بأهل زوجها يجعله سعيدا ممتنا لها، ويعفيه من أعباء كثير من لوم الأهل وغضبهم وشكواهم.
لا تطالبيه بما لا يطيق: والمطالبة بما هو فوق طاقة الزوج –ماليًا أو معنويا أو حتى بدنيًا- أمر غاية في السوء، يوغر صدره يشعره بالعجز وعدم الكفاءة، فاحذري أن يرتفع سقف طموحاتك ورغباتك فوق سقف قدراته وطاقاته، فإنك ان فعلت ذلك خسرتِ قربه، وكدرتي صفوه، وأحزنت قلبه، وسمحت للشيطان أن يدخل بينكم من أوسع الأبواب.
أشعريه بالحب والإعجاب: من أشد الأمور التي يمكن أن تسعد الزوج أن تشعره انثاه بامتنانها له وحبها وتعلقها به، بل وتظهر عجزها عن استكمال مسيرة حياتها بدونه، ويسعده أيضا أن يرسخ في ذهنه وقلبه أن زوجته تحبه وتتعلق به ولا تقوى على الاستغناء عنه أبدا.
اشعريه ببعض الغيرة عليه: بعض الغيرة وليس كثير الغيرة يرضي غرور رجلك، ويشعره بالحب والتقدير، ولكن لا تبالغي في غيرتك ولا تضيقي عليه الخناق وبالطبع احذري أن تشعريه بعدم الثقة أو سوء الظن…. لأنك ان فعلتي ذلك جنيت من الثمار ما لا تطيقين وأورثته من الحزن والضجر ما تدفعين أنت ثمنه من راحتك واستقرارك.