الإنسان، هذا الكائِن الاجتماعي الّذي يتغذّى على وجود الأخرين من حَولِه، وكلماتهم عنه وله، وثناءهم عليه، ولكن أحياناً يتحوّل الأمر من مُجرّد اهتمام برأيهم إلى مرحَلة جعل أراءهُم هي المُحرِك الأساسي للحياة، وحينها تحدُث مشكِلة كبيرة، حيثُ أنّه من غير المُحبّذ التأثّر بكلام النّاس لهذه الدّرجة.
متى يتم التأثر بآراء الأخرين !
تقول الاختصاصية في علم النفس، ستيفاني غانم، إن للأسف في العالم العربي يتم تربية الأطفال منذ الصغر على التأثر بكلام وأفكار ومعتقدات الأخرين، وتتم التربية أيضاً على أخذ الحذر عند التحدث والحَثّ دائِماً على التصرف بشكل يرضي من حولنا.
بالإضافة إلى التّربية على الخوف. يعتمد التأثّر بكلام الأخرين على حسب أسلوب مقدِّم الرأي، فأحيانا عندما يعبر الشّخص عن رأيه بأسلوب غير مُهذّب حتى إذا كان رأيه سليم ومفيد إلا أن لن يتم سماع رأيه وتقبّله بسبب أسلوبه.
ولكن عند سماع رأي أخر بأسلوب بهذب ومحترم حينها سيكون لدى الإنسان القابلية في التحاور وسماع الرأي بشكل كامل وبعد ذلك سيتمكن الإنسان من التفكير في هذا الرأي ويحاول أن يتفهمه وحينها ستتقارب وجهات النظر وربما يقتنع الشخص بهذا الرأي.
الفرق بين الحكم الاجتماعي والرأي الاجتماعي
الحكم الاجتماعي غالبا ما يكون مسبق لأن الحكم يختصر كل شيء حدث في كلمتين بدون النظر إلى باقي أفعال الشخص، وبطبيعة الحال عندما يتم الحكم على شخص يبدأ الشخص لا إرادياً في الدفاع عن نفسه ولن يأخذ هذا الحكم بعين الاعتبار.
تدور الأحكام بدائرة مفرغة لأن غالباً الشخص الذي يحكم على الناس يكون هو الشخص الذي يخاف من أحكام الأخرين، لذلك يتجه إلى الحكم على الأخرين لأنه يبني تصرفاته من خلال نظرة الأخرين له.
لكن الرأي يكون مجزأ ولا يختصر على تصرف واحد تصرف بل يكون مبني على العديد من التفاصيل ويسمح الرأي بحدوث حوار بين الطرفين. عادة الأشخاص الذين يقولون إنهم لا يهمهم آراء الأخرين يكونون هم أكثر من يخاف من أراء الأخرين، وقولهم هذا يعتبر نوع من الهجوميّة للطرف الآخر.
أما الأشخاص الذين لا يهمهم آراء الأخرين بالفعل هم الأشخاص الذين يعيشون حياتهم في سلام ويتقبلون الآراء الأخرى التي تقدم بشكل مهذب.
نصائح لتقبل الرأي الآخر دون التسبب في أذية أنفسنا أو الأخرين
- معرفة رأي أنفسنا.
- أن تُبنى آراءنا على دراسات ووقائع وأبحاث.
- اختيار الشخص المناسب.
- يجب أن يتم الاتفاق على أن الحوار بالمحتوى ليس على المحمل الشخصي حتى لا يتحول الحوار إلى هجوم.