إذا كنت رجلًا أو امرأة فأنت بحاجة إلى شريك تكمل معه مسيرة حياتك، يؤنس أيامك ولياليك، ويتقاسم معك لحظات لا تطيب إلا معه، ويخلق لك تفاصيل لا تخلق إلا بفضل وجوده، ولأن الزواج شراكة شبه أبدية فيجب الاهتمام بها جدًا وبنائها وترسيخ أسسها بقوة ومتانة، وأولى خطوات التأسيس السليم والناجح أن يكون الاختيار ناجحًا وموفقًا، ومبنيًا على وعي وإدراك ناضجين لطبيعة الانسان نفسه وطبيعة شريك الحياة أيضًا.
وهنا سنحاول معًا استعراض أهم معايير الاختيار الناجح لشريك الحياة، متمنيين أن تنال محاولتنا إعجابك عزيزي القارئ، وأن تكون نافعة وتضيف جديدًا إلى معلوماتك وخلفياتك.
معايير يجب مراعاتها عند اختيار شريك الحياة
لكل شخص معاييره الخاصة في الحكم على شريك الحياة، ومواصفاته الخاصة التي يحب أن يجدها في هذا الشريك، وهي تختلف من شخص لخر وتعكس رغباته وميوله وتطلعاته وثقافته، وتظل القاعدة العامة أن النجاح في الاختيار مرهون بمدى ملائمة الشريك لهذا الشخص وتوافقه معه، ولكن ثمة معايير وخطوط عامة تنطبق على معظم الناس ويجب مراعاتها في مرحلة اختيار شريك الحياة، وعلى رأس تلك المعايير ما يلي:
الكفاءة: أحد أهم مقاييس النجاح في اختيار شريك الحياة الكفاءة، الكفاءة تعني التقارب والتناسب المقبول بين الطرفين في عدة مواصفات، الكفاءة في المستوى الاجتماعي والعلمي والمادي، والتكافؤ في العمر، فهذه الأمور كلما كانت متكافئة كلما كانت العلاقة اكثر استقرارا وسلاسة.
القدرة على تحمل المسئولية: شرط نجاح واستمرار الحياة الزوجية أن يكون الطرفان قادرين على تحمل المسئولية، مسئولية تكوين أسرة ودخول طرف ثاني في حياة الشخص، والمسئولية هنا شاملة للناحية المادية والعملية والأدبية أيضًا.
القبول: يجب أن يراعى في اختيار شريك الحياة توفر الحد الأدنى من القبول النفسي والعاطفي، والحد الأدنى من الانجذاب تجاه الشريك، ومن ثم فلا يصح أبدًا الإقبال على الدخول في علاقة زوجية يشعر أحد الطرفين فيها بالنفور أو الرفض أو عدم الارتياح تجاه الطرف الآخر، حتى وإن حاز هذا الطرف مجامع الكمال، وللأسف فإن بعض الشخصيات تقع تحت ضغوط معينة، وتبحث بإلحاح عن فرصة للزواج وقد تتغاضى في سبيل تلك الفرصة عن ابسط حقوقها في القبول، وهذا خطأ فادح، يظل الطرفان يدفعان ثمنه.
التقارب الفكري والنفسي: التقارب الفكري والنفسي والتقارب بين أنماط الشخصيات مهم جدًا، وهذا التقارب يمكن اكتشاف مداه ودرجته من خلال فترة الخطبة ومواقفها، ومن ثم فيجب ملاحظة مدى التوافق والتقارب، ومدى توافق الرغبات والميول، بمعنى إذا لاحظ الطرفان وجود نقاط اتفاق كثيرة في الميول أو الرغبات أو الآراء والمعتقدات فهذا مؤشر جيد يدل بقوة على أن الاختيار موفق بالنسبة للطرفين، ويدل على وجود مساحة من التوافق مظنة الاستقرار والتواصل الإيجابي فيما بعد، أما لو لاحظ الطرفان أن نقاط الاختلاف والتناقض أكثر من نقاط الالتقاء فهذا يعني أن اكمال تلك العلاقة تعد مجازفة، وانها لو استمرت فستمثل إرهاق نفسي و ذهني للطرفين.
حسن الدين والخلق: من المهم أن تراعي في اختيار شريك الحياة أن يكون الشريك معروفا بدينه وحسن الخلق، ومشهودًا له بذلك من لدن أهله والمقربين له، والتدين معناه وجود وازع ديني يدفع الانسان لتقوى الله عز وجل، فيأتمر بأوامره وينتهي عن نواهيه، ومن ثم فيكون مظنة تحمل أمانة الزواج وحسن العشرة والتعامل الراقي مع الشريك حتى في حالات الخصام أو الخلاف.
فصلاح الدين هو حزام الأمان في مسيرة الحياة، وقد علمنا النبي أن علامة حسن الدين والخلق في الرجل، أنه إذا أحب المرأة أكرمها وإن أبغضها لم يهنها.
المرونة والقدرة على التكيف: من المهم أن يكون الطرف الأخر الذي انت بصدد اكمال المسيرة معه يتمتع بالحد المعقول من المرونة، بمعنى القدرة على التكيف مع تحديات الحياة الزوجية ومتطلباتها، أي يكن قادرًا على التنازل مرة والتمسك برغباته مرة بما يخدم العلاقة الزوجة والكيان الأسري، أما إذا كان متغطرسا متمسكا بموقفه ورغباته ولا يملك القدرة على التنازل، أو كان أنانيًا، يدور في فلك رغباته الخاصة فهو غير صالح للدخول في شراكة النكاح.
تقديس الحياة الزوجية: البعض يمتلك كافة الصفات الرائعة كزوج أو زوجة، ولكن ينقصه تقديس الحياة الزوجية وتقدير خطورتها وأهميتها، لخلل في ثقافته أو في النشأة التي نشأ عليها، وهذا النوع من الناس يجب الحذر منه والبعد عنه تمامًا.