قد تختارين زوجك من بين كل الرجال الذين قابلتيهم في حياتك، وكلك يقين وثقة أن لا أحد يناسب شخصيتك وطباعك غيره، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تكون كافة الطباع والسجايا تسير وفق هواك، ولا تبعًا لميولك، فهناك من الأزواج من يتمتع بكافة المزايا وهو على درجة عالية من الرقي والأخلاق غير أنه عصبي الطبع، ومنهم من هو كريم محترم مثقف وملتزم غير أنه غيور بعض الشيء، ونظرًا لكل المواصفات الجيدة والتعامل الانساني اللطيف يجب على الزوجة أن تحتمل ما قد يبدوا لها من بعض الطباع الصعبة، وتتعامل معها بذكاء حتى لا تفسد حياتها، ومن تلك الطباع التي تزعج النساء الغيرة. وهنا سنبحث معا عن افضل طرق التعامل مع غيرة الزوج والسيطرة عليها بما لا يكدر صفو الحياة.
ماهي الغيرة؟ وماهي علاماتها؟
الغيرة شعور من المشاعر التي تصاحب الحب غالبًا وهي الرغبة في الاستئثار بالمحبوب كلية، باهتمامه وحبه ووصله وفي بعض الأحيان وقته وطاقته، وهي من المشاعر الرائعة متى بقيت في إطار مقبول وغير مبالغ فيه، فالزوجة تسعد جدًا بغيرة زوجها عليها وتشعر معها بالحب وترضي غرورها، وتشبع أنوثتها إلى أبعد الحدود، لكنها في أحيان أخرى تصل إلى حد المراقبة والشك وتضييق الخناق، وهنا تشعر الزوجة بالأزمة وتبحث عن طرق لتتكيف مع الزوج الغيور بحيث تصل بالعلاقة إلى بر الامان ولا تعرض بيتها للهدم.
أما علامات الغيرة فهي متعددة وتختلف باختلاف درجتها عند الزوج من أهم أماراتها ما يلي:
• التدخل في كل تفاصيل المرأة وخاصة لباسها وخروجها وعلاقاتها.
• المراقبة لكل سلوكياتها وخطواتها.
• الغضب والانفعال عند تواصل الزوجة مع الآخرين وخاصة من الرجال.
كيف تتعاملين بذكاء مع غيرة زوجك؟
قبل التعرف على طرق التعامل مع غيرة زوجك يجب ان تفهمي أولًا أن مشاعر الغيرة مشاعر قاسية ومرهقة للزوج جدا، وأنه ليس بإمكانه دفعها أو التخلص منها بسهولة، فهي كالنار تتأجج في قلب الزوج فتعذبه وتشقيه فيضطر إلى تفريغ هذا العذاب في وجهك ويحاول التضييق عليك، كما يجب أن تفهمي أن غيرة الرجل حب شديد وخوف أيضًا وشعور بعدم الثقة في نفسه أو حبك له، لذا تعاملي جيدا مع أسباب الغيرة لتتخلصي من إزعاجها قدر المستطاع، وانتبهي جيدا للنصائح التالية:
• تفهمي مشاعر الغيرة التي تصدر عن زوجك، ولا تسيئ تفسيرها ولا تهاجميه بعنف.
• اعط زوجك المساحة التي يريدها من الاطلاع على كل تفاصيل حياتك، مكالماتك الهاتفية، خروجك وزياراتك لأقاربك، وحضورك للمناسبات الاجتماعية المختلفة، وإياك أن تحيطي نفسك بالأسرار أو الغموض
• تقبلي رغبته في مصاحبتك في مشاوريك الخاصة ولا تبدي استيائك.
• امنحيه الحب واظهري له دائما أنك فخورة به وأنك في قمة السعادة بسبب الانتساب إليه.
• اشبعي رغبته في الثناء والمدح واشكريه وخاصة أمام الآخرين.
• في وجوده معك امنحيه كل تركيزك واهتمامك وكأنك لا ترين غيره، اجعليه يطمئن لك ويثق أنك تحبينه حد العشق.
• لا تبالغي في التواصل بالأشخاص الذين ينزعج منهم واجعل علاقتك بهم في أضيق الحدود الممكنة، وللضرورة فقط.
• إياك والعند أو الاصرار على ما يرفض من الخروج أو الملابس أو غيره، فهذا يحول الغيرة إلى عند.
• لا تكفي عن أسماعه كلمة “احبك” فهذه الكلمة لها مفعول السحر، ترضيه جدا، وتجعله يثق بنفسه.
• لا تقارني حياتك بحياة غيرك من النساء، وخاصة في حضوره، ولا تقارنيه هو بأي مخلوق غيره ولو كانت هذه المقارنة في أبسط الأمور.
• اجعليه محور اهتمامك، واقنعيه أن رأيه هو أكثر ما يهمك، وأنك لا تلتفتين لثناء غيره ولا يغريك اعجاب غيره.
• أما النصيحة الأخيرة فهي أن تبالغي في الستر، وتتخلى عن السفور أو اظهار زينتك للدنيا بأسرها، وغضي بصرك، وغضي صوتك، فالمرأة المستترة كالدرة المكنونة لا يشقى بها من يملكها.
وختامًا: اعلمي أن مفتاح العلاج لكل الطباع المزعجة في ثلاث كلمات، الحب والاحتواء والصدق، فمتى أشعرته بالحب وتمكنت بالهدوء من احتواء غيرته وامتصاص غضبه، ومتى التزمت الصدق والوضوح في كل ما يخصك، أغلقت أبواب الشك، وسعدت بغيرة زوجك “المعتدلة”.