منذ نعومة أظفارنا وحتى آخر العمر نتقلب بين علاقات تختلف باختلاف المراحل التي نمر بها، وللأسف فإننا نتخذ من تلك العلاقات مقياسًا لحكمنا على أنفسنا ونظرتنا لمزايانا وعيوبنا، فحين نحظى بالحب والاهتمام والتقدير ونوفق إلى أشخاص رائعين ترتفع ثقتنا بأنفسنا ويزيد اعتزازنا بها ورضانا عنها، وحين نبتلى بعلاقات سقيمة ومشوهة ويكون الطرف الآخر ليس على مستوى الوفاء والحب الدعم الذي تصورناه تهتز ثقتنا بأنفسنا ويشتد لومنا لها، ونشعر أننا لا نستحق الحب والتقدير وتصبح نظرتنا إلى أنفسنا قاسية وناقمة.
ومن الجدير بالذكر أن هناك ثمة خلط كبير في هذه النظرية، وأن هناك طرقًا كثيرة يمكننا أن نستعيد بها ثقتنا بأنفسنا بعد الخروج من علاقات غير متكافئة وفاشلة، وهنا سيدور حديثنا عن تلك الطرق ومن أهمها تصحيح بعض المعتقدات وتغيير بعض المفاهيم في الحكم على أنفسنا، وأن نساعد أنفسنا بأنفسنا للخروج من هذا النفق المظلم وذلك من خلال الخطوات القليلة التالية.
خطوات عملية لاستعادة الثقة بالنفس بعد نهاية علاقة فاشلة
هناك مجموعة من الاعتقادات ينبغي تصحيحها وإعادة صياغتها ومن ذلك ما يلي:
فشل علاقة ما لا يدل على سوء الشخصية
هناك ألف سبب يمكن أن يعرض العلاقات للفشل، ويحمل أطرافها على انهائها غير أن طرفًا منهم سيء أو غير محبوب أو غير مرغوب فيه أو ما إلى ذلك من التفسيرات التي تسيطر على عقولنا أحيانًا، فأحيانًا يعني فشل العلاقة وعدم التكافؤ أو التناسب بين طرفيها، وقد يكون كلا منهما شخصًا رائعًا للغاية، غير انهما لا ينسجمان معًا، ولا يليق كل منهما بالأخر لاختلاف طباعهما أو تطلعاتهم أو رؤاهم وآرائهم.
تذكر أن كل انسان يستحق الدعم والوفاء
بغض النظر عن روعة شخصيتك وجمال روحك فاعلم أن كل شخص يستحق الوفاء والحب الصادق، حتى وان كانت امكانياته محدودة وجاذبيته ليست بالغة، فعلى المستوى الإنساني جميعنا يتمتع بمزايا وصفات طيبة يستحق أن يعتز بها.
لا تُلق باللوم على نفسك
أحيانًا يصبح القاء اللوم على أنفسنا بمثابة جلد وهدم لثقتنا بأنفسنا، فكلما كنا غارقين في اللوم وشاعرين بالذنب والتقصير والخطأ كلما كانت صورتنا عن أنفسنا قبيحة ومشوهة، وهنا يجب التوقف عن اللوم تمامًا وافترض حتى لو لم يكن فرضك منطقيًا أن الطرف الآخر هو الخاسر وهو المتضرر من انتهاء العلاقة، اقنع نفسك بذلك لتستعيد ثقتك بنفسك.
لا تعمم التجربة
أن يرفضك أحدهم أو يتخلى عنك فهذا لا يعني أنك غير محبوب أو غير مرغوب من الجميع، فالناس فيما يعشقون مذاهب وهم فيما يشتهون أذواق مختلفة، فإن فشل أحدهم في تقديرك حق قدرك، فبالتأكيد سوف ينجح غيره في تلك المهمة يوما ما.
تحدث عن نفسك بإيجابية
البعض ينعت نفسه بأوصاف سلبية ويتحدث عن نفسه بطريقة لا تخل من الامتهان وعدم التقدير، فيصدق عقله الباطن تلك الكلمات ويتعامل معها باعتبارها حقائق، فينعكس هذا على ملامح شخصيته الخارجية والداخلية، وينتقل للمحيطين به ويتسبب في التوابع السلبية التي يتحدث عنها ويتوقعها، لذا فإذا أردت أن تستعيد ثقتك بنفسك فلتمتنع تمامًا عن الكلمات السلبية وتذكر كل ما هو ايجابي ورائع لديك.
تعامل مع أخطائك بموضوعية
إذا كنت قد ارتكبت بعض الأخطاء فاعلم ان هذا لا يقدح فيك ولا يقلل من شأنك فكلنا نخطئ، فقط علم على أخطائك واحرص على أن لا تكررها، ثم اقلب الصفحة المزعجة برمتها، وابدأ من جديد.
رأيك في لا يدل علي
مقولة رائعة تعلمنا أن نتحرر من تقييم الأشخاص لنا، فمهما حاولت فإن البعض سيراك رائعًا وجميلًا وطيبًا ويراك لأخر شريرًا وسيئًا، لذا لا تقيم نفسك بناءً على تقييم شخص أساء إليك أو قطع حبال الود بينه بينك.
اكتف بنفسك عن الآخرين
بداية استعادة الثقة بالنفس أن تقنع نفسك بأنك أفضل وأجمل وأغلى وأرقى من أي علاقة فاشلة، وأنك غني بنفسك مستكف بها وأنك مكسب لمن يعرفك ويدخل دائرتك، ردد هذا على مسامع الدنيا بأسرها وعلى مسامعك من قبل حتى تصدق كل خلاياك تلك الفكرة وتؤمن بها.
ركز على مزاياك
انظر إلى مزاياك وصفاتك الرائعة ركز عليها ونمها وعززها، لتتغير نحو الأفضل وتستعيد الثقة بنفسك وتجبر العالم المحيط بك على رؤية تميزك وبريق ثقتك بنفسك.