استفسرت إحداهُن وقال: كيف أكسب قلب الرجل؟ كان السؤال بمثابة خاطرة قوية دبَّت في ذهني تفرِض عليّ كتابة هذا المقال؛ والذي سأسرد من خلاله 11 سِرًّا لهُن. فقد خلق الله -عز وجل- الكون وخلق معه الزوجين الذكر والأنثى، وجعل لكل منهما سماته الخاصة وامكانياته التي تؤهله للقيام بدوره الذي خلق لأجله، وجعل في اجتماعهما عمارة الكون وامتداد النسل واستمرار الخلق.
فكانت العلاقة بينهما علاقة تكامل وترابط فلا تكتمل الحياة بواحد دون الآخر، ولا تطيب بطرف دون الآخر، فقد جعل الله لكل منهما في الآخر أنسا ورفقة طيبة وصحبة تهون بها مشقات الحياة وصعوباتها.
ولأن الحب والمودة هو سر العلاقات الناجحة والارتباط الجيد السعيد، فكان حلم كل طرف أن يظفر بمحبة الآخر وينال وفائه وحفظ عهده ووده، ولاختلاف طبيعة الرجل عن المرأة واختلاف القوانين التي تسري عليهما فإننا نلاحظ أن حرص المرأة على كسب قلب الرجل والاستئثار به يبلغ أضعاف حرص الرجل على ذلك، ومن ثم تجد أكثر ما تبحث عنه المرأة هو: كيف أكسب قلب الرجل؟
وهنا سوف ينصب مقالنا حول أهم الطرق التي يمكن لحواء أن تسلكها لتفوز بقلب الرجل وتتمتع بصدق وفائه وانتمائه لها وبقائه على عهدها، مهما كثرت حوله المغريات وتعددت حوله سبل الجذب من الأخريات، فتابعوا مقالنا.
لماذا حواء منشغلة جداً بتملك قلب الرجل؟
لعل من الضروري قبل أن نتناول الحديث عن سبل امتلاك قلب الرجل أن نعرف وتعرف حواء نفسها سر الاهتمام بهذا الأمر والدافع الذي يحملها على البحث عنه والسعي إليه بكل ما أوتيت من وسائل.
يرجع البعض خوف المرأة المستمر من فقد الرجل أو تخليه عنها واستبدالها بأخرى إلى كونه يمتلك الشرعية لذلك والرخصة في الزواج بأكثر من امرأة، كما يمتلك الرخصة والصلاحية ليقرر إنهاء علاقته بالمرأة متى شاء، فهو من يملك عقدة النكاح ويملك حق التطليق.
ولكن لو أمعنا النظر قليلاً لوجدنا أن الشرع كفل للمرأة الحق في طلب الطلاق والانفصال متى لحق بها الضرر ورأت أن العشرة مستحيلة أو أنها تكلفها ما لا طاقة لها به، فهي في تلك النقطة لا تختلف كثيراً عن الرجل.
ولكن بقليل من التأمل نلاحظ أنها حين تقبل على تلك الخطوة تدفع ضريبة مضاعفة لقرارها وتتحمل تبعات ثقال، وتدخل في متاهات طويلة، ثم هي في النهاية لا تملك أي ضمانات تجعلها واثقة من أن المرحلة القادمة سوف تكون أفضل.
إذا خوف المرأة من تخلي الرجل وفقده يرجع إلى قناعات نفسية وثقافات موروثة ومجتمعات ذكورية تقف لها بالمرصاد وتجعلها في وضع المتهم الذي هو دائماً في حاجة إلى من يتولى حمايته والدفاع عنه.
أسرار تجعلك تكسبين قلب الرجل
على عكس النظريات القديمة التي تؤكد أن الطاعة العمياء والحب المطلق وحسن العِشرة أمور تكفي لأسر قلب الرجل وامتلاكه، فقد تغيرت قلوب الرجال وتغيرت نظرتهم للمرأة ولم تعد معايير المحبة كما كانت في عهود سابقة.
وهنا نضع بين يديك تصرفات تجعلك تملكين قلب الرجل للأبد؛ هي فقط بعض الأسرار التي يمكنك ان فعلتها بذكاء وفهمت ما تنطوي عليه أن تتربعي على عرش الحب وتكونين أميرة في نظر فارسك.
- كوني أميرة في نظر نفسك، وتعاملي معها بكل احترام وحب وتقدير، بادليها الإعجاب واحتوي ضعفها وتقبلي القصور قبل الكمال فيها، فحب غيرك لك ينبع من حبك أنت لنفسك.
- ركزي على مزاياك ومهاراتك ونقاط القوة وعززيها، وانتبهي لنقاط الضعف وعالجيها وحاولي تقييمها بكل حب وأريحية دون جلد أو نقد أو ذم مباشر أو غير مباشر.
- استشعري معنى الاستحقاق ومعنى كونك جديرة بكل الحب والاحترام والتعزيز من العالم بأسره، فمتى غرس هذا المعنى في قلبك وانعكس على سلوكك تجاه نفسك أقر به الجميع واتخذت المكانة التي تستحقينها في قلوب الآخرين، وعلى رأسهم زوجك.
- تعلمي فن الاقتراب والابتعاد لكي تحفظي لنفسك مكانة في القلوب، فلا تقتربي كل الاقتراب من الرجل فيتسرب إليه الملل ويشعر أنك متفرغة له منشغلة به، ويزهد في قربك، ولا تبتعدي كل البعد فيتسرب إلى علاقتكما الجفاء ويعتاد غيابك ويبدأ البحث عن بديل يحل محلك.
- اهتمي بنفسك وتجملي وحاولي أن تكوني دائما في أبهى صورة ليس بهدف لفت انتباهه ولكن افعلي ذلك لنفسك.
- تعلمي كل ما يصقل خبراتك ويرقى بمهاراتك وطوري نفس بالقراءة والمعرفة والفهم ليعلم الجميع أنك متميزة وغنية بما تملكين من الخبرات والمعارف، وليتخذوا منك ناصحاً وموجهاً وليرى الرجل أنك تصلحين لاحتواء مشاكله وتملكين القدرة على مساعدته بالرأي السديد والمشورة الواعية.
- تفقدي أخباره واسألي عن أحواله ولكن احذري الفضول الزائد والتطفل، ليكن سؤالك عاماً وليكن اطمئنانك مغلفاً بالاحترام لخصوصيته ورغبته في الصمت.
- اتركي له الحرية ولا تضيقي عليه الخناق ليلجأ إليك بكل حب وارتياح ويبادر هو بالحديث إليك.
- احذري أن تقارني بينه وبين غيره من الرجال فهذا الأمر يوغر صدره ويخرج أسوأ ما لديه.
- احذري أيضاً أن تقارني أمامه بينك وبين غيرك من النساء بأي صورة وحتى لو كانت المقارنة لصالحك، فأنت بذلك تلفتين نظره إلى الأخريات بدون وعي.
- احذري أن تطالبيه بالحب أو تتسولي منه الاهتمام أو تشعريه أنه مركز الكون ومحور حياتك، فهذا يجعله يمل اهتمامك ويسأم مطالباتك وينفر منك أشد نفور.
الخلاصة
نتمنى أن نكون قد نجحنا في توضيح بعض الطرق والأسرار التي تقودك إلى الفوز بقلب الرجل واعتلاء عرش محبته حتى آخر العمر.
ودائِمًا عليكِ أن تتذكري أن “الكرة في ملعبك”؛ يُمكنك المرور والتسديد وإحراز أهدافك؛ فلا تترددي في تقديم أفضل ما لديكِ لتكسبي ما تتمنين.