من أصعب الابتلاءات التي يمكن أن يمر بها أب او أم أن يرزق بطفل غير طبيعي أو معاق بشكل أو بآخر، ففي هذه الحالة يصبح هناك عبئًا إضافيا يلقى على كاهل الأسرة، لكي يستطيع الطفل الوصول إلى بر الأمان وتحقيق الحد الأدنى من الاستقلالية والاعتماد على النفس، وتهيئته لتحمل مسئوليته فيما بعد.
فضلًا عن هذا العبء فإن الألم يعتصر قب الأم والأب مع كل لحظة ترى طفلها غير قادر على الاستمتاع بحياته بصورة طبيعية مثل اقرانه، وحين تحرم نعمة الاستمتاع برؤيته ينمو أما م عينها بسلام ويتطور ويرتقي في معارفه وقدراته، ولكنه أمر قدري لا دخل لأحد فيه، ولا يملك كائن من كان تغييره، وتعد مرحلة اكتشاف المشكلة للوهلة الألى ومحاولة استيعابها المرحة الأصعب على الأطلاق، يليها محاولة التقبل والتكيف ثم التعامل مع المشكلة.
وهنا سنخصص السطور القادمة لكل أم رزقت بطفل معاق وتريد أن تعرف كيف ينبغي أن تتعامل معه، حتى تستطيع تحقيق أفضل حالة ممكنة من التواصل البناء ومد يد العون والمساعدة الحقيقية للطفل.
نصائح للتعامل مع الطفل المعاق
إليك عزيزتي الأم التي اصطفتها الأقدار لهذا الابتلاء العظيم والامتحان الصعب في الأمومة والعطاء والصبر والرضا بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع طفلك ومساعدته على التكيف والاندماج مع ما يحيط به، والتي من أهمها ما يلي:
تقبل الطفل وتعميق الشعور بالرضا لدى الأم: تحتاج الأم أن تؤهل نفسها عقليًا ونفسيًا للمرحلة الجديدة، بمعنى أن تتخلص من حالة الرفض والحزن التي تسيطر عليها وتحمد الله على ما رزقها، وتستعين به عز وجل ليرزقها الرضا والصبر على ما حدث، وأن تذكر نفسها بثواب الصبر والصابرين وتتوكل على الله حق التوكل، وتتمسك بالدعاء له فهو طوق النجاة وهو سر الطاقة والمدد من الله عز وجل.
التعاطف مع الطفل: بعض الأمهات يتعاملن مع الطفل المعاق بعصبية شديدة وكأنهن يحملن الطفل ذنب الإعاقة، وخاصة إذا تعرضن لمواقف محرجة أو مثيرة للخجل، وهذا نوع من الظلم الذي يؤذي الطفل جدًا، ويجعل حالته تسوء فأصعب ما يواجه الطفل المريض بالإعاقة أن يستشعر الرفض من أقرب الناس إليه.
احتضان الطفل والتودد إليه: الحب والحنان الذي يغمر الطفل ويساهم في تهدئته نفسيًا في التخفيف من حدة العصبية أو النوبات التي يتعرض لها الطفل، كما يبني جسورًا جيدة من التواصل بين الطفل والأم ثم بينه وبين العالم الخارجين، فإذا كان الأطفال الأسوياء والأصحاء يحتاجون بشدة إلى الحب والحنان فمن باب أولى الطفل المريض.
احذري التمييز في معاملة الطفل المعاق: التمييز في التعامل مع الطفل المعاق من الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الأمهات، فمنهن من تميز الطفل بالحب والاهتمام والحنان الزائد والمبالغ فيه، فتؤثر عليه سلبًا فيصبح ضعيف الشخصية والقدرات ولا يستطيع الاعتماد على نفسه في اكتساب مهارات أو تعزيز أي من قدراته، كما قد يجعله مكروها من اخوته ومحل حقد وحسد منهم.
بينما تعمد بعض الأمهات إلى نوع أخر من التمييز وهو التمييز السلبي، بإقصائه عن الناس في الأكل والشرب وعدم مشاركته في أنشط الأسرة وعدم السماح له بالخروج أو استكشاف العالم الخارجي وذلك بدافع الخجل والخوف من أن يتسبب لهم الطفل في حرج، وهذا بالطبع من العنصرية والظلم الكبير لأنه يحرم الطفل من حقه في ممارسة الحياة بما فيها والتعرف عليها، واستكشاف أسرارها، من ثم يحرم من المعرفة والتطور النفسي والعقلي.
ابذلي كل ما في وسعك لتعليمه: الطفل المعاق مثله مثل أي طفل آخر له الحق أن يتطلع لحياة أفضل مما هو عليها الآن، ومن ثم فمن حقه أن يتعلم، يتعلم كل شيء وأي شيء يمكنه تقبله واستيعابه، فمثلا يجب أن تعلميه مهارات التعبير عن نفسه والتعبير عن احتياجاته بأفضل طريقة ممكن تمكن الأخرين من فهمه، وتختلف الطرق باختلاف نوع الإعاقة، كذلك يجب أن يتعلم القيام ببعض الاحتياجات الشخصية مثل قضاء الحاجة، والاستحمام والنظافة الشخصية، واللبس وتناول الطعام بنفسه بطريقة مقبولة، وتختلف استجابة الطفل باختلاف نوع الإعاقة، ومن ثم يجب أن تصلي معه إلى أفضل مستوى ممكن، وهذا أمر في غاية الأهمية حتى إذا ما بقي طفلك وحيدًا أو اضطررتِ لتركه لا يمثل عبئا ثقيلًا على الغير.
علميه ما يمكن أن يستوعبه من أمور دينه: من أسمى الغايات أن تعلم الأم طفلها أمور دينه وتجعل منه لبنة صالحة، وهذا الأمر يتأكد في حق المعاق.
امنحيه فرصة للاستماع والتعلم: يمكنك مراقبة طفلك عن بعد وتركه يتعلم ويستكشف، ويحب احترام رغباته واكتشاف مواهبه فقد يكون موهوبًا وقد يكون لديه بعض الملكات الخاصة.
وختامًا: افعلي ما بوسعك واحتسبي أجرك عند الله، وثقي ان الله لن يخيب أملك، ولن يضيع جهدك هباءً.