نعاني جميعاً من الدوخة بين الحين والآخر لأسباب عدة فقد تكون نتيجة مرض عابر أو ضعف جسدي أو إرهاق شديد.
تُعد الدوخة عرضاً وليس مرضاً في حد ذاته لأن الشعور المستمر بها يمكن أن يكون عرضاً لمرض ويستوجب الرعاية الطبية وزيارة عاجلة إلى الطبيب.
متى تكون الدوخة مؤشر لمرض خطير؟ وما هي أسبابها؟
قالت “د. تالا الهنداوي” طبيبة عامة. تعتبر الدوخة عبارة عن اختلال أو ضعف في الإدراك الحسي للإنسان وينتج عنه الدوار أو إحساس المريض بأن الغرفة تدور من حوله أو الشعور بالإغماء.
أما عن أسباب الدوخة فتتمثل في ثلاثة أشياء رئيسية يمكن تصنيفها باعتلال أو اختلال في منظومة التوازن وهي الأذن والمنظومة البصرية أو الجهاز الحسي العضلي أو إمكانية وجود اختلال في توصيل الدم المحمل بالأكسوجين إلى الدماغ أو أسباب أخرى مثل هبوط حاد في نسبة السكر في الدم.
وتابعت الدكتورة “تالا الهنداوي” يمكننا زيارة الطبيب حسب طبيعة الأعراض المصاحبة للدوخة التي يمكن التعرف عليها بواسطة معرفة السيرة المرضية للمريض وماهية الأعراض التي تصاحب هذه الدوخة وبناءً عليه يمكننا تشخيص الدوخة بصورة سليمة بعدما نحصل على تشخيص سريري للجهاز العصبي والأذن والجهاز البصري وقدرة الجسم على الاتزان إلخ إلخ..
هل يتسبب نقص الفيتامينات والمعادن الشعور بالدوخة؟
بالطبع يمكن لنقص الفيتامينات والمعادن في الجسم التسبب في شعور الجسم بالدوخة كما أن النقص الحاد في الهيموجلوبين في الدم يؤثر على الجهاز الدموي الدوري وبالتالي يمكن أن يتسبب في الشعور بالدوخة لأن المشكلة هي عدم وصول الدم المحمل بالأكسوجين إلى الدماغ كما أن الأوعية الدموية حينما تتعرض إلى أية مشاكل قد تتسبب في الدوار أو الدوخة.
على الجانب الآخر، إذا تكررت حالة الدوار أو الدوخة فيفضل الذهاب إلى الطبيب المختص لتشخيص الحالة الصحية حيث أن هناك أمراض حميدة تتسبب في الشعور بالدوخة لمدة دقيقة نتيجة اعتلال في القنوات الهلالية في الأذن وذلك نتيجة تحرك الكريستالات البلورية في الأذن، وهذا هو أكثر الأمراض انتشاراً والذي يُعد من أسباب الدوخة ويمكن تشخيصه عند طبيب الأنف والأذن والحنجرة.
ماذا يُنصح للتعامل مع الدوخة؟
للوقاية من الدوخة يجب علينا في البداية معرفة أسبابها حتى يسهل علينا علاجها وذلك من خلال التشخيص السليم لها.
وأردفت “الهنداوي” يمكن للدوخة أن تكون مؤشر لمرض خطير خاصة إذا تعرضنا للدوخة مصحوبة بضعف الجسم في جهة معينة أو عدم القدرة على الكلام أو ضعف في الاتزان أثناء المشي لأن ذلك قد يكون مؤشر للسكتة الدماغية خاصة للأشخاص أكبر من 60 عاماً، لذلك يمكننا إسعاف الشخص الذي يشعر بالدوخة عن طريق شرابه قليل من الماء والسكر وحينئذ يكون السبب هو هبوط في نسبة السكر في الدم وفي حالة فقر الدم يمكننا إجراء بعض الفحوصات التي قد تشير إلى نقص الحديد في الجسم.
هل نزول الضغط يمكن أن يتسبب في الدوخة؟
بالطبع يمكن لهبوط الضغط أن يكون سبباً رئيسياً في شعور الإنسان بالدوخة وذلك نتيجة تغيير المكان بصورة سريعة أو عند القيام بسرعة بعد وضعية الجلوس ونشعر بهذه الحالة في شهر الصيام بصورة خاصة.
أما عن التهاب الأذن الوسطى المسبوق بنزلة البرد فيمكن أن يتسبب في الشعور بالدوخة وبمجرد علاح هذا الالتهاب فمن الضروري أن يتم علاج الدوخة في هذه الحالة لكن إذا استمرت الدوخة فيمكن أن يكون هنالك سبب آخر للدوخة يمكن اكتشافه عن طريق زيارة الطبيب المختص.
وأخيراً، هناك بعض الأشخاض الذين يشعرون بالدوخة فور الاستيقاظ من النوم، لذلك يُنصح لمثل هؤلاء الأشخاص الثبات على السرير لمدة دقيقة ثم بعدها يمكنهم التحرك بصورة طبيعية وهو ما يمكننا ملاحظته عند السجود في الصلاة مع إمكانية تعرض الشخص للدوخة بسبب مشاكل في الجيوب الأنفية أو نتيجة عدم انتظام في دقات القلب أو المشاكل النفسية كالاكتئاب.