تساعد الثقة بالنفس الأشخاص على تحقيق أهدافهم وغاياتهم للوصول إلى الأمور التي يتطلعون إليها إلا أن الحياة تعاكسنا أحياناً ونمر بلحظات من الخسارة أو الفشل الكبير، فكيف يمكننا التعامل مع هذا الأمر والخروج من حالة اليأس والفشل وتحويل هذه الخسارة إلى خبرة وبداية لطريق جديد؟
هل من السهل النهوض بعد الفشل؟
يقول مدرب الحياة وتطوير الذات “أمين سيالة”، يعتمد نهوض الشخص بعد مروره بحالة من الفشل على نوعية الفشل ذاته كما تعتمد على شخصية الإنسان وكيفية تعامله مع هذا الفشل، لذلك فإننا دائماً ما نقول أن أهم ما يميز الإنسان الناجح عن غيره هو كيفية تعامله مع الفشل مع قدرته على عدم جعل الفشل مدمر له نفسياً ومعنوياً ومن ثم يتسم هذا الشخص بالنجاح وبإمكانه أن يتفادى أي مشكلة أمامه.
تكمن الخطوة الأولى والضرورية في كيفية تخطي حالات الفشل في رضا الشخص بالأمر الواقع وأن يتفهم المشكلة التي وقع فيها ومن ثم ينتقل إلى المرحلة القادمة ليخرج من هذه القوقعة أو هذه المشكلة.
كيف يمكن للإنسان استعادة ثقته بذاته للنهوض مرة أخرى؟
هناك مفهوم ياباني جميل وهو إيجاد الجمال في عدم الكمال وهذا يفسر لنا ضرورة أن يرضى الإنسان بعيوبه دون أن يرى نفسه إنسان مثالي وإنما يجب عليه أن يدرك أن لديه أخطاء وشوائب وهذا يعتبر شيء طبيعي فيه، لذلك فإننا نلحظ العديد من الناس ممن يعتزون بحالات الفشل التي مروا بها من قبل لأن هذا يعتبر دليل على مثابرتهم وقوتهم في مواجهة الحياة – بناءً على رأي المدرب.
أضاف ” أمين “: من النقاط الرئيسية لتخطي حالة الفشل هي ألا نجعل العاطفة متغلبة على أفعالنا وسلوكياتنا حيث أحياناً قد لا يستطيع الشخص مسامحة نفسه بعد ارتكاب أي خطأ ومن ثم قد يقع في دوامة انحدار سيء للأسفل.
أما الخطوة الثانية يجب على الشخص الذي يمر بحالة من الفشل كيفية دراسة والبحث عن طرق لتخطي هذه المشكلة التي تسببت في فشله في المستقبل وما هو الشيء الذي يمكننا تغييره ومن هؤلاء الناس من حولنا الذين يمكننا تلقي النصائح منهم حتى نتجنب الوقوع في الفشل مرة أخرى، لذلك تبقى أفضل نصيحة نقدمها للإنسان هي حب الذات عن طريق رؤية الذات في المرآة ويحدثها الشخص بأنه إنسان رائع حتى وإن كان الشخص غير مقتنع بذاته وهذا الشيء يستعمله عمالقة النجاح عبر التاريخ.
ما هي النصائح المقدمة لاختيار من حولنا في مرحلة الفشل؟
من ناحية البيئة من حولنا ومن جهة الأصدقاء المنوط بهم مساعدتنا خلال الأزمة التي نمر بها فيمكننا القول أن عضلة الإنسان تنمو عندما تتمزق الألياف العضلية وكذلك الإنسان ينهض وينموا بعد حالة من حالات الانكسار والهزيمة التي يمر بها.
أما عن البيئة من حولنا فيجدر الإشارة إلى أن الإنسان قد يكون ضحية لها وهذا هو الإنسان الضعيف، لذلك يجب على الإنسان ألا يرمي أخطائه على البيئة من حوله من أب وأم وإخوة وأصدقاء عمل وغيرهم ولكن عليه أن يخلق ظروف نجاحه لنفسه ولعل المثال الرائع الذي قدمه الشهير بروسلي حين قال تباً للظروف فأنا من سيصنع ظروفه بنفسه لأنجح هو خير دليلي على صدق هذه العبارة ومن ثم نفهم هذا القول أن اختيار الأصدقاء هو من ضمن صناعة النجاح لأنفسنا وبأنفسنا.
وأخيراً، لا يجب علينا أن نحيط أنفسنا بأناس سلبيين يشكون من كل شيء حتى لا يؤثر ذلك علينا سلباً.