انطواء الطفل واختياره لعالم مغلق على نفسه أمر مزعج جدًا ومقلق، لأنه ينذر بمشاكل مستقبلية وعجز عن التكيف مع مجريات الحياة ومتطلباتها، الأمر الذي يقلق الأمهات ويثير غضبهن أحيانًا، فقد تجد أمًا من شدة قلقها على الطفل تعنفه وتصفه بأوصاف قاسية كلما رأته متمسكا بعزلته ولديه عزوف عن الاندماج مع غيره، وهذا بالطبع خطأ فادح.
وهنا سوف نقترب قليلًا من أهم السمات التي يمكن أن تجعلك تصفي طفلك بأنه طفل انطوائي، وأهم الأسباب المؤدية إلى ذلك، ثم نتطرق للحديث عن التعامل الأمثل مع تلك المشكلة.
سمات الطفل الانطوائي
يطلق على الطفل أنه انطوائي إذا لوحظ في سلوكه ما يلي:
• العزلة والميل إلى البقاء منفردًا.
• عدم المشاركة في الأنشطة أو الألعاب الجماعية.
• الكتمان وعدم التعبير عما في داخله.
• الحساسية الشديدة تجاه النقد.
• الارتباك والتوتر عند الاحتكاك بتجمع من الناس وخاصة في غياب الوالدين أو أحدهما.
• كما يلاحظ فيه أنه سلبي يكتفي بالمشاهدة دون تعليق أو تفاعل.
أهم الأسباب التي تجعل الطفل انطوائيًا
الأسباب كثيرة ومتعددة وتدور جميعها في فلك الشعور بالنقص والدونية وعدم الرضا عن النفس، والتي يمكن أن تتخذ عدة صور منها:
• شعور الطفل بأنه أقل درجة من غيره في المظهر أو المأكل أو الملبس، فيتولد عنده شعور بالخجل من التواجد مع الناس ويفضل الاختفاء.
• العيوب الخلقية أو الأمراض التي تؤثر على بنية الطفل وملامحه الخارجية.
• تعرض الطفل للنقد أو الإحراج أمام الناس قد يسبب له قلق رهيب من مواجهتهم.
• ارتباط الطفل الزائد بالوالدين أو أحدهما يجعله يفقد الأمان في غيابهم ويفضل العزلة.
• تعرض الطفل للسخرية أو الانتقاد المتكرر من والديه يهدم ثقته في نفسه.
نصائح رائعة للتعامل مع الطفل الانطوائي
هناك نصائح لو اتبعتها الأم فستنجح في الحد من سمة الانطوائية عند الطفل وتؤهله للاندماج السوي في الحياة ومن أهم تللك النصائح ما يلي:
• أن يهتم كل من الأم والأب بتعزيز الثقة في النفس لدى الطفل وذلك من خلال تشجيعه والحديث معه بحب واحترام، والتركيز على انجازاته ووصفه بأوصاف إيجابية، بحيث تزيد ثقة الطفل بنفسه ويرى نفسه بصورة مرضية، فلا يخجل من الآخرين.
• يجب على الوالدين أن يتحليا بالصفات الاجتماعية الطيبة وأن تكون علاقاتهما الاجتماعية جيدة، ليستوعب الطفل أهمية تلك العلاقات ولا يرفضها.
• يجب على الوالدين بقدر الإمكان توفير الاحتياجات اللازمة للطفل حتى لا يشعر بين أقرانه بالخجل أو النقص.
• ترك مساحة من الحرية للطفل في الدفاع عن نفسه والتعامل مع ما يواجه من مشكلات ورفع الحماية الزائدة عنه.
• دمجه في تجمعات صغيرة مثل دمجه مع اخوته أو طفل أو اثنين من أقاربه حتى يكسر حاجز الخوف، ثم دمجه في مجتمع الدراسة الذي يبدأ من الحضانة.
• الانفصال عن الأم وتعزيز قيمة الاعتماد على النفس.
• إذا كان الطفل مصاب بمشكلة في بنيته أو شكله فيجب على الأبوين التحرك لعلاجها فورًا.
• مساعدة الطفل على اكتشاف موهبة متميز فيها والعمل على تنميتها لأن الموهبين نادرا ما يكونوا انطوائيين.
• عدم تعريض الطفل للإحراج أو النقد أمام الآخرين تحت أي ظرف.
• الاحتواء العاطفي ومنح الطفل ما يحتاجه من الحب والتقدير وإشعاره بالأهمية.
• دعوته للمشاركة في أحاديث الأسرة وسؤاله عن رأيه، فضلا عن الاستماع والاصغاء باهتمام لما يقول ومناقشته، فهذا يشجعه على التعبير عن نفسه ويقلل من مخاوفه.
• مدح انجازات الطفل باستمرار حتى إن لم تكن كبيرة.
• توفير بيئة هادئة ومستقرة يسودها الحب والاحترام والسلام النفسي.
وأخيرًا: يجب أن يكون لديك يقين أن لك أنت الأم الدور الأعظم في حل تلك المشكلة من خلال كلماتك وأفعالك، فالطفل الذي يرى أما واثقة من نفسها قوية قادرة على الاندماج السوي والتأثير فيمن حولها سينشأ غالبًا على نفس الصفات، أما من يرى أمًا ضعيفة مهزوزة الثقة أو مستضعفة من أي شخص فسيفقد المثل والأمان ويلوذ بالوحدة والهروب إلى عالمه الخاص، كوني لطفلك القدوة والمثل، فأنت أقدر الناس على توصيل رسائل إيجابية أو غير ذلك.