اختيار اسم الطفل
قالت الدكتورة ندى العابدي، عضوة مركز همم للبحث والتحليل الإجتماعي، على قول العرب أن لكل أمرء من اسمه نصيب، هذا الأمر لا يعني أن كل من يمتلك أسم صادق يكون صادق، أو جميل يكون جميل.
لكن نحن نأخذ ما يفكره الآخرون بهذا الأسم والتغذية بالمعلومات عن هذا الأسم بمعني أن كل تصرف أو شعور هو ناتج عن البيئة، لذلك كان في القديم للبيئة أثر في اختيار الأسماء الخشنة نتيجة العيش في البيئة الصحراوية، المملوءة بالرِّمال بعيدة عن الأسماء الناعمة. وكانت تعتبر الأسماء الخشنة دليلًا على القوّة والشّجاعة.
نحن لا نختار أسمائنا في الحقيقة، أهلنا هم من تعبوا كثيرًا، والأسم هو حق الأبناء على الآباء، حيث دَعت جميع الأديان لذلك، لذا وجب على الآباء اختيار اسماء تتلائم مع البيئة المحيطة بنا بطريقة غير مسيئة إلينا ولا تجعلنا نخجل من هذه الأسماء، تجعلنا نتعايش بها.
حيث أن الأسم يحمل دلالات ويحمل معاني، فضلًا عن أنه طريقة لتواصل من الآخرين، إذا لم نستطع أن نفهم عناوين هذه الأشياء تحدث فوضى فكريّة وفوضى لغويّة تمنعنا من التواصل مع الآخر.
عادةً، الناس تختار أسماء أبنائهم لعدة أسباب وأفكار. واحدة من هذه الأفكار هو الدِّين، بعض الأسماء مستوحاة من الدين، والبعض يعتقد أن الأسماء إذا حملت أسماء أنبياء أو مصلحين قريبين من الله “سبحانه وتعالى” يعتقدون أن هذا الأمر يُحِيط الأشخاص بنوع من البركة، ونوع من الحضور والتوفيق في الحياة، وهذا يكون نابِع من الثّقافة الدينية للأسرة.
التّبعات المستقبليّة للأسماء
قناعتنا بالاسم وطريقة تفكيرنا بالأسم وصفاته، سواء ذكي رقيق، أو جميل، تلقائيًا يتصرّف الشخص على هذا.
فكيف بالأسم الذي نحمله والذي يظلّ معنا لآخر عمرنا على الرغم أنهُ ليس من اختيارنا.
عادةً، يقول البعض أن للأسم دلالات روحيّة وتأثيرات روحيّة، هذا الأمر العلم ألغاهُ تمامًا، وأصبح العِلم يفكر بطريقة أخرى، يفكر أن الأسم صحيح به نوع من الدلالات لكنها دلالات علمية.
الإنسان هو ناتج ما يفهمه ويستوعبه عن ذاته. لذلك نصرِّح أنه يجب اختيار أسماء أبنائكم على الأقل لا يخجلون حين أن ينادي أحد بيها.
الأسماء السّلبية لها تأثير سلبي، ويكمُن اختيارها خوفًا من الحسد، كذلك البعض يُحِب أن يخلِّد آبائه أو أجداده فيسمي أبنائه بهذه الأسماء، ومثل هذه الأسماء تجعل الشخص هجين في هذا الجيل، حيثُ تُعَد الأسماء هي هوية للشخص.