روتين الحياة اليومي بما يحتويه من مجموعة مسئوليات يساهم بشكل كبير في تعزيز مشاعر التوتر، فالعمل والالتزامات المالية والواجبات التربوية تجاه الأبناء، أو أعمال المنزل وواجبات الرعاية المتواصلة بالنسبة للأم تجعل الإنسان طوال الوقت في ضغط وشعور بالتوتر والقلق، وخاصة نوعية الأشخاص المعروفين بحساسيتهم المفرطة تجاه الأحداث وتفكيرهم الزائد، وحرصهم على تحقيق درجة المثالية في حياتهم، فهؤلاء ينتابهم شعور القلق والتوتر بشكل أكبر من غيرهم، لأنهم دائمي التفكير في كل التفاصيل اليومية التي تمر بهم، فضلًا عن التوتر الذي يصل إلى الضعف والضغط الرهيب على الأعصاب الذي يصيبهم حين يكونوا بصدد اتخاذ قرارات مصيرية وهامة.
هنا سوف نتعرف على الطرق والنصائح العملية التي تخفف عن الشص مشاعر التوتر والقلق، وتجعله يتمتع بالهدوء والراحة النفسية إلى حد كبير.
ما المقصود بمشاعر التوتر؟
التوتر هو اضطراب في الحالة النفسية والمزاجية، وهو مزيج من المشاعر السلبية التي تنتاب الإنسان عند تعرضه لموقف محرج أو مروره بأزمات مالية أو عاطفية أو غيره، وتشمل تلك المشاعر القلق والخوف والارتباك والشعور بالضيق والغضب وغيره من مشاعر سلبية.
ومن الجدير بالذكر أن الشعور بالتوتر لا يؤثر على الحالة النفسية والأداء العام للإنسان فحسب بل يتعدى الأمر إلى الإصابة بالاعتلال في الناحية الصحية، فمشاعر التوتر تسبب مشاكل القولون العصبي وألام المعدة وصعوبة في الهضم، فضلا عن الصداع أو صعوبة التركيز أو صعوبة التنفس وغيره من المتاعب.
لذا فمن المفيد جدًا أن يتعلم الإنسان بعض الطرق التي تقلل الشعور بالتوتر والضغوط ومن ثم الأثار السيئة الناجمة عنه.
نصائح لتخفيف التوتر والحد منه
قبل أن نذكر النصائح التي تخفف من التوتر من الرائع أن نلفت انتباه القارئ العزيز إلى أهمية أن يكون له هواياته الممتعة وبعض الأشياء والأنشطة التي تسعده وتغير حالته المزاجية ومن المهم أن يدرك ذلك جيدًا، لذا يمكنك أن تلاحظ مثلا أنك تحب القراءة جدًا، أو تسعد بالحديث مع شخص معين، أو تحب الرسم أو غيره لأن هذا يفيد كثيرًا عندما تحاط بالضغوط وتحب الخروج من نفق التوتر القاتم.
الخلوة والاسترخاء: من الرائع أن نمارس عادة الخلوة والاسترخاء، بمعنى أن تخصص لك ولو دقائق تخلو فيها إلى نفسك، وتنفصل عن الصخب المحيط بك، تتمتع فيها الهدوء، تمارس تمارين الاسترخاء، فتلك التمارين لو تمكنت من ممارستها بصورة دورية ستكون بمثابة تنظيف للعقل والمشاعر من كل ما هو سلبي وضار، وستتمتع بعدها بالشعور بالراحة وتجديد النشاط والهدوء.
فرغ شحنة المشاعر السلبية: كل شخص له طريقته في تفريغ ما يشعر به من التوتر والضغوط، فالبعض يمارس رياضة الجري أو غيرها، والبعض يلجأ إلى الرسم أو التخطيط أو الشخابيط، بينما تفرغ بعض النساء جل مشاعرها السلبية في غسيل الأطباق أو عملية التنفيض والترتيب، المهم أن تحاول التخلص من كم المشاعر الرهيبة التي تثقل صدرك ببذل نشاط ما تفضله.
تحدث مع شخص تحبه: الحديث والفضفضة مع شخص مقرب يساعد في تخفيف التوتر كثيرًا والشعور بالراحة، فاختر من تحبه وتستريح له لتودعه كل ما يعتمل في نفسك.
الماء والخضرة: الخروج إلى الأماكن المفتوحة مثل شاطئ البحر أو حديقة خضراء ممتعة وقضاء بعض الوقت بها يستطيع أن ينعش الروح ويسعدها كثيرًا، ويخفف ما ألم بها من التوتر ويجدد طاقتها.
النوم: النوم وسيلة مفيدة لراحة الجسد وراحة العقل أيضًا، فالكثير من الناس حين تزدحم عليه الأفكار والضغوط يلجأ إلى النوم للهروب منها، وأخذ استراحة مؤقتة، وغالبا ما يستيقظ وقد تحسنت حالته المزاجية وهدأت أعصابه، وبصفة عامة فإن أخذ قسط كافي من النوم يحسن الحالة العامة للجسم.
تناول مشروب مفضل أو وجبة مفضلة: الطعام والشراب يؤثران في كيماء المخ والحالة النفسية بصورة كبيرة، لذا فمن الرائع أن تواجه توترك بتناول مشروبك المفضل أو وجبتك المفضلة، ولكن بكميات معتدلة، كما يمكن تناول بعض المشروبات المعروفة بتخفيف التوتر مثل الشاي الأخضر.
متابعة عرض كوميدي والضحك بصوت مرتفع: الكوميديا بعروضها المختلفة تستطيع نقل الإنسان كلية من حالة مزاجية إلى حالة أخرى، فبمشاهدة عرض كوميدي تفضله وتتفاعل معه يمكنك أن تضحك من أعماق قلبك، وتنسى الكثير من ضغوطك.
أخيرًا: تأتي أهم نصيحة القرآن والذكر والقرب من الله “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”؟