تلك الظروف التي نمر بها هي ظروف صعبة وقاسية على الجميع بسبب الخوف من انتشار فيروس كورونا والنتائج الوخيمة المترتبة عليه، لذلك يجب علينا القيام ببعض الممارسات الصحية كممارسة الرياضة التي بدورها تزيد من نشاط الدورة الدموية في الجسم، ومن ثم تظهر آثارها الإيجابية على الصحة النفسية للإنسان وعدم تعكر مزاجه أو الشعور بالقلق والتوتر والاكتئاب.
ما هو تأثير فيروس كورونا على الصحة النفسية للإنسان؟
يقول الدكتور تامر المصري “أخصائي العلاج النفسي” أن هناك دراسة بريطانية على الأشخاص الذين طُبِّق عليهم الحجر الصحي أو الحجر الطبي ووجدت تلك الدراسة أن أكبر مشكلة نفسية يتعرض لها هؤلاء الأشخاص المنعزلين نتيجة الحجر الصحي هي مشكلة التوتر والغضب.
مضيفاً: من المتوقع أن يتعرض كافة الأشخاص المقيمين في الحجر الصحي والطبي في هذه الآونة خوفاً من انتشار فيروس كورونا، وذلك نتيجة وجود محدودية في الأنشطة اليومية التي يقومون بها، كما أن هناك محدودية في العلاقات الاجتماعية والأعمال الوظيفية والنشاطات التجارية التي كانوا يقومون بها من قبل، وهذه الأمور ومثيلتها أثرت بشكل واضح على الناس وعلى صحتهم النفسية بشكل خاص.
الجدير بالذكر أن الأردن وبعض الدول العربية لم تتعرض بعد لتفشي هذا الفيروس، وبإذن الله نتمكن من الخلاص من هذا الفيروس في أسرع وقت ممكن على الرغم من وجود تغييرات جذرية في حياة الناس الروتينية، كما أن ذلك من المتوقع أن يُتبَع بآثار نفسية صعبة كالتوتر والغضب وغيرها خاصةً إذا استمرت هذه الظروف لفترة طويلة.
في حال استمرار جائحة كورونا لفترات أطول فإنها قد تتسبب في ظهور مشاكل أخرى تعاني منها البشرية جمعاء مثل:
- الاكتئاب الشديد.
- الهلع المفرط.
- الهلع الجماعي.
ومن ثم يجب أن يكون هنالك تدخل من قِبل كوادر الصحة النفسية لمعالجة هذه الظاهرة النفسية الصعبة التي نمر بها جميعاً من خلال اتباع الآتي:
- عمل استشارات نفسية online.
- إجراء محاضرات تثقيفية مباشرة للناس لتوعيتهم بكيفية التعامل مع هذه الظروف وتعليمهم كيفية قضاء أوقاتهم بدون أي مشاكل نفسية لتبعات هذا الوباء.
كيف يمكننا مراقبة صحتنا النفسية في ظل الظروف الراهنة؟
قبل وباء كورونا، كان هناك بعض الحالات الفردية التي كانت تعاني من بعض المشاكل النفسية كالتوتر والقلق والاكتئاب والحزن وغيرها، وكان من السهل على الأطباء النفسيين أو أخصائي علم النفس التعامل مع هؤلاء المرضى ووصف الدواء أو العلاج المناسب لهم.
على الجانب الآخر، هناك العديد من الحالات الجماعية التي تعاني الآن جراء فيروس كورونا من بعض المشاكل النفسية الوخيمة كالتوتر والاكتئاب والقلق من المستقبل، لذلك فإننا ننصح الشخص بمجرد أن يلاحظ وجود تغييرات معينة في نمط حياته أو في مزاجه وسلوكياته للأسوأ أن يلجأ لجهة نفسية معينة متخصصة حتى يتعرف على الأساليب المفترض عليه القيام بها للتعامل مع هذه المشاكل النفسية التي يتعرض لها.
فضلاً عن ذلك، لابد في هذه الظروف الصعبة أن يكون هنالك قنوات طبية مفتوحة طوال الوقت لكل من هو له علاقة بالطب النفسي والسلوكي أمام جميع أفراد المجتمع حتى يخففوا بها من وطأة آثار فيروس كورونا السلبية، وهذه القنوات يجب اعتبارها بمثابة قنوات طارئة تدعم الصحة النفسية للجميع نتيجة ما نمر به الآن.
وختاماً، يمكن أن يقوم هؤلاء المختصين النفسيين بإعطاء بعض المحاضرات وبثها على القنوات المرئية والمسموعة للإعلام، لأنه في حالة إطالة فترة الحجر الصحي في المجتمع بسبب فيروس كورونا فإننا حتماً سندخل في مشاكل نفسية أخرى أكثر تعقيداً قد تصل إحداها إلى الانتحار، ومن الممكن كذلك أن ندخل في مشاكل نفسية وسلوكية تمتد معنا في فترة ما بعد الحجر، وهو الأمر الأكثر صعوبة على الجميع، لذلك على الجهات المسئولة تقديم الدعم النفسي الكامل لكافة أفراد المجتمع لتفادي حدوث مثل هذه الأمور النفسية لأي شخص.