الحصول على قسط كافي من النوم ينعكس على الإنسان بصورة إيجابية جدًا، ويؤثر على ادائه الجسدي وحالته النفسية والصحية العامة، وتزداد التأثيرات الإيجابية كلما كانت تلك الساعات التي ينامها الإنسان أكثر عمقًا وهدوءً وكلما لمس تأثيرها الإيجابي على حيويته وطاقته وحالته النفسية والجسدية.
لذلك رأيت أن من المفيد جدًا أن أضمن هذا المقال بعض العوامل التي تساعد على الاستمتاع بنوم هادئ وعميق، أسأل الله أن ينتفع قارئي العزيز بهذا المقال.
عوامل تحقق لك النوم الهادئ والعميق
إغلاق جميع الأنوار: من السنن النبوية التي أتبت الواقع فائدتها وتأثيرها الطيب فيما يتعلق بالقدرة على النوم الهادئ العميق سنة إغلاق المصابيح وإطفاء أي مصدر للنور، فهذا يسبب حالة من الهدء والسكينة وراحة الأعصاب بصورة كبيرة جدًا، بينما انبعاث النور يعتبر وسيلة قوية لإيقاظ العقل والتأثير على الأعصاب وتنشيطها، يضاف إلى تلك السنة استحباب إغلاق الأبواب.
ترتيب السرير بفراش جيد ومريح: كلما كان فراش النوم نظيفًا ناعمًا وجيدًا كلما كان النوم اهدأ وأكثر عمقًا.
إخلاء الغرفة تمامًا من أي أجهزة مثل الحاسوب أو التلفاز أو الهواتف وغيرها: وجود أي أجهزة كهربية الكترونية من وسائل التسلية أو غيرها يعمل على انبعاث طاقات كهربية طوال الوقت، فتظل طاقة الغرفة في حركة مستمرة بسبب التيارات والإشعاعات مما يحفز خلايا المخ على اليقظة ويحرمها من الدخول في ثبات عميق، لذا يجب أن تكون غرفة النوم خالية تمامًا من مثل تلك المؤثرات.
تجنب وضع زجاجة ماء أو كوب ماء بجوارك: من العادات التي يمارسها كثير منا وضع زجاجة من الماء أو كوب ماء بجواره حتى يشرب منها لو استيقظ في الليل، وهذا الأمر يؤثر بصورة سلبية تمامًا على تحقق السكون والراحة التي تبعث على النوم، فقد فسر بعض المختصين في علوم الطاقة أن وجود قارورة ماء ينشر طاقة حيوية في أرجاء الغرفة ويساعد على النشاط واليقظة وهو عكس الاجواء المطلوبة للاستغراق في نوم عميق.
توفير التدفئة المناسب أو التهوية المناسبة بحسب حالة الطقس: درجة الحرارة المناسبة في غرفة النوم تمثل عاملًا قويًا في الحصول على نوم مريح وعميق أو عدمه، فالبرودة القارسة تحول دون النوم والحر المزعج أيضًا يمنع الانسان من الاستمتاع بالنوم، فينبغي بقدر الإمكان جعل الغرفة ملائمة باستخدام وسائل التدفئة أو تهوية المكان إلى الدرجة التي تعين على النوم.
ترديد الأذكار وقراءة ما تيسر من القرآن: ترديد الأذكار قبل النوم له تأثير السحر على الحالة النفسية والعصبية وخلو النوم من الكوابيس والقلق، وخاصة اذكار النوم التي علمنا إياها الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم- وكذلك آيات القرآن الكريم، فحين يشرع الشخص في قراءة ما تيسر من القرآن غالبًا ما يهاجمه النوم قبل أن يتم سورة أو اثنين من قصار الصور، وهي وسيلة للتحايل على الأرق.
تنظيم مواعيد النوم: تنظيم موعد النوم ليلا أو نهارًا يساعد الساعة البيولوجية للجسم على الانضباط، فيرتبط النمو بتلك المواعيد وبمجرد أن تحين تجد كل خلايا الجسم وأجهزته تدخل في حالة خمول وكسل وتستعد للنوم.
العمل طوال النهار أو ممارسة الرياضة: لا شيء يجعل الشخص يستمتع بحلاوة النوم كأن يأتي ذلك النوم بعد تعب وكد وانجازات، فإن كنت طالبًا فاحرص على استغلال ساعات نهارك في المذاكرة وتحصيل العلم ولا تضيعها في الخمول أو البقاء في السرير لفترات متأخرة، ابدأ يومك مبكرًا واملأه بالعمل لتهنأ بنوم هادئ وعميق، وكذلك سيدة المنزل والموظف والعامل الكل يجب أن يملأ يومه بالتعب ليتذوق لذة الراحة.
اجعل نومك ليلاً: البعض قلبوا الأمور وجعلوا ليلهم نهارًا ونهارهم ليلًا، فهؤلاء خالفو نظام الطبيعة التي خصت الليل بالسكون والثبات جعلت النهار بكل ضياءه وطاقاته ودفئه وحيوته وقت السعي والعمل والحركة، هؤلاء مهما توهموا أنهم ينامون بعمق وهدوء فهم لا يستمتعون بنفس الهدوء الذي يحصله شخص كيف نفسه على النوم ليلًا والاستيقاظ مبكرًا مع طلوع الشمس، ومواصلة العمل حتى آخر النهار، ليجد جسده يطلب النوم في وقته ويستجيب له.
في النهاية تذكرة: ما أطال النوم عمراً.. ولا قصر في الأعمار طول السهر. ولكن حين تقرر أن تنام فاحرص على توفير العوامل التي تجعلك تنام نومًا هادئًا وممتعًا، وتذكر أن لبدنك عليك حق.