تُعد فترة المراهقة فترة صعبة كما أنها تعتبر من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان، وهي مجرد محاولة شرسة من المراهق لإثبات الذات حيث أن المراهق الذي يتعرض للحرمان عند المقارنة بينه وبين غيره قد يكون عُرضة للاكتئاب، يرى طموحاته ويستمتع بها غيره وعلى النقيض الفتي المدلل يحقق له أهله كل المطالب مما يقتل بداخله الطموح فلا يرى في الدنيا شيئاً جديداً يمكنه تحقيقه ويصل إلى نفس النتيجة في النهاية وهي الاكتئاب.
كيف تؤثر التربية على الإنسان في مرحلة المراهقة؟
ذكر الدكتور عمرو عادل ” الاستشاري النفسي والأسري ” أنه كما يقول ألفريد أدلر في كتابه الطبيعة البشرية في هذه النقطة أن تربية الطفل بالإشباع وتربيته بالقسوة والعنف والحرمان تؤدي لنفس النتيجة وهي الاكتئاب، والمراهق وهو صغير كان طفلاً والطفل كلما لبينا له كافة احتياجاته فإن ذلك عكس ما نتصور جميعاً أننا نشبع عنده رغباته وإنما نحن بهذا الفعل نعزز لديه دائرة العوز بداخله مما يساعده على الاعتياد على الحاجة الملحة كما نرى في بعض الأطفال الصغار الذين يبكون بدون أي سبب.
يجدر الإشارة إلى أن تلبية الطفل نفسه بالإشباع تؤدي في النهاية إلى أن يصل المراهق إلى نقطة عدم احتياجه لأي شيء في الحياة نتيجة تحقيق كافة ما يريده مما يجعله يفقد الأمل والطموح دون أن يكون لديه خطة واضحة للمستقبل وليس لديه أي هدف.
على الجانب الآخر، يشعر الطفل الذي تربى على الحرمان والقسوة برفض الذات والمجتمع له ويرى نوافذ مفتوحة أخرى على العالم كالفيس بوك والتلفاز وغيرها من الأشياء التي يرى نفسه أمامها صغيراً خلال فترة المراهقة ويشعر بوجود فجوة كبيرة بينه وبين العديد من أقرانه، لذلك يجب أن يدرك الآباء أنه عليهم رفع معدل الرضى لدى المراهق لأن ذلك سيؤثر تأثيراً إيجابياً على مرحلة المراهقة – وفق ما ذكره الاستشاري التربوي عمرو عادل.
ما رأيكم أن تجدوا هنا أيضًا: أسماء أولاد مختارة ومنتقاة بعناية «بمعانيها»… لأحلى وأجمل اسم للمولود الجديد
كيف يمكننا الموازنة بين ما نقدمه لأبنائنا وبين ما نستطيع فعله لهم؟
من الضروري منذ البداية أن نربي أطفالنا على أهمية تحمل المسئولية خاصة في حالات الانفصال التي يصعب على الأم وحدها تربية ابنها، ومن ثم يستوجب عليها مشاركته في المسئوليات التي يقوم بها دون أن تقوم الأم بترفيه ابنها نظراً لغياب أبيه عنه مما يتسبب في سوء تربيته.
بالإضافة إلى ذلك، على سبيل المثال إذا أراد الطفل شراء شيء ما فإنه يستوجب علينا الحديث مع الطفل وتحديد بعض المسئوليات والالتزامات التي تقع على أكتافنا ونشاركها معه وذلك يجعل الطفل يكبر متحملاً مسئوليته دون أن يكون عبئاً على غيره لأنه لم يُربى بالرفاهية التي تولد وتخلق لنا مراهق وشاب في غاية الأنانية اعتاد الأخذ ولم يعتاد على العطاء لزوجته أو أمه وأبيه، لذلك يشعر مثل هؤلاء المراهقين بحالات اكتئاب شديدة وحالات من الرفض القاسية للمجتمع كما يحدث لديهم تغيرات عاطفية لا يدركها من يعيشون حولهم ويعاني المراهق بأزمة كبيرة نتيجة حدوث تغيرات في الوظائف الجسدية عنده بسبب وجود تغيرات في الهرمونات وكيمياء الجسم والناقلات العصبية نفسها.
كيف يمكن للأهل معرفة علامات الاكتئاب عند المراهق؟
من العلامات السهلة التي تظهر على المراهق الذي يعاني من الاكتئاب والتي يمكن للأهل أن يشعروا بها هي الانطوائية بجانب الشعور بفرط الحساسية تجاه أي موقف كما أن المراهق المكتئب عادةً ما يعاني من الجدال المستمر والحساسية تجاه الاهتمام لأنه في حالة حرمان مستمر من الاهتمام ومن ثم يشعر بالدونية الكبيرة ممن حوله ويضع نفسه دوماً في مقارنة مع الآخرين.
وأخيراً، للوقاية من تعرض أبنائنا لحالات الاكتئاب يجب علينا تعليمهم في مرحلة ما قبل المراهقة أعراض هذه المرحلة وأن ما سيشعرون به خلال فترة المراهقة هو شيء طبيعي، وهذا يعتبر إجراء وقائي قبل حدوثه.
أما في حالة حدوث المشكلة فيجب على المراهق ضرورة زيارة المختص لأنه قد يكون قد وصل إلى حالة من حالات الاكتئاب الحاد قد يصل به إلى بعض الأمراض الخطيرة، هذا إلى جانب التعزيز الإيجابي لحالة المراهق لأن النقد الواسع والمقارنة بينه وبين غيره تزيد من حدة الاكتئاب وربما الانتحار.