قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ.
فالفراغ وقلة الأعباء مع وجود صحة في الجسد نعمة كبرى لا ينتبه إليها الكثير من الناس إلا بعد فوات الأوان، وذهابهما بلا عودة، فالفراغ رأس مال يمكنك استثماره في بناء مستقبلك وتعمير دنياك وآخرتك فقط بأن تعرف قيمته وتقدره حق قدره.
ومن المفارقات المرعبة أن الوقت الذي لا يمر بنفع يضر، فمجرد مروره بدون استفادة ضرر وخسارة كبرى في حد ذاته، وضياع للعمر، وموجب للسؤال والحساب والعتاب من الله عز وجل، وإدراكًا منا لأهمية الوقت وقيمة وقت الفراغ فسنتعلم بعض الأمور التي تعيننا على تحقيق الاستفادة القصوى من أوقات الفراغ.
نصائح رائعة للاستفادة من وقت الفراغ
استغل وقت الفراغ في تخطيط وقت العمل: استغل وقت الفراغ في تخطيط وجدولة كل الالتزامات التي يجب عليك القيام بها خلال اليوم، ويجب أن يكون التخطيط مدونًا وأن تحرص على الالتزام به، فالتخطيط يوفر الوقت ويقلل المهدر منه، كما يشعرك بالإنجاز ومراقبة أعمالك وأداءك خلال اليوم.
الذكر وقراءة القرآن: من أيسر العبادات على الانسان والتي يمكن أن يعمر بها أوقات فراغه الذكر وقراءة القرآن، ففي ذلك خيري الدنيا والآخرة، وببركة الذكر يبارك الله في الوقت ويوفق العبد إلى مزيد من الطاعات والانجازات، كما يقي العبد من الزلل أو الوقوع في المعاصي.
التواصل مع الأهل وزيارة الأقارب بنية صلة الرحم: صلات الارحام والسؤال عن الأهل والأقارب وتفقد أحوالهم من خير الأعمال التي يستمتع بها الانسان وفي الوقت ذاته يثقل ميزان حسناته بعمل من أحب الأعمال إلى الله، شريطة أن يجدد الانسان النية ويخلص العمل لوجه الله.
ممارسة هواية مفضلة نافعة: أي هواية نافعة وممتعة تصلح كاستثمار رائع لوقت الفراغ، كالكتابة مثلا أو الرسم أو أي عمل محبب للنفس من رياضة أو نحوها، فهذه الأمور تحسن أداء الانسان وتمنحه الثقة بنفسه وتجعله راض عن ذاته.
الاطلاع والقراءة: الاطلاع والقراءة والتعرف على كل ما هو جديد يثري الثقافة ويوسع الأفق ويرتقي بالإنسان وعقليته وقدراته، لذا فيعد استثمار الفراغ في القراءة والاطلاع أفضل استثمار على الإطلاق، ولا يوجد شخص ناجح أو متميز تخلو سيرته من حسن استغلال الفراغ في المعرفة والعلم وتطوير الذات والارتقاء بالمهارات والقدرات.
تصفح مواقع التواصل الاجتماعي المفيدة: مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت عمومًا تعتبر نافذة على العالم ووسيلة رائعة للتعلم والمعرفة، فيمكن تخصيص وقت الفراغ لمتابعة المواقع المفيدة التي تعلمك بعض الأمور النافعة على مستوى العلاقات الانسانية أو التنمية البشرية أو غيره من النواحي المعرفية. فاغتنم تلك النعمة في وقت الفراغ لتحقق افضل ما تصبو إليه.
تعلم لغة جديدة أو نشاط جديد أو غيره: يمكنك أن تستغل فراغك في تعلم لغة جديدة أو تعلم بعض المهارات الجديدة التي تزيد كفاءتك في العمل وتعزز مكانتك، وتجعلك ترتقي بنفسك مهنيًا أو انسانيًا.
البحث عن عمل إضافي وزيادة الدخل: معظم الأثرياء والمرفهين كانوا أشخاصًا في غاية الذكاء في استغلال كل دقيقة من فراغهم، فهم لا يسمحون للساعات أن تتسرب من بين يديهم بدون فائدة ولا تحقيق نفع، وخاصة إذا كان وقت الفراغ طويلًا وثابتًا، فيمكن البحث عن عمل إضافي أو تعلم حرفة جديدة تساهم في زيادة الدخل وتحقيق مستوى رفاهية أفضل للفرد نفسه أو لأسرته وأهل بيته.
الدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة: يمكن استغلال وقت الفراغ في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك من خلال المشاركة في مجموعات وصفحات الفيس بوك وغيره من المواقع والمنصات الدعوية، وتذكر أن يهدي الله بك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس.
المشاركة في العمل التطوعي: العمل التطوعي ومساعدة الغير بأي طريقة من افضل الأعمال وأحبها إلى الله، لذا ينبغي أن نتعلم كيف نمد يد العون ويمتد نفعنا ليشمل غيرنا من الناس ولا يكون كل همنا أن نعيش لأنفسنا فقط.
وأخيرًا: اعلم أن أول ما يسأل عنه المرء يوم القيامة عمره فيما أفناه، فاستعد لتكون إجابتك شافية كافية منجية يوم القيامة، ولا تسمح أبدا ليوم من أيام عمرك أن يمضي بلا تحقيق منفعة إضافة حقيقية تضاف إلى رصيدك في الدنيا والأخرة.