العلاقة الزوجية شأنها شأن العلاقات الإنسانية الأخرى قد يعتريها الفتور والملل، ويتسرب إليها مذاق العادة والروتين فيفسد لذتها، ويذهب ببريقها، وخاصة مع الانخراط في خضم بحر الحياة اليومية الرتيبة وما ينطوي عليه من أعباء ومسئوليات والتزامات، تأخذ من تفكيرنا نصيب الأسد وتأخذ من مشاعرنا وطاقاتنا الكثير، لذا فحين يتسرب الملل إلى الحياة الزوجية وتشعرين أنها فقدت رونقها ومذاقها المحب إليك، فيجب أن تتوقفي فورًا وتبحثي عن الأسباب وتحاولي اتخاذ خطوات عملية لحل المشكلة، لأن الروتين والملل يخلق تبعات أخرى وحالة احتقان بين الزوجين، كما أنه يضعف قدرتهما على تحمل الأعباء ومواصلة مسيرة العطاء.
خطوات لمحاربة الملل في العلاقة الزوجية وتجديد الشعور بها
بداية يجب لفت الانتباه إلى أن تلك الشكلة مشتركة بين الزوجين وينبغي أن يتعاون الاثنان على حلها، وابتكار طرق للخروج من دائرتها، ولكن نظرًا لأننا نوجه الحديث إليك عزيزتي الزوجة ونظرًا لأنك حجر الزاوية في الموضوع فننصحك ان تبدئي بنفسك وتطبقي نصيبك من الالتزام تجاه علاقتك بزوجك، فضلًا عن كونك غالبًا الطرف المتضرر أكثر من الزوج، لذا اليك طائفة من أهم النصائح العملية المفيدة جدًا في هذا الصدد، وعلى رأسها ما يلي:
التغيير العام: العنوان الرئيسي الذي يتصدر قائمة النصائح العملية لاستعادة روح العلاقة الزوجية ومحاربة الفتور أو الملل هو “التغيير”، وضعي تحت هذه الكلمة ألف خط، وابدعي فيها بقدر ما يتاح لكي، لا تقلقي من ردة فعل زوجك، فالعين تحب التغيير حتى وإن كنت في قمة الجمال، فاعلمي أن عين زوجك تألف جمالك وتعتاده مع الوقت، لذا يمكنك اجراء تغييرات بسيطة في لون شعرك، أو قصة شعرك، كما يمكنك تغيير الالوان المعتادة في مكياجك، ويمكنك استخدام عطرًا رقيقًا ومختلفًا من العطور المثيرة.
غيري من طريقة تعاملك وردود أفعالك مع زوجك: بمعنى أنك إذا كنتي من النساء اللاتي يتبنين مبدأ السمع والطاعة طوال الوقت، فمن الرائع أن تتمردي قليلا وتمارسي بعض العصيان والرفض، والتمنع من وقت لآخر فهذا يثير دهشة زوجك وفضوله وشغفه أيضًا، ولكن بالطبع بذكاء وبلا مبالغة، وان كنتي ممن يسيطرون في العلاقة ويطيعك زوجك، فيمكنك أن تتنازلي قليلا وتجربي دور الأنثى التابعة الضعيفة التي تظهر احتياجها الشديد لزوجها.
يمكنك شراء بعض قطع الملابس الجديدة: من الرائع شراء ملابس نسائية جديدة، واحرصي أن تكون مختلفة عن النمط الذي اعتدته، كوني جريئة واختاري تصميمات صارخة وألوان غريبة عن تلك الملابس التي اعتاد زوجك رؤيتها ربما لسنين.
اختلقي مناسبات خاصة: يمكنك أن تخططي لإعداد ليلة مختلفة واختلاق مناسبة خاصة، أعدي له لونا من الحلى المفضلة وغيري في مظهر غرفة نومك قدر الإمكان بمفرش جديدٍ أو زينة ملفته، وحين يسألك عن السبب اخبريه أنك فجأة شعرتي بشوق كبير إلى وصله.
اعتمدي على المفاجأة: فاجئي زوجك بقبلة حانية أو عناق قوي في وقت غير تقليدي، مثلا أثناء مشاهدته للتلفزيون أو بعد خروجه من الصلاة أو في وسط انهماكك في عمل منزلي، فاجئيه برغبتك في وصله، في خارج الأوقات التي اعتدتم فيها ممارسة العلاقة.
اختلقي مشكلة صغيرة وخصامًا قصير: فكرة مختلفةٌ جدا وجريئة، وقوية في تغيير شعور الزوجين بالعلاقة، يمكنك أن تبدئي باختلاق مشكلة صغيرة وتظهري غضبك وتعلني حالة الخصام لمدة ساعات أو يوم واحد على أكثر تقدير، ثم فاجئي زوجك بصلح عنيف وقوي، وثقِ أن مذاق العلاقة بعد هذا الخصام المختلق سوف يختلف تمامًا.
التخطيط لقضاء يومان أو ثلاثة أيام خارج البيت: يمكنك التخطيط للسفر لمدة يومين أو ثلاثة خارج البيت، سواء عن طريق السفر في فسحة قصيرة لتغيير الجو، أو غيره، ويمكنكما هناك الاستمتاع بممارسة علاقة جيدة ومتجددة.
يمكنك الذهاب إلى بيت أهلك وقضاء يومين: لتجديد الشوق واللهفة بيم الزوجين يمكن اللجوء إلى ترك البيت لفترة قصيرة من البعد.
وختامًا: اعلمي ان الشفافية والوضوح مع زوجك والتعبير له عن كل ما يعتريك من المشاعر، والبحث المشترك عن طرق لعلاج المشكلة سوف يفتح أمامكما أفاقا مختلفة وحلول مبتكرة وغير تقليدية، وسوف يخلق حالة من الحب أصلا تساعد في تجديد وانعاش الرغبة بينكما، فالملل والفتور ليس عيبًا في أي من الزوجين بل هو عيب في الظروف والرتابة والروتين اليومي الممل وكم الضغوط التي لا تنتهي.