من ضروب المستحيل أن يستطيع أي شخص إيقاف الرصاصة المتوجهة نحوه بيده، مثل هذا المشهد لا يمكن أن يكون واقعا إلا في الأفلام السينمائية، والسبب في ذلك أن آلية عمل الرصاص تبرر استحالة هذا، فعندما تنطلق الرصاصة بسرعة قدرها 800 إلى900 متر لكل ثانية نحو الجسم فإنه لا محالة سيصاب إصابة بالغة، وعلى الرغم من هذه الحقيقة فإن هناك حدثا غير مألوف، تمكن أحدهم خلاله من إمساك الرصاصة وهي منطلقة نحوه وهي القصة التي انتشرت عن طيار فرنسي في الحرب العالمية الأولى، لاحظ أثناء تحليقه بطائرته من الطراز القديم المكشوف أن شيئا صغيرا يتجه نحوه فأمسك به معتقدا أنه حشرة ما، لكنه صدم عندما رأى أنها رصاصة كانت منطلقة لترديه جثة هامدة!
وانتشرت تلك القصة في الصحف انتشارا كبيرا، وبدأ الناس يحيكون حولها القصص ويتناقلونها بإعجاب بالغ وذهب البعض للتأكيد أنها معجزة وكرامة للطيار المقاتل ودليل إلهي أنهم منتصرون في الحرب حتى جاء التفسير الفيزيائي لهذه الحالة قائلا إن الطائرة كانت محلقة على بعد كيلومترين، وسرعة الرصاصة عند الانطلاق تتراوح ما بين 800 و900 متر لكل ثانية وهي لن تستمر بهذه السرعة بل ستنخفض، لأن الرصاصة منطلقة للأعلى وكلما صعد الجسم قلت سرعته بسبب الجاذبية الأرضية كما هو معروف.
وهناك عامل آخر ساعد على انخفاض سرعة الرصاص وهي مقاومة الهواء لها فتناقصت سرعتها حتى وصلت إلى 40 مترا لكل ثانية وتلك كانت سرعة الطائرات في ذلك الزمن، وبالتالي أصبحت سرعة الرصاصة مساوية لسرعة الطائرة، لذلك نرى أن مفهوم عمل الرصاصة أحبط في تلك الحالة الاستثنائية، فإذا تساوى جسمان كالرصاصة والطائرة في السرعة والاتجاه فلا يمكن أن يصطدما، مما جعل الطيار الفرنسي يمسك بها معتقدا أنها مجرد حشرة!
أعتقد أن أي ظاهرة أو حدث غير مألوف مهما كان مبهرا وإعجازيا فإن له تفسيرا منطقيا وعلميا، لكن المهم أن نمعن العقل فيه بالتفكير والتحليل، وألا نستسلم للخرافات والأساطير التي تحاك حول بعض الأحداث والمواقف.
بقلم: بشائر آل زايد
وهنا نقرأ: هل التخطيط جزء من الغرور البشري؟
وكذلك: «فيلسوف».. خير من ألف مهندس!