«سوسن» تسأل: أنا من فترة يتقدم لي الخطاب..ولكن أتفاجئ أن هناك معايير يضعها الناس في الفتاة حتى تستحق أن تنال لقب “زوجة”، لم أكن أدركها من قبل طوال السنوات الماضية، كنت مركزة كل جهودي على الدراسة وها أنا على وشك التخرج من إحدى الكليات العليا وبتفوق بفضل الله.
دائرة علاقاتي الاجتماعية عادية.. أحب الاحتكاك بالناس ولكن إلى حد ما أهتم كثيرا بأن أنمي وأطور من نفسي على جميع الأصعدة. يقولون :”البنت آخرتها للمطبخ” ومع أني لا أؤيد هذا ، إذ أجد في نفسي قدرات أكبر من أن تطمس في المطبخ، ولدي رغبة كبيرة للعمل واستكمال دراساتي العليا ولكني بدأت أتعلم ألف باء التدبير المنزلي من حضرة الست الوالدة وأطمع من حضراتكم أن تدلوني كيف أبدأ لأن أعد نفسي لأكون زوجة صالحة ترضي الله والعباد.. وشكرا
الإجابـة
الأخت الكريمة.. عندما تقول لك والدتك أو آخرين أن الفتاة آخرتها المطبخ فهن يتحدثن عن حق ولكن بطريقة باطلة منفرة، نعم من حق الزوج على الزوجة أن تطبخ له وتهتم بكل شئون حياته كجزء من تنظيم العمل في الأسرة بحيث يعرف كل منهما وظيفته الأساسية، ولكن هم لا يقصدن بلا شك المطبخ فقط وكفى، فمن حقك إكمال دراساتك العليا والعمل فيما تحبين.. فقط المهم هو أن تدرك الفتاة أن الزواج هو أولوية ورعاية الزوج أولوية وبالتالي لو تعارض هذا مع دراستها العليا أو عملها فالأولى الزوج. والأفضل بالطبع هو تنسيق الأولويات وتنظيم الحياة خصوصا لو كان الزوج متفهم وواعي.
أما كيف تعدي نفسك لكي تكوني زوجة صالحة فلا يوجد كتالوج بهذا، الأمر يتطلب أولا من زوجة المستقبل أن تتفهم حدود مسئولياتها ومسئوليات زوجها، فهو ينفق عليها وعلى المنزل وهي تعد له بيتا كالجنة من حيث الهدوء والراحة والطعام والاهتمام بنفسها كأنثى وكحبيبة وكأم ثانية لزوجها وصديقة وكل شيء، فلو كان يريد فقط المطبخ والطعام لأكل في المطاعم أفضل مما تعديه له ولو كان يريد غسيل ملابسه فلا مشكلة مع وجود محال التنظيف الحالية، ولكن سنة الحياة هي “السكن” لا بمعني المنزل ولكن بمعني أن يجد كلا منكما – وليس هو فقط أو أنت فقط – الحضن الدافئ والسكن في قلب الآخر يبثه همومه ويعاونه على مشاكل الحياة وقيادة أسرة سعيدة وتربية الأبناء.
الإعداد الحقيقي هو بالتسلح بالعلم كما تفعلين، وأن تكوني أما بمعنى الكلمة أي تعلم وتربي وتأكل وتنظف وتزرع الأخلاق والأدب في أبناءها، أما المطبخ والغسيل فهي أمور حياتية.
⇐ هنا أيضًا يمكننا -سويًا- مطالعة:
⇐ أجابها: محمد جمال عرفة