أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك وتبدأ المرأة الحامل بالتساؤلات، وخصوصاً لمن هي في الشهور الأولى من الحمل حيث تمر فيها المرأة الحامل بأعراض مختلفة قد تمنعها من الصيام.
فترة الوحم تختلف من سيدة لأخرى، لماذا تظهر هذه الأعراض؟
بدأت ” د. نوف الأسمري” أخصائي النساء والولادة. حديثها بأن جميع السيدات تمر بمرحلة الوحم بسبب ارتفاع هرمون الحمل، وتختلف حساسية المرأة لهذا الهرمون من سيدة لأخرى، وكذلك شدة ارتفاعه، فالوحم موجود لدى جميع النساء لكن تختلف درجته، وهناك بعض العوامل التي تزيد من أعراض الوحم كفرط إفراز الغدة الدرقية أو القولون العصبي، وكذلك وجود حصوات في المرارة وما إلى ذلك.
وعند الحديث عن الوحم خلال الصيام قالت “د. نوف” أنه يختلف على حسب فترة الحمل، فعادة نحن نقسم الحمل إلى ثلاث مراحل أساسية الثلاثة أشهر الأولى والوسطى والأخيرة، فإذا كانت المرأة الحامل لا تعاني من أي مشاكل فلا مانع من الصيام ولا يوجد أي ضرر على الجنين، أما إذا كانت المرأة الحامل تعاني من الوحم الشديد يجب منعها من الصيام، لأنه يجب عليها تقليل كمية الوجبة وزيادة عدد الوجبات، ويجب عليها الابتعاد عن الدهون والمأكولات الثقيلة، ويجب عليها الابتعاد عن أي روائح قوية تهيج المعدة إلى أن تجتاز فترة الحمل الأولى ( الأنثى عشر أسبوع )، أما فترة الحمل الوسطى فهي ما نسميها ربيع الحمل فلا مانع من الصيام أبداً في هذه المرحلة، أما الثلاث أشهر الأخيرة فإذا لم يكن لديها أي مشاكل كالسكر أو الضغط فيجب منعها من الصيام لأنه من المعروف أنه تكثر الولادات المبكرة في رمضان بسبب الجفاف، فعادة نقول للمريضة إذا كان حملها طبيعي ولا تشعر بأي آثار يمكن لها الصيام ولكن إذا كان لديها أي مشاكل أو أعراض يجب عليها منع الصيام.
ما أكثر المواد التي تشعر المرأة الحامل أنها بحاجة إلى أكلها؟
قالت “د. الأسمري” أنه تأتينا حالات كثيرة، ومن أكثرها السيدات اللواتي يرغبن في تناول الشكولاتة والأيس كريم وكذلك المخللات، وهناك حالات غريبة حيث نجد بعض النساء تحب أن تأكل الطباشير أو الفحم وهذه السيدة يجب متابعتها لعدم حدوث أي مشاكل صحية لها.
بالنسبة للمرأة الحامل التي تنوي الصيام في شهر رمضان، كيف يمكنها توزيع وجباتها؟
ذكرت ” د. نوف الأسمري” أنه يجب على المرأة الحامل الصائمة أن تستمر في أخذ الوجبات بصورة صغيرة ومتقطعة من أذان المغرب إلى السحور، ويجب عليها أن تقل من أخذ الكافيين، والمحافظة على أخذ علاجها في أوقاته، ويجب عليها الحرص على أخذ فيتامين ب، ويجب التقليل من المجهود وأن لا تتعرض لحرارة شديدة طول فترة الصيام، فيجب أن يكون المجهود أقل ما يمكن، ويجب عليها كذلك مراقبة نفسها فإذا شعرت بأي عوارض يجب عليها مراجعة الطبيب المعالج وعدم إكمال الصيام لأن معها رخصة لذلك.
وعن المأكولات التي يجب الابتعاد عنها فعلى المرأة الحامل الابتعاد عن الدهون والمأكولات الثقيلة بقدر الإمكان، وفي المقابل تكثر من الخضروات والفاكهة، حيث يجب أن يكون الطعام صحي وخفيف في نفس الوقت، ويجب الاكثار من منتجات الحليب والزبادي.
و أضافت “د. نوف” أن المرأة الحامل في الثلاث شهور الأخيرة تشعر بالحرقة بسبب ضغط الجنين على المعدة، وهنا نصحت بأن على هذه السيدة التخفيف من الاشياء التي تزود الحرقة كالمشروبات التي تحتوي على الكافيين، والشكولاتة والمخللات، وقالت أنه هناك معتقدات خاطئة بأخذ النعناع أو الحليب وهذه معلومات خاطئة، وبالعكس يجب أخذ الخس والخيار والتفاح والمأكولات المحتوية على البوتاسيوم، وإذا لم تساعد هذه الأشياء على حل المشكلة نقوم بإعطاء حبوب لتقليل الحرقة وتأخذها مرتين في اليوم مساءً لعدم الشعور بها عند الاستيقاظ، وكذلك تأخذها صباحاً للتحكم في الحرقة باقي اليوم، كما نوهت أنه يجب عليها النوم بصورة معتدلة للتقليل من الارتجاع والشعور بالحرقة أثناء النوم.
هل تختلف الأشياء التي تقوم بها المرأة الحامل مع حملها عند تقدمها بالعمر؟
قالت “الدكتورة نوف الأسمري” أن هذا يعتمد على صحة المرأة، فعند التحدث عن حمل المرأة في عمر كبير فهنا نخاف لا قدر الله من ولادة أطفال غير طبيعيين، لكن إذا كانت صحتها جيدة فلا خوف من الحمل، أما إذا كانت صحتها غير جيدة فهنا نخاف عليها لأنها ستكون أكثر عرضة لسكر الحمل وضغط الحمل وتكون عرضة لأن يكون حجم الأطفال صغيرين وبالتالي زيادة فرص الولادة المبكرة.
وأضافت كذلك أنه يجب عليها عمل أشعة صوتية عند الأسبوع الثاني عشر من الحمل لقياس سماكة الرقبة للطفل وحجم الأنف بالنسبة للوجه فإذا تعدت الحد الطبيعي نتنبأ بأن هذا الطفل يمكن أن يكون غير طبيعي، وبالتالي نأخذ عينة من المشيمة لتحليلها والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية عند الجنين.