الفيس بوك بات يحتل من حياتنا مساحة كبيرة جدًاـ يتحكم في طريقة قضائنا لأوقاتنا، وعلاقاتنا بأهلنا وأصدقائنا، وبات يحدد التواصل ويعكس بصورة أو أخرى قوة العلاقات وضعفها، فضلا عن ذلك فإنه يؤثر في تكوين أفكارنا وبناء تصوراتنا عن الواقع، ويفتح أمامنا نوافذ جديدة نطل منها على الحياة، ولكن…
يظل السؤال الأهم هل يصلح الفيس بوك كوسيلة لبناء العلاقات الانسانية الحقيقية، أم لا؟ وهل هو عالم افتراضي وهمي كما يقول البعض أم انه مرآة عاكسة لأبعاد النفس وتصوراتها وافكارها؟ وحتى لا ندخل في جدل طويل حول تلك النقطة يمكن أن نجيب عنها باختصار أن الفيس بوك يشبه النظرة الأولى التي يأتي بعدها الحب، في أن كلاهما يصلح كنبتة للعلاقة ولكن لا يكفي لكي تقوم العلاقة برمتها بناء على معطياته.
إذن يمكنك أن تكون علاقة صداقة رائعة من خلال الفيس بوك، ويمكنك أن تضع حجر الأساس في قصة حب عنيفة ولكن استمرار العلاقتين مرهون بما بعد مرحلة الفيس بوك، مرحلة اللقاء الاحتكاك والتعامل المباشر والمواقف التي تكشف لنا معادن الناس وتختبر مشاعرهم وقوة حبهم.
نصائح تجعل أحدهم يحبك من خلال الفيس بوك
دعنا عزيزي القارئ نتفق على أمر هام وهو أن عالم الفيس بوك هو عالم وهمي من حيث المعلومات والبيانات ولكنه يكشف بوضوح الميول والاتجاهات ودواخل النفس في حالة ما إذا كان الشخص واضحًا ومنتشرًا على الفيس بوك، له منشورات ومواقف وابداعات خاصة ونشاط ظاهر. ومن ثم يمكن القول أن الحب عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو التقاء بين عقلين بينهما نقاط تشابه.
فإذا كنت تستهدف كسب قلب أحدهم ولا تملك وسيلة للتعبير عن نفسك سوى الفيس بوك فإليك الخطوات التالية:
اجعل حسابك على الفيس بوك يحمل بيانات حقيقية
مهم إذا كنت تحب أن تعرف نفسك للعالم من خلال حسابك على الفيس بوك أن تجعله يحمل بيانات حقيقية مثل اسمك الحقيقي ودراستك وعنوانك وتاريخ ميلادك، وحالتك الاجتماعية.
اجعله مرآة تعكس ميولك وثقافتك
يعتبر الفيس بوك وسيلة لإعلان الشخص عن اهتماماته وميوله وآرائه، فغذا كنت تحب الرياضة فوضح ذلك، وان كنت تهوى الأدب أو الفن أو غيره فاجعل من يتابعك بصمت يفهم ذلك أيضًا.
حاول أن تكون نشطا ومتفاعلا ودع الآخر يعرف اخبارك
مهم ان تعرف الأخر بأخبارك الجيدة وأن نتنشر صورك وأن تعرفه انجازاتك وما يطرأ على حياتك من تغيرات ايجابية، ومن المؤثر جدًا أن تعكس أخبارك حيويتك ونشاطك واقبالك على الحياة.
اختلق فرصة منطقية للتواصل عبر الماسنجر
بعد أن تجعل من حسابك وسيلة للتعرف عليك ونقل ملامح شخصيتك، وملامح شكلك إن امكن يبقى مرحلة التواصل من خلال الدردشة، التواصل بمثابة فن لجذب الطرف الآخر، ويجب أن تعلم أن هذا التواصل هو خطاب بين عقلين وروحين وتتمتع بالذكاء الكافي لاكتشاف اللغة التي تناسب الطرف الثاني، فبينما يستهوي البعض الحديث العقلي الهادف الدال على الثقافة والوعي، يستهوي البعض الآخر الحديث الحاني والرقيق المليء بالعاطفة الجياشة.
لا تكن لحوحًا في طلب التواصل
تعهد رفيقك بالسؤال والاهتمام ولكن بدون الحاح ولا ازعاج ولا مطاردة، يمكنك أن تسأله عن اخباره برسالة قصيرة ولا تكتب كلمة واحدة جديدة إلا بعد أن يرد على رسالتك.
اجعله يعتاد على وجودك وتواصلك في ساعة محددة
من الأشياء التي تسبب نوع من الارتباط والتعلق أن يعتاد رفيقك مثلا انك نشط كل يوم في ساعة معينة، وتحادثه في تلك الساعة يوميًا، وليكن حديثك قصيرًا ولطيفًا وغامضًا بعض الشيء، افعل ذلك لمدة معينة تصل إلى عشرين يوم أو أكثر أو أقل، ثم اختف قليلا.
لا تكن متاحا طوال الوقت
بعد ان يعتاد رفيقك على التواصل معك حاول ان تبتعد برهة من الوقت، اجعله يستشعر أنه يفتقدك، ويسأل عنك ويهتم لأخبارك، وحين تأتيك رسائله تمهل قليلا قبل أن ترد عليه، لعله يستشعر معنى انتظارك، ويتذوق معنى ترقب الرد واللهفة التي تجعل القلب يخفق احتفالا بالعلاقة.
وأخيرًا; احذر أن تتجاوز أو تسمح للطرف الآخر بالتجاوز، أو تلبي كل طلباته لأن هذا التجاوز والتساهل سيكون الخطوة الأولى في هدم العلاقة وخسارة هذا الشخص.
هذا جميل