الزواج خطوة من أهم الخطوات التي تكتمل بها حياة الانسان ويستقيم معها مستقبله، فهو السبيل إلى اشباع عدة احتياجات نفسية وأدبية وجسدية أيضًا، لذا فإن كل أنثى تأتي في وقت معين وتبدأ البحث عن شريك الحياة، أو بمعنى أدق –تبدأ رحلة انتظار شريك الحياة، وهذا وفقا لثقافة وأعراف المجتمعات التي ننتمي إليها، وكلما طال انتظار الأنثى لفارس أحلامها كلما تعثرت أحلامها، وتبددت مشاعرها وكثرت الصراعات بداخلها، وكلما انتظرت كلما أصبحت فرص الاختيارات الموفقة لشريك الحياة اقل، وزادت قائمة تنازلاتها عن مواصفات وشروط كانت تطمح إليها.
وفي هذا المقال سوف نحاول أن نصحح بعض المفاهيم ونتعرف على الطريقة المثلى للتعامل مع هذا الوضع ما ينجم عنه من مشاعر، بحيث تصل الفتاة إلى أفضل حالة نفسية ممكنة وتكون على درجة من الوعي تسمح لها بفلترة مشاعرها وأفكارها، ومن أهم النصائح التي يمكن أن تساعدك على اجتياز تالك المشكلة ما يلي:
أهم النصائح التي تساعدك على إجتياز مشكلة تأخر الزواج
تقبلي شعورك بالاحتياج: في فترة ما يصبح الاحتياج إلى وجود رفيق لرحلة الحياة طبيعيًا جدًا ومنطقيًا، ولكن نظرا لثقافتنا الشرقية والعربية فإن معظمنا ينظر لذلك الاحتياج على أنه نقص أو ضعف أو نحو ذلك، فيمثل الشعور بالاحتياج عبئًا على من تعانيه فضلًا عن المكابرة والرغبة في إخفاء هذا الشعور، لذا فيعتبر ألف باء التصالح مع النفس أن تتقبلي تلك المشاعر وتسمحي بها ولا تخجلي منها، تقبليها لتمر بسلام دون أن تترك أثرًا على روحك.
حاولي البحث عن الاكتفاء الذاتي: طبيعي أن تحتاجي لمن يشاركك الرحلة ولكن إن تأخر قدومه لا تقفي في انتظاره بل ابحثي عن الاكتفاء في نفسك وقدراتك، الاكتفاء المادي والأدبي والنفسي أيضًا وذلك بالاجتهاد والعمل والطموح والثقة بالنفس والتصالح معها.
احذري الفراغ وآفاته: الفراغ هو العدو اللدود لتجاوز الأزمات والوصول إلى مرحلة الرضا، فالفراغ يعني سرقة العمر وضياعه وهو وسيلة الشيطان لفتح أبواب الشر والقلق والاكتئاب والذنوب على مصراعيه ، لذا احرصي على تعمير كل ساعة في وقتك بما يفيدك في دنياك وفي آخرتك.
عيشي تفاصيل الحياة المتاحة لك بسعادة: انظري دائمًا إلى الجانب المشرق استمتعي بالفترة التي تعيشها، فبقدر ما يعتبر الزواج نعمة ومتعة واستقرار فهو مسئولية كبيرة أنت معفاة من تحملها حاليًا، فاستغلي تلك الفترة في الخروج وتكوين علاقات بناءة وممارسة ما تحبين من الهوايات والأنشطة، وإياك أن تؤجلي حياتك أو تجعلي سعادتك مرهونة بحدث معين.
كوني راضية عن نفسك وواثقة بذاتك: هناك ربط مغلوط بين امكانيات الفتاة وصفاتها ومزاياها وبين تأخر زواجها، وهذا الربط يزيد من شعور الفتاة بالأزمة والنقص، مع أن الواقع يؤكد خلاف ذلك فالزواج محض رزق والشواهد تؤكد أن هناك كثير من النساء ذوات القدر المحدود جدًا من الجمال والامكانيات والمزايا رزقن بأزواج صالحين، وهناك الكثير أيضًا من ذوات الحسب والنسب والجمال تأخر رزق الزواج عنهن، فالأمر ليس دليلًا أبدًا على أنك ناقصة أو لا تستحقي السعادة أو أن غيرك من قريناتك أفضل منك أبدًا.
لا تسمحي لأحد أن يمارس عليك أي ضغوط.
كون حاسمة في ردودك معتزة بنفسك، ولا تسمحي لسهام النقد المسمومة أن تخترقك.
وسعي دائرة علاقاتك: اتساع دائرة العلاقات يزود فرص الالتقاء بالأشخاص المناسبين، فضلًا عن كونه يشبع احتياجك للعلاقات الاجتماعية ويشتت تركيزك على المشكلة، ويجعلك تتمتعين بالصحبة والمؤنس، ويقلل مشاعر الوحدة التي غالبًا ما ترتبط بتلك المرحلة.
تعلمي فن الرضا عن الحياة: الرضا عن حياتك أمر ضروري للتمتع بالسلام النفسي، وهذا الأمر يقتضي أن تنظري إلى ما في يدك من النعم التي حباك الله بها، وتستشعري قيمتها وحرمان بعض الخلق منها فتصلي إلى مشاعر الرضا والامتنان والشكر لله عز وجل، وهذا في حد ذاته سبب من أسباب الرزق وتيسير الأمور وجلب السعادة.
كوني متفائلة وتوقعي دائمًا الأفضل: الأنثى المتفائلة لها رونق خاص وشعور بالطاقة والتجدد، يبدو على ملامحها وطريقة تعاملها، ويترك انطباعًا رائعًا عند من تلقاهم، فضلًا عن أن الله عز جل عند حسن ظن عباده ومن ثم فكلما كانت توقعاتي طيبة وسعيدة كلما كانت حياتك المستقبلية رائعة والفرحة منك أقرب.
اهتمي بمظهرك وطوري نفسك دائمًا: اهتمامك بمظهرك وتطوير مهاراتك يترك لديك شعورًا بجدوى حياتك وأهميتها وعدم خوائها من القيمة، كما يساهم في شعورك بالإنجاز والرضا عن النفس ويمنحك الثقة أيضًا وكل هذه المشاعر الإيجابية لها مفعول السحر على سعادتك وواقعك
وختامًا: تخيلي بدقة ملامح الحياة الزوجية التي تتمنين، وارسمي تفاصيلها وصدقيها، وارسلي للكون طاقة الأمل والثقة في غد أفضل.