مرحلة المراهقة
تقول الباحثة الاجتماعية الدكتورة “فادية الابراهيم”: أن مرحلة المراهقة هي عبارة عن مرحلة انتقالية بين الطفولة، والشباب، كما وتعتبر فترة شديدة الصعوبة على كل من المراهق، وأهله أيضاً؛ حيث تحدث في مرحلة المراهقة مجموعة من التغيرات الهرمونية السريعة للمراهق، والتي يكون لها تأثير واضح ومباشر على نفسية، وعقلية المراهق، ذلك بالإضافة إلى تأثير المراهقة الكبير على الحالة الذهنية والفكرية للمراهق، وعلى سلوكه الاجتماعي أيضاً؛ لذلك فغالباً لا يستطيع الأهل تحمل مثل هذه الأمور، وانعكاساتها على شخصية المراهق، وهناك عدة مراحل أو انواع لمرحلة المراهقة، ومنها:
- المراهقة المتكيفة: حيث يكون في هذه الحالة الغضب، والعصبية، والمشاعر الاندفاعية لدى المراهق بسيطة؛ حيث يكون المراهق متكيفاً مع متفهماً لما يمر به، ومع التغيرات التي تحدث له، حتى أن الأهل قد لا يعانون بأي شكل من الأشكال مع المراهق المتكيف.
- المراهقة المتمردة: وفي هذا النوع يكون المراهق لديه نسبة عالية جداً من المشاعر الاندفاعية، كما يحاول المراهق المتمرد فرض شخصيته على أصغر الأمور وابسطها، ولا يرضى لأحد أن يملي عليه أوامره.
- المراهقة الانطوائية أو الانسحابية: وهذا النوع من المراهقة غالباً ما تكون مرتبطة بالإناث أكثر؛ حيث تميل الفتاة للخجل، العزلة، والانطوائية، وكذلك تنصاع إلى الأوامر بسهولة.
- المراهقة المنحرفة: وهذا النوع يظهر فيه المراهق بصورة انفعالية مبالغ فيها، فيكون الغضب في أقصى قوته، ويمثل المراهق المنحرف مصدراً للخطر على نفسه، وعلى الآخرين.
كيف يمكن للأهل التعامل مع مرحلة / سن المراهقة ؟
يجب أولاً أن يستوعب الأهل ما هي مرحلة المراهقة، ولابد وأن يتفهموا طبيعة التغيرات الهرمونية، والمزاجية التي تحدث للمراهق، ومن ثم يكون هنالك استيعاب وقراءة واضحة لتصرفاته، وإلى جانب ذلك يجب على الأهل القيام بعدة أمور حتى يتخطى المراهق هذه المرحلة من حياته بطريقة صحيحة، ومستقيمة، وإليك بعض هذه الأمور:
- تجنّب لغة التهديد والعقاب في مرحلة المراهقة أمر ضروري للغاية، ومحاولة العدل بين الأبناء قدر الإمكان.
- الابتعاد عن المقارنة بين المراهق واقرانه.
- من الجميل البحث عن الهوايات التي يفضلها المراهق ومن ثم يقوم الأهل بتنمية هذه المهارة، أو الهوايات، والاهتمامات لدى المراهق؛ حيث أنه إذا لم يتم استثمار وقت الفراغ عند المراهقين قد يكون هذا الوقت متاحاً لأمور أخرى غير محببة بالمرة.
- الابتعاد عن البحث عن المثالية في تصرفات، وسلوك المراهق؛ حيث تعتبر هذه المرحلة مليئة بالاضطرابات التي من شأنها ألا تجعل المراهق يتصرف بالطريقة الصحيحة.
وتؤكد الدكتورة “فادية” أنه لابد وأن يتجه الأهل نحو الأخصائي النفسي، أو الاجتماعي، أو التربوي في حالة ملاحظة بعض السلوكيات المنحرفة عند المراهق، وهذا لا يعتبر عيباً، ولا أمراً مهيناً كما يعتقد البعض، كما أنه من المهم أن يحاول المراهق نفسه التصرف بالأسلوب الصحيح، ومحاولة السيطرة على الغضب، والمشاعر السلبية والانفعالية التي قد تمر به.
وأخيراً، فتقول الدكتورة “الابراهيم”: أنه تعتبر مرحلة المراهقة مرحلة حساسة جداً، وخطرة؛ لذلك فلابد لكل من الأهل والمدرسة أن يكونوا متنبهين سوياً لسلوك المراهق، والتغيرات التي تطرأ عليه، ومن ثم يكون هناك حلول لهذه الامور، ولابد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي لها تأثير واضح ومباشر على الناس حالياً أن تقوم بنشر التوعية عن مرحلة المراهقة، وعن التغيرات التي تصاحبها، وكذلك يكون هناك توعية عن أبرز المشاكل التي قد تؤدي إلى انحراف المراهق إذا لم يتم التعامل معه بالطريقة الصحيحة.