متى وكيف يمكن أن ننتبه إلى أن التوتر تحول من كونه ظاهرة طبيعية إلى مرض يُشكل خطراً؟
أوضح “د. جهاد العبدالله” (أخصائي العلاج النفسي في العيادات الخارجية بمستشفى شاريتيه بألمانيا) أن التوتر هو ردة فعل طبيعية للجسم عند تعرضه لمواقف حياتية مختلفة كمحاولة منه للتغلب على ضغوط الحياة، فالتوتر كظاهرة طبيعية يُعتبر ضرورياً لمواجهة المواقف التي نتعرض لها، ولكن في بعض الأحيان يتحول التوتر إلى أمر سلبي وذلك عندما لا نستطيع التعامل معه بشكل منضبط، فعندها نلاحظ أن التوتر تجاوز كونه مجرد أمر نفسي عقلي وأصبح يظهر على هيئة أعراض جسدية ملموسة نشاهدها في سرعة خفقان القلب وسرعة التنفس والتلبك المعوي والصداع والإصابات بنوبات من الغضب الشديد، فكل هذه تعتبر بمثابة إشارات على أن التوتر قد اتخذ منحنى سلبي.
لماذا يختلف الأشخاص في مواجهة حالات التوتر؟
أوضح “د. جهاد العبدالله” أن هناك العديد من العوامل التي تلعب دور في اختلاف ردة الفعل التوترية من شخص لآخر، فعلى سبيل المثال الشخصية تلعب دور في ذلك فيُمكننا القول أن كل شخص له عتبة معينة بعدها يحدث التوتر، ودرجة عتبة التوتر هذه تختلف من شخص لآخر.
ما الفرق بين الاحتراق النفسي والتوتر؟
أوضح “د. جهاد” أن الاحتراق النفسي هو مفهوم يستخدم كثيراً في وسائل الإعلام وعلم النفس، والمقصود به أنه شكل من أشكال الإنهاك والتعب المُزمن الناجم عن تراكم الضغوط والتوتر لفترة طويلة، والفرق الأساسي بين الاحتراق النفسي والتوتر، هو أن إزمان التوتّر على شهور وسنوات طويلة يؤدي إلى ما يُسمى بالاحتراق النفسي.
ما النصائح العامة التي يُنصح بها الأشخاص لمواجهة التوتر ؟
أوضح “د. العبدالله” أن بشكل عام ما يُنصح به دائماً هو الحفاظ على التوازن الحياتي بين الأسرة والعمل من حيث توزيع الأدوار بينهما والموازنة بين متطلبات كلاً منهما، المحافظة على نظام غذائي ومتوازن بحيث يحرص الشخص على الإكثار من تناول الخضروات والفاكهه والتقليل من السكريات والنشويات ، والنوم بشكل جيد من ٦ – ٨ ساعات يومياً بحسب حاجة الجسم، تنظيم أوقات العمل وأخذ استراحات كافية، ممارسة نشاط يستمتع به الشخص. كل هذه الأمور يُنصح بها للتخفيف من حالة التوتر، والتحسين من المزاج العام.
هل يعتبر تكرار نوبات الغضب مؤشراً للإصابة بالتوتر؟
أوضح “دكتور جهاد” أن تكرار نوبات الغضب يعتبر مؤشراً على أن التوتر قد دخل في مراحله السلبية، ففي حال شعر الشخص أنه وصل إلى مرحلة متقدمة من التوتر، فعليه أن يأخذ قسطاً من الراحة أو إذا كان في مكان العمل على سبيل المثال فعليه أن يغادر المكان ولو بضع دقائق يستطيع فيها أن يفكر في الأمر بشكل مختلف، فهذا يساعد كثيراً على الخفض من شدة التوتر.
ماذا عن استخدام الأدوية المُهدئة؟
أكد “العبدالله” أنه لا يُنصح بتناول الحبوب المُهدئة والمنومة المعروفة لأنها قد تكون خطوة أولى في الإدمان عليها، فلا تؤخذ هذه الأدوية إلا بعد استشارة طبية وذلك إذا وصل التوتر إلى حالة تستدعي ذلك. ولكن في العموم فإن التقنيات التي أشرنا إليها سابقاً تعتبر كافية لمساعدة الشخص على التخلص من التوتر، وتحقيق حياة سوية أما دور الطبيب فيأتي في المرحلة الشديدة من حالات التوتر.
أما عن تناول الأعشاب ودوره في المساعدة على خفض التوتر، أوضح “د. العبدالله” أن هناك قاعدة عامة تقول أن كل ما يساعدك وتراه مناسباً يمكنك أن تأخذه.