يأخذ العديد منا بعض القرارات المتسرعة أو الخاطئة مثل التوقف عن التدخين أو الذهاب إلى النادي إلخ إلخ.. من هذه القرارات التي لا يتم تنفيذها.
ما هو مفهوم كلمة ” قرار “؟
تقول الدكتورة “عبير جبجي”، إذا كانت هنالك مشكلة نود لها حل معين أو إذا أردنا أن ننتقل من مكان ما إلى مكان آخر فإننا إذن نكون إزاء اتخاذ قرار مناسب.
يمر علينا كل يوم قرارات سهلة وبسيطة ويتم اتخاذ تلك القرارات كل يوم مثل الطريق الذي نتخذه حتى نتجنب عجلة السير بالإضافة إلى ماهية الأكل والشرب وأين يمكننا الذهاب اليوم إلخ إلخ..، كل هذا يندرج تحت القرارات السهلة والبسيطة والتي لها عواقب بسيطة ولا يمكنها التأثير على حياتنا.
على الجانب الآخر، هناك القرارات الصعبة والمصيرية في حياتنا والتي حتماً ستؤثر على حياتنا مثل قرار اختيار الشريك المناسب وبعض القرارات الأخرى مثل الهجرة من بلد لآخر أو قبول عمل جديد وهو ما يؤثر علينا بصورة سلبية إذا استمررنا نفكر أكثر من اللازم حتى أننا قد نصل في النهاية إلى عدم اتخاذ هذا القرار ليظل معلقاً وحينها يجب علينا ولابد من التوكل ونأخذ هذا القرار.
كيف يمكننا أخذ القرارات الصعبة في حياتنا؟
هناك بعض الخطوات العملية التي يمكن من خلالها اتخاذ بعض القرارات الصعبة والمصيرية دون أن نندم عليها أولها هو ضرورة وجود life vision أو نظرة تصورية عن حياتنا تغطي جميع الحياة من جانب العلاقات الاجتماعية والعاطفية ونمط الحياة وترتبط بالقيم المهمة التي نؤمن بها في حياتنا، وحين نتخذ قراراً بعيد عن رؤيتنا للحياة والقيم التي نؤمن بها فإن هذا القرار سيكون خاطئ في النهاية.
وتابعت الدكتورة ” عبير جبجي “: يمكننا كذلك عمل قائمة بسلبيات وإيجابيات القرار ومن ثم يتم تقييم نسبة الإيجابيات إلى السلبيات ومدى إمكانية التعايش مع هذه السلبيات فيما بعد وحينها يمكن اتخاذ القرار المناسب.
بعد ذلك، عند اتخاذ القرارات الصعبة والمصيرية فإنه من الممكن الاستعانة بصديق أو صديقين يمكنهم تقديم لنا العون والمساعدة في اتخاذ القرار دون أن نستمع إلى أكثر من شخص لأننا حينئذ سوف نتعقد ونضيع وسط الكم الهائل من الآراء المختلفة من الناس ولن نستطيع حينها اتخاذ القرار المناسب.
بالإضافة إلى ذلك، يأتي هنا أيضاً دور life coach حيث يمكننا الاستعانة به ليوضح رؤيتنا في الحياة من خلال أسئلة معينة نجيب عليها ومن ثم سيقوم بإخراج من داخلنا القرار الذي نود تنفيذه.
كيف تؤخذ القرارات التشاركية بمصير شخص آخر؟
تعتبر القرارات المصيرية التشاركية صعبة للغاية حيث يجب أن يكون كلا الطرفين متفقين مع بعضهما البعض وذلك مثل قرار الانفصال الذي حتماً سيؤثر على حياة أطفالهم ومن ثم سيحدد الطرفين الآثار المترتبة على هذا الانفصال ثم بعدها يمكنهم اتخاذ القرار المناسب بناءً على مصلحة الأطفال التي يقررها الشريكين.
وأضافت ” عبير “: من خطوات اتخاذ القرار المصيري والصعب هي ربط القرار بوجه عُملة معينة نختارها وبهذه الطريقة يأتي اختيار العُملة مرتبط بما نشعر به ولكن لابد لنا من الانتباه إلى مكان وقوع العملة المعدنية في هذه اللحظة التي نود وقوعها في مكان ما نشعر به في داخلنا ونود وقوعها فيه.
عند اتخاذ قرار صعب ومصيري يجب علينا استخدام العقل والقلب معاً وذلك ما قد نراه جلياً عندما نستخدم طريقة تطيير العملة في الجو ونختار على أساسها القرار المناسبالقرار المناسب لحياتنا.
إلى جانب ذلك، يمكننا إجراء بحث عن كافة التفاصيل والمعلومات التي تخص القرارات التي نود اتخاذها كما يمكننا إجراء التجربة الخاصة بالقرار مثل البعد قليلاً عن الشريك في حالة أننا قررنا الانفصال عنه وفي هذه الحالة نستطيع أن نقرر ما إذا كان القرار الذي نود اتخاذه صحيح أم لا.
إلى جانب ذلك، إننا نؤمن كثيراً بتمارين التأمل التي نجلس فيها في منطقة ما نتصل فيها بداخلنا ونطلب رغباتنا والإرشاد من هذه النفس ولابد أن يأتي لنا هذا الإرشاد، وحين نتخذ القرار يجب علينا ألا نرجع للوراء مرة أخرى وإنما يجب علينا التطلع إلى ما هو قادم في حياتنا وكيفية التعايش معه بجانب ضرورة تحمل نتائج وتبعيات القرار.
ماذا عن الشخص الذي يتراجع عن قرارته؟
يعتمد ذلك على الموقف الذي يتراجع فيه عن قراره هذا الشخص لأنه ليس كل القرارات مصيرية ونهائية حيث يمكن لبعض الأشخاص الذين هاجروا لمكان معين الرجوع مرة أخرى لموطنهم إلى جانب رجوع الشريكين المنفصلين لبعضهما إلخ إلخ..، لذلك لا يجب علينا قطع آخر شعرة بين ما كنا عليه قبل اتخاذ القرار وبعد اتخاذه حيث أن هناك العديد من الأشخاص الذين يتخذون مثل هذه القرارات الصعبة وقت العصبية ومن ثم يندمون عليها ندماً شديداً وفي ذلك الحين لا نقوم بالتفكير بطريقة سليمة وإنما ينفصل العقل عن التفكير في هذه اللحظة ومن ثم نكون قد وقعنا في فخ القرار الخاطئ.
كيف نعلم أولادنا كيفية اتخاذ القرارات؟
يعتبر اتخاذ القرار في الأول والأخير هو ثقافة يجب على الأهل تعليمها لأولادهم منذ الصغر حتى وإن كانت تلك القرارات سهلة مثل اختيار لون الملابس التي سيرتديها الطفل اليوم أو الأكلة التي يود تناولها إلخ إلخ.. ومن ثم سيعتاد الطفل على تحمل عواقب تلك القرارات التي يأخذها منذ الصغر.
وتابعت ” جبجي “: إن الكبار الآن كذلك قد يحتارون في اتخاذ قرار معين مثل ماهية الأكل الذي نوده طهوه اليوم أو الثياب التي نود لبسها ومن ثم يجب علينا التدرب على كيفية اتخاذ القرارات السهلة والغير سهلة في حياتنا.