كيف يمكننا تدريب أطفالنا على الصيام؟
تبدأ “د. فداء الغرابلي” أخصائي الأطفال وحديثي الولادة بقولها. بالنسبة للمعلومات التي سأذكرها اليوم هي كلها معلومات طبية ليس لها أصل ديني، فنحن نعرف من ناحية دينية أن الصيام مفروض على الإنسان إذا وصل لمرحلة البلوغ أما مرحلة الطفولة هي مرحلة تدريب على الصيام فقط.
تكمل د. فداء أن عمر الطفل الذي نبدأ فيه التدريب على الصيام يعتمد على نضوج الطفل لكن عمر 7 سنوات مناسب إذا كان الطفل مستوعب للفكرة، فنقترح عليه فكرة الصيام، وهناك بعض الأشياء الطبية التي تدل على قدرة الطفل على خضوعه لتدريب الصيام وهي أن وزنه وطوله مناسب مع عمره فليس لديه مشاكل تغذية أو سوء تغذية فمثلًا لا يكون نحيف جدًا، ثانيًا ألا يكون الطفل يعاني من أمراض مزمنة تتعارض مع الصيام بسبب العلاج، ثالثًا أن يكون الطفل مستعد نفسيًا للصيام، هذه الأشياء إذا تواجدت في الطفل يمكننا أن نبدأ على تدريب الطفل على الصيام بما يسمونه صيام العتبة أو العصفورة وهو صيام إلى الظهر أو العصر حسب عمره، بحيث أنه إذا وصل لعمر 14 أو 15 عند الأولاد والبنات 12 أو 13 وهو عمر البلوغ يستطيع أن يصوم اليوم كاملًا.
خلال فترة صيام الطفل هل توجد علامات إذا ظهرت عليه لا بد أن نكسر صيامه؟
أجابت د. فداء: إذا كان الطفل خصوصًا في العمر المبكر صائم فلا بد أن تراقبه والدته بشكل عام فتلاحظ أي علامة من علامات الجفاف أو التعب أو الإرهاق وهي تلاحظ ذلك إذا قل نشاطه أو أصيب بالدوار ففي هذه الحالة لا بد أن يكسر صيامه، بالإضافة إلى أنها تراقب ساعات نومه فلا بد أن ينام بالقدر الكافي كيلا يصاب بالإرهاق خلال فترة الصيام، ويجب أن تتأكد الأم من تناوله لوجبة السحور لأنه إذا لم يتناولها فبالتأكيد سينقص سعرات وطاقة ولن يستطيع الصيام، ويجب على الأم أيضًا أن تراقب كمية الماء التي يشربها بين الإفطار والسحور.
مكونات الإفطار والسحور
أوضحت د. فداء أن مكونات الإفطار لا بد أن تحتوي على كمية كافية من السوائل وهي أهم شيء بحيث أنه يحاول خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور تعويض كمية السوائل التي خسرها، ومقدار الشرب 8 أكواب مثلًا حسب عمر الطفل ويشربها تدريجيًا ويتناول أغذية تحتوي على السوائل أيضًا مثل الحساء، بعد ذلك لا بد أن نتأكد أن مكونات وجبة الإفطار تحتوي على مواد مفيدة للطفل كالخضروات والفواكه والبروتينات لا أن تكون دسمة وسكرية فقط بل لا بد أن تكون قيمتها الغذائية عالية وجيدة، ويمكننا أن نستعيض عن السكريات في الحلويات بالفواكه لأن قيمتها الغذائية أفضل بكثير، هذا بالنسبة لوجبة الإفطار، وأما عن وجبة السحور فأهم شيء فيها أن تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة لأنها تمد الطفل بالطاقة لفترة طويلة كالحبوب الكاملة والفريكة وأما البقوليات فهي لا تعد من الكربوهيدرات المعقدة لكن بها نوع من الكربوهيدرات، وهذه الأشياء إذا كانت مع الغذاء الذي يتناوله فتكون مناسبة. ينصح بإطعام الطفل وجبة ثالثة بين الإفطار والسحور.
الحالات التي يمنع فيها الطفل من الصيام
الأطفال ذوي الأمراض المزمنة كالقلب والكلى والسكري لأنه يأخذ جرعة انسولين قد لا يستطيع الطبيب تنظيمها له في فترة الصيام، فتجنبًا لهذه الأخطار لا يجب عليه الصيام، وأيضًا إذا كان الطفل مرهق أو متعب أو أتوقع الإرهاق له فليس من الأفضل تدريبه على الصيام في هذا اليوم، وإذا لم يتناول السحور أنا أفضل ألا يصوم.