رمضان شهر جميل ومتميز، كل شيء فيه مختلف عن بقية الشهور، وما دامت تشملنا العافية والسلامة فإننا نستطيع أن نستشعر السعادة والفرحة بقدوم شهر رمضان وبكل تفاصيل اليوم، فحتى الجوع والعطش في نهار رمضان يصبح له لذة حين يقترب أذان المغرب ونلتف في انتظار تناول الإفطار، نشعر حينئذ بمكافأة ربانية وسعادة لا وصف لها.
وعلى الرغم من أن روعة الشهر الكريم لا تنفك عنه إطلاقًا ولا تفرق بين الناس فالكل يفرح ويستمتع بطريقته، غير أن هناك بعض الإضافات والأفكار التي لو قمنا بها في شهر رمضان ستجعله أجمل وتضيف إلى روعته روعة وإلى متعته متعة أخرى، لذا فإننا سنفكر هنا في بعض الأفكار المتميزة، ومن بين تلك الأفكار ما يلي:
رمضان أجمل مع الأهل والأحباب والخلان
من أجمل ما في رمضان التفاف الأسرة حول مائدة الإفطار والسحور أحيانًا، الامر الذي تفتقده الأسرة معظم أيام السنة، ومن ثم فيمكن أن نوسع دائرة الأسرة ونتفق على الإفطار مع الإخوة والأعمام والأخوال والعمات وغيرهم ممن استقلوا عن الأسرة وباتت لهم حياتهم الخاصة، فهذا التجمع يسعد القلوب ويجعلها تستمتع بالطعام والشراب والصحبة، كما يخلق لنا ذكريات غالية جدًا، نتذكرها بعد مرور الوقت فتطيب بها مجالسنا، وتتوطد بها صلات قطعتها ضغوط الحياة ومشاغلها.
رمضان أجمل مع صلة الأرحام
إذا كنت شابا أو فتاة في مقتبل العمر تمتلك الطاقة والحرية في الحركة، فيمكنك أن تجتمع مع أصدقائك وأقاربك وتخصصوا وقتا مشتركا بينكم تتفقدون فيه أرحامكم وذوي قرابتكم ممن أقعدهم المرض أو تقدم السن عن الزيارة والخروج، وتتفقدون من هو بحاجة للسؤال وجبر الخاطر، بزيارة سريعة لن تأخذ منكم الكثير ولكنها تعني لهؤلاء الكثير جدا وتثقل موازين أعمالكم، وتنتفعون ببركة دعاء أقاربكم وتلك الفرحة التي تدخلونها على قلوبهم.
رمضان أجمل في مكة المكرمة
من أجمل ما يعلق بالذاكرة ويرتق بالروح، وتستعصي روعته على النسيان ان تستمتع بقضاء رمضان أو بعض أيامه في مكة المكرمة حيث زيارة بيت الله الحرام وزيارة قبر المصطفى –عليه الصلاة وأزكى السلام- وذلك بأداء سنة العمرة في رمضان، وهذا الأمر لا يملكه إلا من وسع الله عليه ورزقه من فضله، وامتلك رفاهية تلك العبادة الغالية التي تتطلع إليها والقلوب، فمن يملك تلك الفرصة ولديه الاستطاعة فيجب أن لا يحرم نفسه أبدًا من تلك المتعة الغالية في الدنيا والآخرة.
رمضان أجمل بإعداد موائد الرحمن
من الطقوس الإنسانية التي ارتبطت بشهر رمضان إعداد موائد الرحمن، ولكن ليس الجميع يشارك في هذا الفضل، لذا فيمكنك أن تضفي على رمضانك هذا العام لمسة سعادة مختلفة جديدة مع تجربة المشاركة في موائد الرحمن وإفطار عدد من الصائمين طوال شهر رمضان الكريم، والمشاركة ليست بالمال فقط بل بالجهد أيضًا، فهي لا شك تجربة تستحق أن تجربها لتعرف كيف سيصبح رمضان أجمل ألف مرة من ذي قبل.
رمضان أجمل بالتنافس على الطاعة
من الرائع والممتع جدًا أن يجتمع أفراد الأسرة على الطاعة، ويتنافسون فيما بينهم على العبادة، فها العمل يزيد الروابط الأسرية كما يبارك الله عز وجل به الوقت والعمر ويحفظ الأسرة بفضل الطاعة، لذلك وأيا كان موقعك بين أفراد أسرتك، أب كنت أو أخ أو ابن أو ام أو غيره، يمكنك ان تقترح على أفراد اسرتك القيام بما يشبه المسابقات بأن من يختم القرن أكبر عدد من المرات سوف يفوز بجائزة معينة يوم العيد، ومن يحافظ على الصلاة في جماعة له مكافأة ومن يحافظ على سنة الضحى لأكبر عدد من الأيام له مكافئة أخرى، إلى غير ذلك من الأفكار، والتي تشجع التنافس على العبادة فتكون الفكرة في ميزان حسنات من دعا اليها ومن التزم بها، وهل هناك منافسة أشرف أو أرقى من تلك المنافسة التي تجعل رمضانك بحق أجمل، وأكثر بركة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وختامًا: اعلم عزيزي القارئ أن الأفكار كثيرة ومتعددة ويمكنك أن تبحث عن غيرها، ولكن المهم أن تغتنم رمضان وتستغله كأحسن ما تستغل الفرص الغالية، لتسعد به دنيا وأخرة أيضًا، اطرق كل أبواب الخير وابحث خلفها عن المزيد من السعادة والأجر والراحة النفسية في رحاب الشهر المبارك.