كان يشغلنى أن يحب ابني ربه لا أن يخافه، وأن يستحى من نظره له، وأن يخاف أن يفقد حبه لا أن يخاف سخطه وغضبه.
وأن يحب أبنائي رسول الله ﷺ لا مجرد أن يتعلموا سيرته، بل أن يتعايشوا مع مواقفه كأب وكمربى وكمحارب وكزوج، وأن يحبوا شخصه وكلامه لا مجرد أن يحفظوا كلامه ويقلدوه.
في السنة الأولى من حياة الطفل وفى مرحلة الرضاعة بالتحديد يتعرف على العالم المحيط من خلال حواسه، فهو ينظر بعين فاحصه إلى كل ما يحيطه، يمسك بالأشياء وينقلها من يده إلى الأخرى ثم يتذوقها للتعرف عليها، ينتبه إلى أي صوت جديد محاولا التعرف عليه، وهو كائن شاعري يعتمد على مشاعره في تقييم كل ما حوله، لأنه لا يعي خلال هذه الفترة الضار والنافع، فهو يكره أو يحب بناء على خبراته وتجربته.
طفلك الرضيع.. أنت القدوة
فلابد أن تعلمي أنك أول من يغرس ويعلم طفلك وينمي لديه المشاعر الايجابية الجميلة تجاه أركان الإيمان والعقيدة مثلاً، وإليك بعض المواقف والتجارب التي مررت بها شخصياً وكيفية التعامل فيها لتعرفي كيف يجب أن تكوني قدوة وتزرعي ثمرة طيبة في طفلك:
- ابني يراني أصلى فابتسم في وجهه، وإن أتاني حبوا آخذه في أحضاني ولا أحاول إبعاده أو نهره،وذلك لأجعل الصلاة ترتبط عنده بمشاعر ايجابية جميله.. ولكن ما تفعله اغلب الأمهات من إبعاده ونهره كى يبعد عنها تولد لدى الطفل مشاعر كره لما تفعله أمه، ويولد لديه ردة فعل معاكسة تجعله يصر على أن تحمله أو أن ترضعه.. والنصيحة هنا هو أن تحرصي على أن يشعر طفلك أنك عندما تصلى لا تبتعدي عنه بل أنت القريبة الحبيبة كما أنت.
- عندما اقرأ القرآن اجعله يتحسسه ويمسكه ويقبله برفق، لا آخذه من يده بعنف ولا أقسو عليه إن مزق أي من أوراقه، بل افتحه واقرأه بصوت جميل وأنا ابتسم في وجهه وهو في حضني.. حتى أنمي مشاعره الايجابية تجاه ما أحمله.
- إن كنت تستمعين القرآن، اجعلي هذا الوقت وقت ممتع لطفلك بمشاركته لعبه من ألعابه، أو مداعبته بحيث يرتبط هذا الوقت الممتع بالقرآن.
- عند الرضاعة أقول ذكر الطعام بصوت مسموع.
- عند الاستحمام أردد ذكر الخلاء، وأبش في وجهه وأنا أقول الذكر، فالطفل يخزن في هذه الفترة ما يسمعه ويكون مشاعر تجاهه تبعا لملامح وجهك وما تبثيه من مشاعر ايجابية.
- عندما يبدأ بالنطق أردد عليه كلمات الذكر والدعاء.
بقلم: د. دعاء راجح
ويُمكنك أيضًا المرور على: