العند هو سمة من سمات الطفل السوي تظهر في صورة إصرار وتمسك برغباته، ورفض لسيطرة الوالدين عليه بغض النظر عن مدى الضرر أو الخطورة التي قد تترتب على هذا الإصرار.
وقبل أن نخوض في الحديث عن الطرق المناسبة للتعامل مع الطفل العنيد، والتي تقود في النهاية إلى التقليل من حدة العند لدى الطفل والخروج من دائرة الصدامات المتكررة معه والتمرد الدائم، ينبغي أن نوضح للأم والأب أيضًا أن سمة العناد عند الطفل ليست أمرًا سلبيًا في المطلق، وليست عيبًا سلوكيًا ولا أخلاقيًا بل هي من الدلالات السلوكية التي تبشر بأن هذا الطفل ينمو وفقًا للنمط التربوي السوي الذي يسعد الأهل، فالعناد علامة على الذكاء وقوة الإرادة، وبداية استقلالية الطفل، ووجود ميول للقيادة، وقدرته على التمييز وتحديد رغباته، وهو دليل أيضًا على وعي الطفل ونمو إدراكه، لذا فلا يجب التعامل مع تلك السمة على إنها شر محض أو مشكلة بل هي سلوك سوي يحتاج فقط إلي تقنين حتى لا يتحول إلى سلوك متطرف ويجنح بالطفل نحو المخاطر والانحرافات.
نصائح تربوية ذكية للتعامل مع عناد الطفل
لا تكثري الأوامر وتجنبي الصدام: الطفل العنيد لا يزعن لكل الأوامر ولا يقبلها لذا فمن المفيد جدًا أن لا تحاصريه بالأوامر بشكل مبالغ فيه، وتخلقي صدامات كثيرة معه واجعلي أوامرك وتوجيهاتك غير مباشرة وعند الضرورة فقط.
عدم التركيز على تلك الصفة: لا تركزي على تلك الصفة في حديثك مع الطفل أو في حديثك عنه، واحذري أن تناديه بالعنيد أو المشاغب أو غير ذلك، لأن تركيزك على الصفة سوف يجعلها تتعمق أكثر وتصبح ابرز في ملامح شخصيته، ورفضك المستمر وانتقادك لها سيقويها ولن يضعفها.
الحوار الهادئ والإيجابي: الجئي إلى الحوار الهادئ البناء الذي يملأه الحب والاحتواء وتناقشي مع طفلك فيما يريد ووضحي له الضرر المترتب على تلك الرغبات والنفع المترتب على تركها، وعززي كلامك بالأمثلة حتى يزداد وعي الطفل بأهمية ما تطلبينه منه
احترام رغبة الطفل واقناعه: احترمي رغبات طفلك ولا تثنيه عنها قهرا فهذا لا يكسر عناده فقط بل يكسر إرادته، ويقمع حريته ويضعف شخصيته أو يحوله إلى شخص متمرد وناقم عليك وعلى كل قوانينك ثم قوانين المجتمع فيما بعد.
إعطاء الطفل عدة خيارات: بدلًا من إعطاء الطفل اوامر مباشرة وصارمة يمكنك طرح خيارات متقاربة ليختار من بينها وهو بكامل إرادته، فمثلا يمكنك تخييره بين نوعين من الطعام كلاهما صحي ومفيد ليختار من بينهما.
المرونة مع الطفل وترك مساحة من الحرية: في الأمور التي لا يترتب عليها ضررا ولا مشكلة معينة لا مانع أن تتركي الطفل يمارس رغبته مثل اختياره للعبة معينة أو طعام معين، ولا يجب أن تحددي له كل شيء ولا تفرضي الوصاية على كل قراراته فهذا خطأ فادح وصدام لا ينتهي،
امتداح السلوكيات الإيجابية: ركزي على انجازاته ومزاياه وسلوكياته الإيجابية لتقل حدة السلوكيات السلبية المتعبة، وامنحيه الثقة بنفسه والثقة بحبك له واعجابك به ليحرص على إرضائك وتحقيق المزيد من الرضا.
الشرح والتوضيح: الطفل الذي يتميز بالعناد لا ينقاد لما لا يعرفه ولا ينساق وراء أوامر مجهولة، فحين تطلبين منه شيء يجب ان توضحي له كيفية هذا الأمر وأهميته وفائدته، فمثلا إذا أردت أن يكتب واجبه المدرسي بعد الرجوع من المدرسة فيجب أن توجهيه وتساعديه في انجازه وتبيني له أهمية ان يكتب واجبه مبكرًا وأن هذا الأمر سوف يعفيه من عقاب المعلمة وسيصبح حرا وينام وقتما يريد ويلعب ويفعل ما يريد.
التخلي عن الأوامر المركبة: لا تعطي ابنك سلسلة من الأوامر المتتالية وتطالبيه بتنفيذها لأنه حتما لا يستطيع.
لا تتنازلي عن الأوامر الضرورية: هناك أمور لا يجب أن تتنازلي فيها عن موقفك باي حال من الأحوال مثل رفض الطفل للدواء أو رفضه الذهاب إلى المدرسة مهما أبدى من عناد لان تنازلك مرة سوف يجعله يمارس عليك هذا العناد وهذا الضغط دائمًا ويعرف أنك ستخضعين له في النهاية، فضلًا عن الأضرار المترتبة على مثل هذه التنازلات.
أخيرًا: كوني لطفلك قدوة وعلميه متى يجب أن يتمسك برغباته وقراراته ومتى يجب أن يتنازل قليلا لتحقيق المنفعة.