أنماط التفكير مختلفة ومتعددة ولكنها في النهاية تندرج تحت تصنيفين كبيرين أحدهما يطلق عليه التفكير الإيجابي والثاني يطلق عليه التفكير السلبي، والتفكير الإيجابي يشمل التفكير المتفائل والمتجدد والتفكير خارج الصندوق، والتطلع للأفضل وغيره.
وللتفكير الإيجابي سمات معينة وله تأثيرات إيجابية على مسار الإنسان ككل، وهنا سوف نفرد السطور التالية للحديث عن التفكير الإيجابي وسماته وكيف يؤثر بالإيجاب على حياة الإنسان ونجاحه، وأخيرًا كيف نتعلم التفكير الإيجابي وندرب عقولنا ومشاعرنا عليه؟
سمات التفكير الإيجابي وتأثيره على حياة الفرد
التفكير الإيجابي يتميز بالتركيز على الجوانب المضيئة والمشرقة في الحياة، مهما كثرت المحن والصعوبات، فأصحاب التفكير الإيجابي يجيدون العثور على طاقة النور مهما اشتدت الظلمة، كما أنهم يتميزون بالقدرة على تجاوز المصاعب والمتاعب في فترات قصيرة، فضلًلا عن عدم المبالغة في الحزن والتألم والسيطرة على الأفكار السلبية وتحجيمها قدر الإمكان.
أما عن التأثير الذي يحدثه التفكير الإيجابي على حياة الأفراد وانجازاتهم فهو كبيرٌ جدًا وجذري، فحين يستطيع الانسان تحجيم الأزمة وحصرها في أضيق الحدود يستطيع تجاوزها في فترات قياسية، من ثم ينهض مع كل مرة يقع فيها، ويتعلم من تجاربه ويحسن من أدائه، ولا يترك قلبه أو عقله أسير التّفكير السلبي أو المشاعر المحبطة مثل الندم والحزن والفشل وغيره، لذا فإنه غالبًا ما يحقق مكانة متميزة ونجاحا ملموسًا على كافة المستويات، ويتمتع بالتصالح مع الذات والرضا عن النفس، وتلك الأمور تعد مفاتيح السعادة والرضا.
كيف تدرب عقلك على التفكير الإيجابي؟
إذا كنت من السلبيين والمتشائمين الذين ينتقلون من مشاعر سلبية إلى مشاعر سلبية أخرى، ولا يرون من الحياة إلا الوجه العبوس، فيمكنك تدريجيًا أن تغير تفكيرك وتوجهه توجيهًا إيجابيًا، وستلمس تغيرًا رائعًا في حياتك وذلك من خلال النصائح التالية:
راقب أفكارك واعمل على فلترتها: مراقبة الأفكار بموضوعية وحيادية، فما تلاحظ أنه يأخذك في مسارات سلبية ومحبطة ويسبب لك القلق والتوتر فحاول أن تتجاهله وتقيده وتقلله وتستبدله، وما لا حظت من أفكار إيجابية بناءة فركز عليه وتفاعل معه ليزيد ويتسع.
تخلى عن التفكير الزائد: التفكير الزائد غالبا ما يفتح أمام العقل سبل التفكير السلبي ويولد التوتر والمخاوف بشأن المستقبل، أو الانخراط في الماضي وأخطائه وحسراته، لذا فهناك طرق رائعة للتخلص من عادة التفكير الزائد يمكنك البحث عنها وتعلمها، فهي طرق فعالة تمنحك الهدوء والتأمل وتخلصك من الأفكار المرهقة ذهنيًا ونفسيًا.
فكر في حدود اللحظة: ركز في حدود اللحظة أو اليوم الذي تعيشه، وكلما تجاذبتك أفكار الماضي وحكاياته توقف وأخبر عقلك أن كل ذلك عبث، لأن الماضي قد ذهب بكل ما فيه، ولن يعد، وإذا جنحت أفكارك للمستقبل فتوقف وأخبر عقلك أن المستقبل غير مضمون ولا معروف، فقط ركز على يومك وتفنن في جعله رائعًا.
ردد العبارات الإيجابية: عود لسانك على استبدال العبارات السلبية بأخرى إيجابية، حتى وإن لم تكن مقتنعا بما تردده، فإن الكلمات الإيجابية مع الوقت ستجعل عقلك الباطن يصدقها ويتجاوب معها، وستغير حالتك المزاجية ورؤيتك لما حولك.
توقف عن الشكوى: الذين يفكرون بطريقة سلبية لديه مقدرة عجيبة على العثور على نقطة مؤلمة ومصدر ازعاج في كل التفاصيل، وكما يقال أن الإيجابي يرى حل في كل مشكلة، في حين الإنسان السلبي يرى مشكلة في كل حل، ومن ثم فهم دائمو الشكوى والضجر، فإن كنت من هؤلاء فتوقف عن الشكوى فورًا لتغلق بابًا من أبواب السلبية.
اعلم أن كل شيء مؤقت مهما كانت صعوبته: صحح نظرتك للحياة وتقييمك لها، واعلم أن الحياة الدنيا دار ممر وليست دار مقر، فكل شيء سيمر، فمشكلتك ستمر وألمك سيمضي وأزمتك سوف تصبح عما قليل دربا من الماضي، لذا فهون عليك ما حولك من الضغوط واعلم أن كل شيء سيصبح على ما يرام.
احرص على الاسترخاء والابتعاد عن مصادر التوتر: حين تحاصرك الأفكار السلبية وتسير على قلبك وعقلك، فيجب أن تبتعد قليلا وتنعزل عن مصادر التوتر، فيمكنك الذهاب على مكان هادئ والاسترخاء قليلًا، حتى تصل إلى حالة من الهدوء والسكينة تعيد تقييم الأمور.
تغلب على الفراغ: الفراغ يأخذك إلى متاهات التفكير السلبي ويفتح أمامك أفاقًا من الأفكار السيئة، لذا فلا تسمح له بالسيطرة عليك، ويمكنك أن تشغل نفسك بذكر الله أو قراءة القرآن أو التحدث مع شخص مقرب إليك، حتى تغلق أبواب الشيطان.
وختامًا: اعلم عزيزي القارئ أنك لو راقبت أفكارك بذكاء واتبعت طرق تشتيت الأفكار السلبية فستلاحظ أن نظرتك كلها بدأت تتغير ومشاعرك أيضًا بدأت ترتقي وتخرج من نفق السلبية القاتم.